علماء يفسرون أسباب عدم قدرة القرود على الكلام بشكل طبيعي مثل البشر
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

يعتقدون أن السر هو افتقاد المسارات العصبية اللازمة للنطق

علماء يفسرون أسباب عدم قدرة القرود على الكلام بشكل طبيعي مثل البشر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علماء يفسرون أسباب عدم قدرة القرود على الكلام بشكل طبيعي مثل البشر

القرود المتكلمة
واشنطن - العرب اليوم

عرضت أفلام الخيال العلمي بعض القرود المتكلمة والقادرة على التواصل مع البشر عبر التحدث مثلهم، ولكن يبدو أن هذه الأفلام لم تبتعد كثيرًا عن الواقع، إذ بيَّنت دراسة نُشرت في مجلة العلوم المتقدمة أن القرود قادرة على التحدث مثل الإنسان تمامًا بفضل امتلاكها أحبالًا صوتية مشابهة في تشريحها للأحبال الصوتية التي يمتلكها البشر، وهذا الاكتشاف الكبير سيقلب القاعدة التي ميَّزت الإنسان في عالم الثدييات، فيبدو أن ما يُميِّزه هو قدرته على التحدث وليس امتلاكه أجهزة داخلية تسمح له بالكلام.

ما الذي يُعيق القرود عن التحدث كالبشر؟

إن كانت القرود تمتلك أحبالًا صوتية كالبشر، فماذا يمنعها من الكلام؟ هذا ما وضَّحه باحثون في الدراسة وذلك أن شكل وحجم وبنية الجهاز الصوتي في أدمغة الحيوانات هي ما تُعيق الكلام وإخراج الأصوات تمامًا كالبشر، ومن أجل إثبات هذه النظرية، قام علماء بدراسة وتشريح النظام الصوتي للقرد منذ سنوات طويلة.

ففي عام 1960م، قام عالم الإدراك واللغة الدكتور “فيليب ليبرمان” بإجراء دراسة على قرد من فصيلة المكاك الريسوسي، تبيَّن خلال الدراسة وبعد تشريح الجهاز الصوتي للقرد وتصميم نموذج حاسوبي للحركات التي يستعملها في إخراج الصوت، أنه قادر على إصدار عدد محدود من الأصوات مقارنةً بالإنسان، وعلى الرغم من أن الدراسة أجابت على جزء كبير من الأسئلة، لكن العلماء أرادوا اختبار الفرضية على حيوان حي وليس ميت كتجربة ليبرمان.

من هنا تم إعادة التجربة على قرد مكاك حي عبر تصوير فيديو بالأشعة السينية له خلال إصداره أصواتًا أو تناوله الطعام أو الصراخ وتغيير ملامح وجهه، ثم تم إعادة تصميم الحركات على شكل نموذج حاسوبي للكشف عن حركات الجهاز الصوتي والتي أعطت نتائج مشابهة لنتائج دراسة الدكتور ليبرمان.

وبحسب آراء خُبراء، أمثال الدكتور ماركوس بيرلمان، عالم الإدراك في معهد ماكس بلانك اللغوي في هولندا، فإن هذه الدراسة تُقدِّم دليلًا قويًا بأن القردة لديها جهاز صوتي قادر على التحدث كالبشر تمامًا، ويشرح الباحثون أنه لتطور القدرة على إنتاج خطاب إنساني، فإن الأمر يتطلب تغييرات عصبية بدلًا من تغييرات صوتية، وفي العموم يؤكد العلماء على أن القردة لها جهاز صوتي مستعد لإجراء محادثات وخطابات، ولكن في الوقت نفسه، فإن هذه الكائنات تفتقر إلى دماغ قادر على التحكم في هذه الأصوات وتنسيق عملها.

ومع ذلك، لا يزال ليبرمان، صاحب أول دراسة حول هذا الموضوع، مصرًا على أن “قردة شمبانزي وغيرها من الحيوانات لا تملك أي قدرة على الكلام أو الدماغ الذي يسمح لهم بتطوير خطاب الإنسان”، وأشار إلى أن “البحث الثاني توصل إلى أنه حتى لو كانت القردة تملك العقل الذي يسمح لها بالتعلم والحديث، فإن أفواهها وألسنتها لن تسمح لها بنطق العديد من الحروف المتحركة الأخرى مثل حرف “آي” باللغة الإنجليزية”.

علماء الأعصاب يعتقدون أن سببًا وجيهًا آخر يمنع القرود من الحديث والكلام مثلنا على الرغم من امتلاكها لجهاز صوتي، وهو افتقاد المسارات العصبية اللازمة للنطق، فقد توَّصل العلماء خلال دراساتهم إلى أن بعض القيود العصبية تمنع القرود من النطق، وحيث أن هذه الدراسات لا تزال مستمرة والعلم في تطورٍ كبير، فمن يعلم رُبما تُصادف في أحد الأيام قردًا يُشاركك حديثك الصباحي أو يُلقي عليك التحية!

روكي السعلاء القادرة على إصدار أصوات:

وتوصلت مجموعة أخرى من الباحثين إلى أنه إضافة إلى أن الرئيسيات من غير البشر تملك القدرة على الكلام، فإن لها بعض القيود في الدماغ التي تحول دون نطقها بكلمات مفهومة، وقد أظهرت عدة أمثلة أن هذه الحيوانات قادرة على تعلم أنواع مختلفة من الحروف المتحركة والحروف الساكنة.

وفي هذا الصدد، وفي يوليو/تموز 2016 نشر فريق من الباحثين في جامعة دورهام دراسة في مجلة “سيانتيفيك ريبورتز” أظهروا من خلالها أن “روكي، السعلاء، أو إنسان الغاب البالغ من العمر 11 عامًا، الذي يعيش في حديقة انديانابوليس، قادر على تقليد بعض الأصوات التي سبق وأن نطق بها البشر”، ومع ذلك، على الرغم من التقدم الذي أحرزه روكي، فإنه لا يبدو من الممكن أن تقوم هذه الحيوانات بالتعبير عن الكلمات وتكوين خطاب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يفسرون أسباب عدم قدرة القرود على الكلام بشكل طبيعي مثل البشر علماء يفسرون أسباب عدم قدرة القرود على الكلام بشكل طبيعي مثل البشر



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab