ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري
آخر تحديث GMT17:12:40
 العرب اليوم -

ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري

كهف بحري على الساحل السوري
دمشق - العرب اليوم

بوجوه صبغتها الشمس بالسمرة، وأياد جعدتها المياه المالحة، وكشطتها الصخور الجبلية، تسلحوا بالعزيمة والإرادة وحملوا على كاهلهم مسؤولية التعريف بسوريا.. سوريا الحقيقية التي يعيشون فيها ويعرفونها جيداً! ومع كل مرة تبع فيها أعضاء الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق حدسهم، قادهم لاكتشاف أماكن جديدة، كان آخرها "أول كهف بحري في سوريا". يروي قائد العمليات الميدانية بالجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق، خالد نويلاتي، كيف وثقت الجمعية أول كهف بحري في سوريا، فيقول في ": "ضمن إحدى جولاتنا الاعتيادية اليومية المخصصة لاستكشاف شط الأرمن في منطقة كسب بمدينة اللاذقية وتحويله لاحقاً لمحمية طبيعية؛ تفاجأنا بوجود فجوة في صدر جبل صخري قريب من سطح الماء، لفتت نظرنا تلك الفجوة فدخلنا بمساعدة الموج المنخفض حينها لنتفاجأ بوجود كهف دهليزي ملتوي ضيق بداخل الجرف الصخري".

"في هذه الأثناء، انقسم الفريق إلى قسم تمكن بصعوبة من دفع القارب لداخل الدهليز الذي لم يتجاوز عرضه المترين، وقسم آخر أجبر على الغطس لمسافة خمسة أمتار تحت سطح الماء لاستكشاف المنطقة، وكانت الرؤية ضبابية لمسافة تزيد على الـ 30 متراً، حتى وصلنا لفسحة سماوية تمكنا فيها من الرؤية"، يقول نويلاتي. يتابع المستكشف: "لم نستطع التوغل أكثر بسبب صعوبة الغوص في المكان، بالإضافة لكوننا لا نحمل تجهيزات تناسب الغطس في هذه المنطقة الصخرية شديدة الإلتواءات والتعرجات، لكننا تمكنا من توثيق المكان المفعم بكافة أنواع وأنماط الكائنات البحرية وتصويره فخرجنا وطالعنا العالم باكتشافنا: "أول كهف بحري في سوريا"!

يبين قائد الفريق الذي بدأ أولى نشاطاته عام 1988، وحصل على ترخيصه في 2008، أهمية هذا الاكتشاف الذي يعد نقلة نوعية سواء على مستوى البيئة والسياحة، لأن استكشاف البيئة البحرية السورية لا يزال يتم على نطاق ضيق، كما أن رياضة الغوص قليلة الانتشار في سوريا، مشيراً إلى أن الجمعية ستكشف نشاطاتها وستعمل على إنشاء منتجع بيئي صحي لاستقبال الرواد الراغبين باستكشاف البيئة البحرية. ويبدو أن اكتشاف الكهف الأسطوري ليس أول ما سبب تسارع نبضات قلوب هؤلاء المستكشفين، حيث كانت الجمعية سابقاً قد اكتشفت مغارة "سؤادا" بمدينة السويداء في عام 2009، وهي ثاني أكبر مغارة في سوريا، كما اكتشفت وجود معاصر قديمة للزيتون بريف القدموس، وفي عام 2013 رصدت وجود حيوان الفقمة لأول مرة في منطقة وادي القنديل، وسلطت الجمعية الضوء على اكتشافات أخرى كشجرة القتلة وحيوان السلمندر الناري.

تسعى الجمعية لتوسيع النشاط السياحي في جميع المدن السورية، فمنذ تأسيسها تعمل على نشر الصور والبيانات التي توثقها والتي غالباً ما تكون مدهشة للسوريين الذين اعتادوا على زيارة بعض المناطق السياحية كبصرى وتدمر والشاطئ الأزرق وغيرها، ومن هنا ظهرت الحاجة لبذل جهد أكبر في مجال توثيق البيئة السورية في العديد من المناطق كشرق الفرات وشمال حلب وبعض مناطق الساحل السوري، وتحمل الجمعية اليوم على عاتقها جمع بيانات جديدة للتعريف عن سوريا بكل تفاصيلها وبيئاتها المتنوعة.

 

وكما الجميع في هذه البلاد، طالت سنوات الحرب وتبعاتها هؤلاء المستكشفين، فباتوا يعانون من صعوبة في تأمين معدات الاستكشاف بسبب الحصار الاقتصادي على سوريا، بالإضافة لارتفاع أسعار معدات التصوير وندرتها، لكن روح الشباب الراغب بالاستكشاف والتوثيق تغلبت على هذه الصعوبات المادية. يتنهد قائد العمليات الميدانية بالجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق كمن أدى مهمته، فيما يدرك أن مهمته الفعلية كفريق يقوده صوت تلاطم الأمواج وخفق أجنحة الطيور على الجبال لاستكشاف روائع البيئة السورية قد بدأت للتو.

قد يهمك ايضا 

نازحون شمال سوريا قلقون من «توطين دائم» بعد بناء وحدات سكنية بدل الخيام

الأردن يغلق معبر "جابر نصيب" الحدودي مع سوريا بسبب التطورات الأمنية في درعا

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab