ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري
آخر تحديث GMT04:41:35
 العرب اليوم -

ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري

كهف بحري على الساحل السوري
دمشق - العرب اليوم

بوجوه صبغتها الشمس بالسمرة، وأياد جعدتها المياه المالحة، وكشطتها الصخور الجبلية، تسلحوا بالعزيمة والإرادة وحملوا على كاهلهم مسؤولية التعريف بسوريا.. سوريا الحقيقية التي يعيشون فيها ويعرفونها جيداً! ومع كل مرة تبع فيها أعضاء الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق حدسهم، قادهم لاكتشاف أماكن جديدة، كان آخرها "أول كهف بحري في سوريا". يروي قائد العمليات الميدانية بالجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق، خالد نويلاتي، كيف وثقت الجمعية أول كهف بحري في سوريا، فيقول في ": "ضمن إحدى جولاتنا الاعتيادية اليومية المخصصة لاستكشاف شط الأرمن في منطقة كسب بمدينة اللاذقية وتحويله لاحقاً لمحمية طبيعية؛ تفاجأنا بوجود فجوة في صدر جبل صخري قريب من سطح الماء، لفتت نظرنا تلك الفجوة فدخلنا بمساعدة الموج المنخفض حينها لنتفاجأ بوجود كهف دهليزي ملتوي ضيق بداخل الجرف الصخري".

"في هذه الأثناء، انقسم الفريق إلى قسم تمكن بصعوبة من دفع القارب لداخل الدهليز الذي لم يتجاوز عرضه المترين، وقسم آخر أجبر على الغطس لمسافة خمسة أمتار تحت سطح الماء لاستكشاف المنطقة، وكانت الرؤية ضبابية لمسافة تزيد على الـ 30 متراً، حتى وصلنا لفسحة سماوية تمكنا فيها من الرؤية"، يقول نويلاتي. يتابع المستكشف: "لم نستطع التوغل أكثر بسبب صعوبة الغوص في المكان، بالإضافة لكوننا لا نحمل تجهيزات تناسب الغطس في هذه المنطقة الصخرية شديدة الإلتواءات والتعرجات، لكننا تمكنا من توثيق المكان المفعم بكافة أنواع وأنماط الكائنات البحرية وتصويره فخرجنا وطالعنا العالم باكتشافنا: "أول كهف بحري في سوريا"!

يبين قائد الفريق الذي بدأ أولى نشاطاته عام 1988، وحصل على ترخيصه في 2008، أهمية هذا الاكتشاف الذي يعد نقلة نوعية سواء على مستوى البيئة والسياحة، لأن استكشاف البيئة البحرية السورية لا يزال يتم على نطاق ضيق، كما أن رياضة الغوص قليلة الانتشار في سوريا، مشيراً إلى أن الجمعية ستكشف نشاطاتها وستعمل على إنشاء منتجع بيئي صحي لاستقبال الرواد الراغبين باستكشاف البيئة البحرية. ويبدو أن اكتشاف الكهف الأسطوري ليس أول ما سبب تسارع نبضات قلوب هؤلاء المستكشفين، حيث كانت الجمعية سابقاً قد اكتشفت مغارة "سؤادا" بمدينة السويداء في عام 2009، وهي ثاني أكبر مغارة في سوريا، كما اكتشفت وجود معاصر قديمة للزيتون بريف القدموس، وفي عام 2013 رصدت وجود حيوان الفقمة لأول مرة في منطقة وادي القنديل، وسلطت الجمعية الضوء على اكتشافات أخرى كشجرة القتلة وحيوان السلمندر الناري.

تسعى الجمعية لتوسيع النشاط السياحي في جميع المدن السورية، فمنذ تأسيسها تعمل على نشر الصور والبيانات التي توثقها والتي غالباً ما تكون مدهشة للسوريين الذين اعتادوا على زيارة بعض المناطق السياحية كبصرى وتدمر والشاطئ الأزرق وغيرها، ومن هنا ظهرت الحاجة لبذل جهد أكبر في مجال توثيق البيئة السورية في العديد من المناطق كشرق الفرات وشمال حلب وبعض مناطق الساحل السوري، وتحمل الجمعية اليوم على عاتقها جمع بيانات جديدة للتعريف عن سوريا بكل تفاصيلها وبيئاتها المتنوعة.

 

وكما الجميع في هذه البلاد، طالت سنوات الحرب وتبعاتها هؤلاء المستكشفين، فباتوا يعانون من صعوبة في تأمين معدات الاستكشاف بسبب الحصار الاقتصادي على سوريا، بالإضافة لارتفاع أسعار معدات التصوير وندرتها، لكن روح الشباب الراغب بالاستكشاف والتوثيق تغلبت على هذه الصعوبات المادية. يتنهد قائد العمليات الميدانية بالجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق كمن أدى مهمته، فيما يدرك أن مهمته الفعلية كفريق يقوده صوت تلاطم الأمواج وخفق أجنحة الطيور على الجبال لاستكشاف روائع البيئة السورية قد بدأت للتو.

قد يهمك ايضا 

نازحون شمال سوريا قلقون من «توطين دائم» بعد بناء وحدات سكنية بدل الخيام

الأردن يغلق معبر "جابر نصيب" الحدودي مع سوريا بسبب التطورات الأمنية في درعا

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري ناشطون بيئيون يكتشفون أول كهف بحري على الساحل السوري



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab