دراسة تكشف عن دور الشعاب المرجانية في تأمين السواحل السعودية
آخر تحديث GMT13:11:42
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

دراسة تكشف عن دور الشعاب المرجانية في تأمين السواحل السعودية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تكشف عن دور الشعاب المرجانية في تأمين السواحل السعودية

الشعاب المرجانية
الرياض - العرب اليوم

تمكن باحثو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) من وضع معايير تصميم عالية الدقة في تخطيط المدن بالمنطقة الساحلية لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية (KAEC)، التي تسلط الضوء على الضرورة الملحّة للحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، على مستويي الاقتصاد والتخفيف من وطأة الكوارث. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتائج باستخدام النمذجة الحاسوبية المتقدمة عالية الوضوح للتنبؤ بعرام العواصف وذروة ارتفاع الأمواج باستخدام، الذي يكشف عن الدور المهم الذي تؤديه الشعاب المرجانية في حماية المناطق الساحلية.

وجدير بالذكر أنه ورغم كون الشعاب المرجانية لا تشكل سوى 1 في المائة فقط من سطح المحيطات، فإن ما بين 25 في المائة إلى 50 في المائة من فصائل الكائنات البحرية تعتمد عليها وتشكل ثروة بيئية واجتماعية اقتصادية لما يفوق مليار إنسان، كما أن قيمتها الاقتصادية تفوق تريليون دولار في جميع أنحاء العالم. كما يؤثر تدهور النظم البيئية للشعاب المرجانية على حماية المناطق الساحلية، ومصايد الأسماك، والسياحة.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور سابيك لانجودان، من فريق النمذجة والتنبؤ المعني بمنطقة البحر الأحمر في «كاوست»: «كانت المهمة الأصلية هي إجراء النمذجة الحاسوبية لارتفاعات الأمواج القصوى؛ بغرض تعيين الحدّ الأدنى لارتفاع الأرضيات الآمن، من أجل تصميم الهياكل والطرق في المدينة»، إلا أنه مع وفرة الملحوظات بشأن رصد الأمواج ومستوى المياه وقياس الأعماق الدقيق بالقرب من الساحل، جنباً إلى جنب مع قدرات المحاكاة المتقدمة والحوسبة الفائقة المتاحة لنا في «كاوست»، قمنا بتوسيع نطاق الدراسة من أجل تقصِّي دور الشعاب المرجانية في تغيير المناخ الموجي لهذه المنطقة المحمية بالشعاب».

وللتنبؤ الدقيق بارتفاعات الأمواج العنيفة، من الضروري نمذجة كيفية تحوّل الأمواج في أثناء مرورها عبر الشعاب المرجانية وقاع البحر الضحل، باستخدام بيانات الأمواج على المدى الطويل. وتشترك العديد من المدخلات في المحاكاة الحاسوبية، بما في ذلك نموذج التغير الفيزيائي في شكل الموجة، وقياس الأعماق، والقوى الجوية المؤثرة، ودوران مياه البحر. ومع ذلك، فإن بنية تصميم المحاكاة والمنصة الحاسوبية على القدر نفسه من الأهمية؛ فعليهما يتوقف تحديد وضوح النتائج ودقتها.

يقول لانجودان: «قمنا بتهيئة نموذج عالي الوضوح باستخدام شبكة غير مهيكلة، مما يسمح لنا بتنويع دقة وضوح النموذج على امتداد المنطقة من خلايا تغطي نطاق 60 كيلومتراً في عرض البحر إلى خلايا صغيرة تغطي 60 متراً بالقرب من الساحل».

استخدم الباحثون موجة مقترنة ونموذجاً لدوران المياه لحساب التغيرات في ارتفاعات الأمواج الناتجة عن الاختلافات في مستوى المياه والتيارات المائية، وجمعوا بين ذلك ومجالات الأرصاد الجوية المشتقة من نموذج جوي إقليمي عالي الوضوح.

يقول البروفسور إبراهيم حطيط، أستاذ هندسة وعلوم الأرض وقائد المجموعة البحثية: «دراستنا عالية الوضوح أتاحت لنا مراجعة تخفيض الحدّ الأدنى للارتفاع الآمن في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، من 4 أمتار إلى 2.3 متر، ورغم أنه انخفاض طفيف نسبيّاً، فإنه سيؤدي إلى توفير نحو 90 مليون متر مكعب من مواد الردم، بما يعادل نحو 500 مليون دولار أميركي». ومع ذلك، أظهرت الدراسة أيضاً أن الارتفاع الآمن المُخفَّض يعتمد على وجود شعاب مرجانية قبالة ساحل البحر الأحمر، تعمل باعتبارها حاجز أمواج طبيعيّاً لتوفير الحماية للمناطق الساحلية من المخاطر، مثل أقصى ارتفاع تبلغه الأمواج، وغمر الأمواج للحواجز، والفيضانات، وتآكل الشواطئ.

ويوضح المؤلف المشارك البروفسور عمر كنيو، أستاذ علوم الرياضيات والحساب التطبيقية بالجامعة، أن الشعاب المرجانية تعمل على تخفيض ارتفاع الأمواج بمقدار النصف عند الساحل، ويمكن أن تظل السواحل المحمية بالشعاب المرجانية معرّضة لخطر الأمواج الأكبر إذا انخفضت الحماية الساحلية التي توفرها الشعاب المرجانية بسبب تدهور المرجان أو ارتفاع مستوى سطح البحر.

وتجدر الإشارة إلى أبحاث «كاوست» قد أسهمت في ضمان موقع بارز لحماية الشعاب المرجانية باعتبارها إحدى التوصيات النهائية للسياسات في البيان الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين 2020. ونتيجة لذلك، أطلقت مبادرة عالمية لحماية تلك الشعاب بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم وتعاون من بلدان مجموعة العشرين. ولقد اختيرت «كاوست» لتكون نقطة التقاطع للمبادرة الجديدة، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة للجامعة، ولريادتها في دراسات وأبحاث الشعاب المرجانية خلال العقد الأخير بقيادة البروفسور كارلوس دوارتي، أستاذ العلوم البحرية، إضافة لموقعها الذي يسهل لباحثيها الوصول إلى النظم البيئية القريبة.

وفي أبريل (نيسان) 2020، فصّلت دراسة عن المحيطات الدولية، أجريت بقيادة كارلوس دوارتي والبروفسورة سوزانا أغوستي، أستاذة علوم البحار في «كاوست»، سبل تعافي الحياة البحرية وصولاً إلى الوفرة الكاملة بحلول 2050. وحددت هذه الدراسة تسعة عناصر جوهرية في الأنظمة البيئية البحرية لإعادة بناء الحياة البحرية، وكانت الشعاب المرجانية واحدة منها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف عن دور الشعاب المرجانية في تأمين السواحل السعودية دراسة تكشف عن دور الشعاب المرجانية في تأمين السواحل السعودية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab