الطقس المتطرف يطرق بقوة أبواب المغرب العربي ومطالب بتوفير الدعم لـلاجئي المناخ
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

الطقس المتطرف يطرق بقوة أبواب المغرب العربي ومطالب بتوفير الدعم لـ"لاجئي المناخ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الطقس المتطرف يطرق بقوة أبواب المغرب العربي ومطالب بتوفير الدعم لـ"لاجئي المناخ

الفيضانات المدمرة
القاهرة ـ العرب اليوم

قبل أقل من شهر على انطلاق قمة المناخ «كوب 27»، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، عاد الطقس المتطرق ليدق أبواب العرب من جديد، ولكن هذه المرة في دول المغرب العربي ليذكر بأهمية توفير حلول للمتضررين من هذه الظاهرة، والذين باتوا يعرفون باسم «لاجئي المناخ».

وتساقطت الأمطار بغزارة كبيرة الأحد والاثنين الماضيين، وخلال فترة زمنية قصيرة داخل عدد من ولايات الجزائر، لكن الولاية الأكثر تأثرا كانت برج بوعريريج (من ولايات الهضاب العليا شرق الجزائر)، حيث تسبب جريان المياه بقوة كبيرة في موجة من الفيضانات المدمرة، التي أدت إلى إجلاء 35 منطقة. كما أغرقت الأمطار الغزيرة، التي لم يتعد هطولها نصف ساعة أول من أمس، مدينة فاس المغربية، وأغرقت عددا من الشوارع والأحياء، وتسببت في جرف عدد من المركبات والممتلكات الخاصة. أما في تونس فقد شهدت بعض مناطق ولاية الكاف (شمال غربي)، الاثنين، تساقط كميات كبيرة من الأمطار مصحوبة بالبرد، ما تسبب في دخول المياه إلى عدة منازل بمدينة ساقية سيدي يوسف بالولاية، وسقوط جزء من سور المدينة.

وخلال الشهر الماضي ضربت الأمطار الغزيرة، التي تحولت إلى سيول وفيضانات، عدة مناطق في موريتانيا، كما ضربت أوائل الشهر الحالي عدة مناطق وأدت لانهيار مبان سكنية في مناطق مختلفة من البلاد. وجاءت هذه الأمطار الغزيرة بعد صيف شديد الحرارة تسبب في جفاف شديد، وهو ما يعرف بـ«تأثير التربة المتصلبة».

ووصفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (‎(IPCC ‏في تقريرها الأخير، الصادر في فبراير (شباط) من العام الحالي، منطقة المغرب العربي بأنها من البقاع الساخنة والأكثر عرضة لتغير المناخ، وظواهره المتطرفة من فيضانات، وجفاف، وموجات حرارة، وحرائق غابات، وهو ما يجعل دول هذه المنطقة من بين الأكثر احتياجا لتمويل برامج «التكيف المناخي»، والتي تشمل دعم الفئة الجديدة التي باتت تعرف بـ«لاجئي المناخ».

والتكيف المناخي عبارة عن برامج من شأنها مساعدة المجتمعات على الصمود في مواجهة تأثيرات الطقس المتطرف، وتشمل بناء الطرق والجسور، بحيث تكون مكيفة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الأكثر قوة، وإنشاء أنظمة لمنع الفيضانات في الشوارع ومنشآت النقل تحت الأرض، وإيجاد سبل للحد من الانهيارات الأرضية، والفيضانات الناجمة عن ذوبان الأنهار الجليدية في المناطق الجبلية، وقد تحتاج بعض المجتمعات إلى الانتقال إلى مواقع جديدة، بسبب تضررها من الفيضانات والسيول، كما حدث في بعض دول المغرب العربي مؤخرا، وهؤلاء ما يطلق عليهم «لاجئو المناخ».

ويحتاج «لاجئو المناخ» إلى دعم عاجل وسريع من الدول الغنية خلال قمة «كوب 27» بمصر، التي تأتي متزامنة مع أزمة عالمية في الطاقة، ربما لا تجعل هناك فرصة لتحقيق أي تقدم في ملف تخفيض الانبعاثات.

يقول حسن أبو النجا، مدير المنصة المعرفية للتغيرات المناخية، المدير التنفيذي للشبكة العربية للتنمية المستدامة لـ«الشرق الأوسط»: «توجد ثلاثة ملفات رئيسية مطروحة في قمة المناخ، وهي تخفيض الانبعاثات، والتعويضات عن أضرار التغير المناخي، وتمويل برامج التكيف المناخي، ومع أزمة الطاقة الحالية نتيجة الحرب الروسية - الأوكرانية، التي دفعت بعض الدول الأوروبية للعودة لاستخدام الفحم لتأمين احتياجاتها من الطاقة بعد القرار الروسي بوقف إمدادات الغاز عن بعض الدول الأوروبية، لا أتوقع تحقيق أي تقدم في الملف الأول».

وتابع أبو النجا موضحا: «بخصوص ملف التعويضات، فإن الدول الغنية كانت لديها خلال القمم السابقة حساسية بالغة تجاه هذا الملف، لكن الملف الذي تتجاوب معه نوعا ما، هو ملف التكيف مع التغيرات المناخية... وأتمنى أن تتمكن الدول النامية في قمة الشهر المقبل من الحصول على تمويل حقيقي لبرامج التكيف المناخي، لأن ما حدث من ظواهر مناخية متطرفة خلال الشهور الماضية يطلق جرس إنذار بأهمية اتخاذ إجراءات مناسبة، قبل أن تصبح بعض المناطق غير قابلة لمعيشة البشر بسبب التغيرات المناخية».

ووفقا للتقييم الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإنه من المتوقع أن يصبح المناخ أكثر سخونة وجفافا في معظم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار إلى زيادة حدوث حالات الجفاف، وهو تأثير بدأ بالفعل في الظهور في المنطقة المغاربية. ومن المقدر أيضا وفق التقرير أن يتعرض من 80 إلى 100 مليون شخص إضافي بحلول عام 2025 للإجهاد المائي، والذي يحتمل أن يؤدي إلى زيادة الضغط على موارد المياه الجوفية، والتي يتم استخراجها حاليا في معظم المناطق التي تتجاوز إمكانات إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية.

وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تتقلب المحاصيل الزراعية، لا سيما في المناطق البعلية، على نطاق أوسع، وأن تنخفض في النهاية إلى متوسط أقل بكثير على المدى الطويل، أما في المناطق الحضرية في المغرب العربي، فيمكن أن تؤدي زيادة درجة الحرارة بمقدار 1-3 درجات إلى تعريض من 6 إلى 25 مليون شخص للفيضانات الساحلية، بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تؤدي موجات الحرارة وزيادة «تأثير الجزر الحرارية»، وندرة المياه وانخفاض جودة المياه وتدهور جودة الهواء، إلى ظروف معيشية صعبة.

قـد يهمك أيضأ :

حصيلة جديدة للضحايا في السودان بسبب الفيضانات

ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في السودان إلى 129 شخصاً

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطقس المتطرف يطرق بقوة أبواب المغرب العربي ومطالب بتوفير الدعم لـلاجئي المناخ الطقس المتطرف يطرق بقوة أبواب المغرب العربي ومطالب بتوفير الدعم لـلاجئي المناخ



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حاتم يكشف مفاجأة حول إطلالاته الأخيرة

GMT 23:00 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج سمية الخشاب في العام الجديد

GMT 08:44 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

رامي صبري يوجّه رسالة لتامر حسني وهو يردّ

GMT 22:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يمازح الجمهور بعد مروره بموقف طريف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab