القاهرة ـ العرب اليوم
نجح فريق بحثي مصري في كشف أسرار جديدة عن الحياة في قارة أفريقيا قبل نحو 70 مليون سنة، وذلك في واحة الداخلة التابعة لمحافظة الوادي الجديد جنوبي مصر.وكشف جبيلي عبد المقصود أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادي مدير مركز الحفريات الفقارية بنفس الجامعة، كواليس الإنجاز الجديد، والمدة التي احتاجها الفريق البحثي الذي عمل تحت قيادته من أجل الوصول إلى الاكتشاف العلمي الذي يعود إلى عصر الديناصورات.وقال عبد المقصود في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مركز الحفريات بجامعة جنوب الوادي يتتبع منذ فترة طويلة آثار البحر التيثي القديم، الذي يعده العلماء الجد الأكبر للبحر المتوسط.
وأشار إلى أن "الفريق حدد عدة مناطق من المتوقع أن يكون قد عاش فيها البشر في صحراء الوادي قبل نحو 70 مليون سنة، وتم مسحها أكثر من مرة حتى عثر على بقايا أسماك عملاقة منقرضة، ومنقار لسمك المنشار، وهي سمكة غضروفية ضخمة يصل طولها إلى مترين".وكشف الباحث الأكاديمي أن وجود عدد من البحار والأنهار في تلك الفترة أدى إلى تنوع كبير في الكائنات التي عاشت في هذه المنطقة من صحراء مصر، حيث "كان الحضور الأكبر للزواحف الكبيرة والأسماك العملاقة التي ما زالت بقاياها موجودة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الصحراء الغربية "لم تبح حتى الآن بما تحويه من أسرار عن عصور مختلفة، نقرأ بعض ملامحها مع كل اكتشاف جديد".
وأوضح رئيس الفريق البحثي أنه قضى برفقة 3 آخرين من زملائه، 11 يوما في الصحراء من أجل الاكتشاف الجديد، وعثروا، إلى جانب الأسماك الفقارية، على بقايا أجزاء كبيرة من سلحفاة بحرية، وبقايا أحد الزواحف البحرية الكبيرة التي عاصرت الديناصورات، بالإضافة إلى أجزاء من أسنان أسماك القرش المفترسة.وأضاف عبد المقصود: "على مدى أشهر طويلة، عكفنا على دراسة طبيعة وجغرافية المكان محل الاكتشاف. زرناه وعايناه أكثر من مرة في رحلات استكشاف ركزنا خلالها على تحديد الطبقات الحاوية لهذه الحفريات المهمة، ودراسة البيئات القديمة التي عاشت بها، ومستوى حالة الحفظ الموجودة عليها الآن، وتحديد مدى إمكانية نجاح الفريق في استخراجها ودراستها".
وعدد عبد المقصود فوائد الاكتشاف الجديد، قائلا: "عن طريق بقايا الحفريات التي عثرنا عليها، يمكننا لأول مرة أن نعرف بعض الخصائص عن الحياة في قارة إفريقيا داخل البحر التيثي في ذلك الزمن السحيق، والطبيعة المناخية لتلك المنطقة والكائنات الحية التي كانت تعيش على أراضيها، بالإضافة إلى أن الاكتشاف يؤكد أن جامعة جنوب الوادي أصبحت مؤهلة لاستخراج حفريات عملاقة رغم محدودية إمكاناتها" وشدد على أن "استخراج الحفريات يحتاج أدوات دقيقة، ويجب أن يتم التعامل معها بمنتهى الحرص لأن بعضها يصعب إخراجه من بين الصخور بعد اكتشافه".وقال عبد المقصود إن فريقه البحثي لم يسجل بعد الاكتشاف الجديد ولم ينشره في أي مجلة علمية، موضحا أنه تم الانتهاء من الورقة البحثية الخاصة بالاكتشاف وسيتم نشرها خلال أيام في أكبر الدوريات العلمية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بحث جديد تم عرضه في «المؤتمر السنوي لجمعية الحفريات الفقارية»
عُلماء حفريات يكشفون أخطر مكان في تاريخ كوكب الأرض بالمغرب
أرسل تعليقك