القاهرة - العرب اليوم
شعر المصريون أمس، بهزة أرضية جديدة «زلزال»، بعد نحو أسبوع من هزة مماثلة جاءت في نفس يوم الهزة التاريخية التي ضربت مصر عام 1992. وتسببت وقتها في عديد من الوفيات والخسائر المادية. وبينما كان مصدر الزلزال التاريخي قريباً من القاهرة «بالقرب من دهشور على بعد 35 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة المصرية»، فإن الزلزالين اللذين شعر بهما المصريون هذا الأسبوع، وكان أقربهما أمس، مصدرهما جزيرة كريت اليونانية، على بعد 390 كيلومتراً شمالي الإسكندرية، وهو نفس المكان الذي كان مصدراً لزلزال شعرت به محافظة الإسكندرية والمدن القريبة منها في 30 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. ويقول جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وهي الجهة المعنية برصد الزلازل في مصر لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا توجد علاقة بين الزلزال التاريخي والزلازل الأخرى سوى مصادفة وقوعهم في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن الزلزال التاريخي كان مصدره محلياً، ولذلك شعرنا به بقوة، وكانت له تأثيرات مدمره، أما الزلازل الأخرى، ورغم تفوقها على مقياس ريختر في درجة القوة، فإن تأثيرها علينا كان محدوداً، واقتصر على الشعور بها، دون أن تتسبب في خسائر في الأرواح أو المنشآت، لأن مصدرها لم يكن محلياً». وبلغت قوة الزلزال التاريخي «5.8 درجة» على مقياس ريختر، فيما بلغت درجة قوة الزلزالين اللذين شعر بهما المصريون هذا الأسبوع (6.4)، بالنسبة للأول الذي وقع في 12 أكتوبر، و(6.2) بالنسبة للثاني الذي جاء أمس، أما الذي وقع في يناير من العام الماضي، فكانت قوته (5.4) درجة. وتسجل الشبكة القومية للزلازل في مصر يومياً أكثر من زلزال ضعيف في منطقة البحر الأبيض المتوسط تستشعره أجهزة الرصد، ولا يشعر به المواطنون، حيث يشعرون فقط بالزلازل التي تكون متوسطة أو كبيرة، كالتي حدثت هذا الأسبوع، كما يوضح القاضي. ويشدد على أن الشعور بزلزالين هذا الأسبوع لا يعني أن مصر دخلت حزام الزلازل، ذلك لأن مصدرهما خارج الحدود المصرية في جنوب شرقي البحر الأبيض المتوسط. ويضيف أن سبب هذه الزلزال هو أن الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أفريقيا، وهي عبارة عن طبقة عملاقة طولها يصل لـ125 كيلومترا تحت اليابسة و25 كيلومترا تحت المياه تصطدم وتغوص تحت الصفيحة التكتونية المكونة لقارة أوروبا، وحينما يحدث هذا التصادم تتكون مناطق ضعف في شكل أخوار وخنادق يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، تستمر في دفع بعضها البعض، ولكنها لا تتحرك، وبعد فترة من الزمن تتكسر الصخور بسبب قوة الضغط المتراكم مسببة حدوث الزلازل. ويشير القاضي إلى أن خروج هذه الطاقة في صورة زلازل ضعيفة أو متوسطة، كما حدث في هذه الزلازل التي شعرنا بها، من رحمة الله بعباده، لأن عدم خروجها وتجمعها يمكن أن يؤدي لزلازل أضخم وأكثر تدميراً.
قد يهمك ايضا
مصر تستعرض التأثيرات السلبية لسد النهضة أمام مسؤولين أمميين
وزير الخارجية المصري يشكر روسيا على موقفها حول سد النهضة
أرسل تعليقك