دراسة تكشف حجم الصيد الجائر للطيور في الجزيرة العربية والعراق وإيران
آخر تحديث GMT18:53:35
 العرب اليوم -

أكّدت قتل أو سلب ما لا يقل عن 1.7-4.6 مليون من 413 نوعًا مختلفًا

دراسة تكشف حجم الصيد الجائر للطيور في الجزيرة العربية والعراق وإيران

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تكشف حجم الصيد الجائر للطيور في الجزيرة العربية والعراق وإيران

الصيد الجائر للطيور
عمان-نورما نعمات

نُشرت دراسة فريدة من نوعها اليوم تٌقدّر حجم ومدى الصيد الجائر وسلب الطيور البرية في منطقة شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران. حيث قُدّر قتل أو سلب ما لا يقل عن 1.7-4.6 مليون طائر من 413 نوعًا مختلفًا سنويًا في هذه المنطقة، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من المصادر وجمع معلومات من الخبراء، وتتم معظم هذه الحالات خلال فترة الهجرة الخاصة بالطيور.

 ومما يثير القلق أن من المحتمل أن تكون هذه الأعداد المذكورة أقل من الواقع، حيث لم يتمكن الخبراء من الحصول على البيانات المطلوبة في أجزاء من المنطقة. وقد سجلت مناطق في المملكة العربية السعودية أعلى نسب للصيد الجائر حيث بلغت ما يقارب 1.7 مليون طائر سنويًا، تلتها مناطق في إيران حيث بلغت 800000 طائر، على الرغم أن البيانات لم تتوفر في كلتا الحالتين إلا لجزء من البلاد. وكما كانت تقديرات الصيد والسلب الجائر في العراق واليمن مرتفعة نسبيًا حيث قدر قتل وسلب ما يعادل 329,000 و273,000 طائر في كل عام.

ويجذب الصيد الجائر والسلب غير المشروع اهتمامًا دوليًا لما يتركه من تهديد عالمي على التنوع الحيوي. ففي عام 2014، اعتمدت اتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية، والتي تشترك فيها معظم دول العالم، قرارًا بمنع الصيد غير المشروع للطيور المهاجرة وسلبها والاتجار بها (UNEP/CMS 2014). 

وقد كشفت هذه الدراسة صيد أو سلب العديد من الأنواع المحمية عالميًا بطريقة غير مشروعة، ومن هذه الانواع طائر الحذفة الرخامية والبط حمراء الرأس، وطائر القمري الأوروبي (حيث تصنفها منظمة بيردلايف انترناشونال "معرض للانقراض" في دليل القائمة الحمراء الخاصة بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة). ومما يثير القلق بشكل أكبر هو الإبلاغ عن صيد طائر القطقاط التجمعي (المهدد بالانقراض بشكل حرج) بأعداد كبيرة نسبيًا مقارنة بعدده القليل.

وكما تبين أن إطلاق النار والأسر غير الشرعيين هما الطريقتان الأكثر انتشارًا في المنطقة وأن السبب الرئيسي لصيد الطيور هو ممارسة رياضة الصيد، يليه الحاجة إلى الغذاء، حيث تقدم بعض الطيور كوجبة فاخرة في بعض الدول، وكما كشفت الدراسة انتشار الصيد الجائر والسلب على نطاق واسع في العديد من البلدان، ولكن بالنسبة للبلدان الأخرى، تم تحديد المواقع التي يتركز فيها الصيد الجائر. وشملت هذه المواقع ساحل بحر قزوين في إيران ومنطقة كردستان الجبلية في العراق بتقديرات تصل الى أكثر من 100،000 طائر في السنة لكل موقع، وخصوصًا الطيور المائية. وتوفر كل من إيران والعراق مناطق مهمة للتجمع وإمضاء الشتاء للطيور المهاجرة، ولا سيما الطيور المائية، وقد تكون المستويات العالية من الصيد عاملًا في انخفاض أعداد الطيور المائية في ممر آسيا الوسطى.

ويرسم الجمع بين نتائج الدراسة الحالية ونتائج سابقة نشرت من قبل بيردلايف انترناشونال في عام 2015 لدول أخرى في الشرق الأوسط ركزت على منطقة البحر المتوسط صورة مقلقة لمنطقة الشرق الأوسط ككل.  حيث تشير التقديرات إلى أن 17.5 مليون طائر (8.0 – 27.1 مليون طائر) يتم قتله سنويًا في جميع أنحاء المنطقة، منها 18٪ في شبه الجزيرة العربية (التي تم تقييمها جزئيًا)، وإيران والعراق. ويتم صيد أكثر من مليون طائر تقريبًا بشكل غير قانوني كل عام في خمسة من دول الشرق الأوسط الـ 17 التي تم تقييمها. أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها (والدول المجاورة لها)، فقد سجلت كل من مصر وسوريا ولبنان والسعودية وإيران أعلى الأرقام.  كما سلطت هذه الدراسة الضوء على قلة البيانات المتعلقة بالصيد الجائر وسلب الطيور، وأشارت بشكل عام إلى أعداد الطيور في المنطقة؛ وبالتالي أصبحت المراقبة المنتظمة لأعداد الطيور التي يتم صيدها أو نقلها بطريقة غير مشروعة تمثل أولوية.

في ظل هذه الظروف، نجد إن أكثر الحاجات إلحاحًا للمنطقة هي اتخاذ إجراءات فورية من جانب السلطات الوطنية وهيئات إنفاذ القانون وغيرها من أصحاب المصلحة لتطبيق نهج "عدم التسامح إطلاقًا" فيما يتعلق بالصيد الجائر في جميع أنحاء المنطقة، معتمدين على الجهود المبذولة سابقًا في بعض البلدان. كما يمكن أن يكون وضع خطط عمل وطنية لأصحاب المصلحة المتعددين للتصدي للصيد الجائر نهجًا مفيدًا لتحديد الأولويات وتوجيه العمل الفعّال. حيث تختلف الإجراءات الرئيسية المطلوبة بين البلدان، ولكن تشمل جميعها تشريعات التحسين، والتطبيق الجيد للتشريعات والامتثال لها، وتركيز الإجراءات في المواقع السيئة، وزيادة المراقبة والإجراءات في الأسواق فيما يتعلق بالأنشطة عبر الإنترنت، وتطبيق كافٍ للعقوبات المناسبة للصيد الجائر، بالإضافة الى نشر التعليم ورفع الوعي بين عامة الناس والمجموعات الرئيسية مثل الصيادين، وتحسين المراقبة والبحث في الدوافع الاجتماعية والاقتصادية للصيد الجائر؛ الشيء الذي يعزز من إيجاد حلول مصممة حسب السياق المحلي. كما يتضح أن هنالك حاجة إلى زيادة التعاون بين البلدان للتصدي بشكل مناسب للصيد الجائر والسلب، ومثال على ذلك الأسر غير القانوني وتجارة الصقور عبر الحدود في شبه الجزيرة العربية.  

قد يهمك أيضاً :

مذبحة حيتان تحوّل لون مياه المحيط الأطلسي إلى الأحمر

علماء يكتشفون حيوانًا هجينًا غير عادي من الحيتان والدلافين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف حجم الصيد الجائر للطيور في الجزيرة العربية والعراق وإيران دراسة تكشف حجم الصيد الجائر للطيور في الجزيرة العربية والعراق وإيران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab