واشنطن - العرب اليوم
يعكف فريق من العلماء على تطبيق نظرية داروين لتطوير الشعاب المرجانية حول العالم لتوليد شعاب مرجانية "سوبر" يمكنها تحمل تأثيرات الاحتباس الحراري بشكل أفضل، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية. ففي هاواي، حيث شهدت فقد أكثر من نصف الشعاب المرجانية في الفترة من 2014 إلى 2015، يستعد باحثون من "جامعة هاواي" لزراعة الشعاب المرجانية الجديدة، التي تم تنميتها معمليًا على مدار 5 سنوات، في المحيط لمعرفة مدى تفاعلها في الطبيعة، بعدما تم تربيتها بطريقة تجعلها أكثر قدرة على مقاومة الحرارة ولكي تتمكن من التأقلم مع مثل هذه الظروف الطبيعية القاسية.
خطر التعرض "للتبييض"
وتتعرض الشعاب المرجانية لخطر التحول إلى اللون الأبيض، أو ما يُطلق عليها خطر التعرض "للتبييض" نظراً لهروب الطحالب منها نتيجة لتعرضها للضغوط المناخية القاسية، حيث أدت فترات طويلة من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر، بشكل أعلى من المعتاد، إلى تدمير الشعاب المرجانية العالمية، وهو ما تتنبأ الظروف المناخية بأنه سيصبح أمراً أكثر شيوعاً في المستقبل. ولأكثر من عقد من الزمان، كان باحثو "جامعة هاواي" يراقبون الشعاب المرجانية التي نجت من التبييض، حتى عندما لحق الدمار بشعاب أخرى في نفس المواقع، حيث تم انتقاء الشعاب الناجية من التبييض لإجراء تجارب بالمختبر لبحث إمكانية إنتاج الشعاب المرجانية "السوبر".
نظرية التطور
وتستند التجربة إلى نظرية التطور لداروين، والتي تنص على أن جميع أنواع الكائنات الحية تنشأ وتتطور من خلال الانتقاء الطبيعي للاختلافات الصغيرة الموروثة التي تزيد من قدرة الفرد على المنافسة والبقاء والتكاثر. وقال كروفورد دروري، كبير الباحثين في مختبر الشعاب المرجانية في هاواي: إن "الشعاب المرجانية مهددة في جميع أنحاء العالم بسبب الكثير من الضغوط، لكن ارتفاع درجات الحرارة ربما يكون الأكثر خطورة"، مشيرًا إلى أن تركيز الباحثين ينصب على إنتاج شعاب مرجانية قادرة على تحمل ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تؤثر على البيئة الطبيعية.
فوائد الشعاب المرجانية
توفر الشعاب المرجانية، التي يطلق عليها غالبًا غابات البحر المطيرة، الغذاء للإنسان والحيوانات البحرية وحماية الشواطئ للمجتمعات الساحلية ووظائف للاقتصادات السياحية وحتى صناعة الأدوية لعلاج أمراض مثل السرطان والتهاب المفاصل ومرض الزهايمر. وفقد العالم 14% من ثروة الشعاب المرجانية في العقد الماضي، وهو ما يقول الخبراء إنه يرجع أساسًا إلى ارتفاع درجة حرارة العالم، ويعمل العلماء بلا كلل لإنقاذ الكائنات الموجودة تحت الماء من الانقراض - وأحدث محاولة تستخدم التطور بمساعدة التطور.
إصلاح بعض الضرر
قالت مادلين فان أوبن من "المعهد الأسترالي لعلوم البحار": "يسعى الباحثون لإصلاح بعض الضرر، الذي تعرضت لها الشعاب المرجانية، والحفاظ على ما هو موجود بالفعل منها وتحسينه". وقال ستيف بالومبي، عالم الأحياء البحرية والأستاذ بجامعة ستانفورد، إنه تم بالفعل اكتشاف الكثير من الأسباب، التي توفر وقاية وحماية للشعاب المرجانية من العرض لخطر التبييض، مشيرًا إلى أنها "ليست المرة الأولى، التي يتعرض فيها أي تجمعات لشعاب مرجانية للحرارة على الكوكب بأسره. لذا فإن حقيقة أن جميع الشعاب المرجانية ليست مقاومة للحرارة كشفت أنه هناك بعض العيوب، والتي يمكن من خلال معالجتها أن تصبح جميعها مقاومة للحرارة".
دعم عالمي
حصل المشروع البحثي لـ"جامعة هاواي" على دعم واسع وحفز البحث في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، يقوم العلماء في المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وألمانيا وأماكن أخرى بإجراء أبحاث متطورة في مجال مقاومة التأثير السلبي للاحتباس الحراري على الشعاب المرجانية. وتتمثل ميزة زراعة شعاب مرجانية أقوى في أنه بعد جيل أو جيلين، يجب أن تنشر سماتها بشكل طبيعي، دون تدخل بشري كبير. وعلى مدى السنوات العديدة القادمة، سيعيد علماء هاواي الشعاب المرجانية التي تم تربيتها بشكل انتقائي إلى البيئة الطبيعية مع ملاحظة تطورات نموها ومدى قدرتها على مقاومة ارتفاع درجات الحرارة في سباق من الوقت نظرًا لاستمرار ارتفاع درجة حرارة محيطات العالم. ويرى علماء جامعة هاواي أن "كل العمل الذي يتم انجازه لن يحدث فرقًا إذا لم يتم التوصل إلى حل نهائي يعالج تغير المناخ على نطاق عالمي ومنهجي.
قد يهمك ايضا
تجارب على شعاب مرجانية بالحاجز العظيم في أستراليا
البيئة تغرم صاحب مركب ﻹتلافه شعاب مرجانية بالقرب من محمية رأس محمد
أرسل تعليقك