بيروت ـ العرب اليوم
تستمر عمليات القطع الجائرة للأشجار الحرجية في غابات بلدة فنيدق أعالي عكار ومثيلاتها في مختلف القرى والبلدات الجبلية، والتي استفحلت في الآونة الأخيرة، حيث أقدم مجهولون خلال اليومين الماضيين على اجتثاث العديد من الأشجار الحرجية المعمرة في إحدى غابات بلدة فنيدق، بهدف تأمين وبيع حطب التدفئة بحجة الارتفاع الملحوظ في أسعار المحروقات وبخاصة المازوت العصب الأساسي للتدفئة في القرى والبلدات الجبلية والوسطية من محافظة عكار.
وتسمع اصوات مناشير الحطب تعمل ليل نهار، ويتردد صداها في كافة الأرجاء من دون حسيب أو رقيب.
واللافت أن قاطعي الأشجار الذين يقومون بأفعالهم غير عابئين لا بقانون ولا بالمناشدات التي تصدر بين الحين والآخر عن أهمية حماية الغابات كثروة وطنية لا يجوز التعدي عليها وانتهاكها على هذا النحو القائم والتي كان آخرها مناشدة رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبد الحي الذي توجه ببيان الى المعنيين والمواطنين دعا فيه إلى ضرورة "الوقوف صفاً واحداً للدفاع عن غابات فنيدق"، وقال: تعليقاً على "القطع الجائر والإبادة الشاملة لغابات فنيدق، أناشد عائلات فنيدق عموماً، هذه أرضكم ودياركم ومستقبل أولادكم وبلادكم، كل عائلة تحمي أرضها وغاباتها، مع العلم أن نسبة الحطب داخل المنازل أصبحت 70%، وكل ذلك موثق عند الموظفين في مكتب وزارة الزراعة، وعدد من الأشخاص يبيعون الحطب الأخضر واليابس خارج وداخل فنيدق، والدولة في سبات عميق، لأن وزارت الزراعة والاقتصاد والعدل والدفاع والداخلية والبيئة والأجهزة المعنية، يعلمون تماماً ما يجري وكنا قد توجهنا اليهم بعدة مناشدات".
وأضاف: "واليوم اتوجه الى العقلاء والحكماء والجمعيات والهيئات في البلدة، للوقوف صفاً واحدا للدفاع عن الغابات لأنها الكنز الثمين والثروة الوطنيه الفريدة في العالم والشرق".
كما ناشد "الدولة تأمين مادة المازوت بالسعر الذي يناسب المواطن، في ظل هذا الانهيار الكبير لليرة اللبنانية، ومن أجل سلامة الأسرة من البرد والجليد المتوقع في فصل الشتاء المقبل".
وإذ نضع هذه الصور برسم الوزارات المعنية؛ الزراعة والداخلية والبيئة، لعل وعسى تفعل لغة القانون الرادعة لمثل هذه الجرائم التي تحصل في كل غابات عكار من أكروم إلى عندقت والقبيات وعكار العتيقة وبزبينا والقموعة وفنيدق ومشمش وصولاً إلى غابة القلة ووادي جهنم الفاصل بين عكار والضنية واتخاذ إجراءات الحماية اللازمة لتأمين استدامة غابات عكار رئة لبنان.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك