لندن ـ ماريا طبراني
نقلت كاميرا "ويب" رقمية تعمل تحت الماء عبر الإنترنت، مشاهد لأنواع جذابة من الحيتان البيضاء. وكانت الكاميرا مثبتة أسفل قارب في مصب بعيد في خليج "هدسون" الكندي، واستخدمت الكاميرا أربع ساعات في يوم واحد للرصد في الماء.
وساعد ذلك العلماء في التوصل إلى تفاصيل جديدة عن حياة الحيتان البيضاء التي تجتمع عند خليج هدسون كل صيف. وحكَّت الحيتان البيضاء، التي تماثل الدلافين الكبيرة والتي تعيش في القطب الشمالي، أنفها بالكاميرا وقامت بحركات بهلوانية. وكانت دائمًا ما تفحص العدسات بأسنانها وتدفع فقاعات مائية نحوها. وأحيانًا كانت تقلب نفسها لرؤية أفضل.
هذا ما كان يبحث عنه كل من الباحث دكتور ستيفن بيترسن، رئيس قسم الحماية والبحث في حديقة حيوان "أسنفونيه بارك" الواقعة في مدينة "وينيبيغ" الكندية، وزوجته عالمة الأحياء دكتور ميج هاينستوك.
وبمجرد أن قلبت الحيتان نفسها، استطاع الباحثان تحديد جنسها، وهو ما يحتاجان إليه كونهما يدرسان البنية الاجتماعية للحيوانات وسلوكها. وقال الدكتور بيترسن: "إلى حد ما، أعرف أنه لا يوجد أي بحث عن الحيتان البيضاء تم في مثل هذا العمق من المياه".
وأضاف: "المواد البحثية الموجودة والتي تم التوصل إليها كانت نتيجة لرصد من على سطح الماء، ما لم تمكنا في الحقيقة من الحصول على نتائج جيدة، لأن الحيتان البيضاء لا تبقى على سطح الماء لفترة طويلة".
وعندما ظهرت لأول مرة الحيتان في كاميرا "الويب" تحت الماء، ظهرت ككرات خضراء متوهجة.ثم اتضحت هذه الكرات، كاشفة عن تجمع أكثر من 3 آلاف حوت أبيض في الماء وحول خليج هدسون كل صيف. المتفرجون على مشاهد كاميرا الويب عبر العالم يمكنهم الآن مساعدة الباحثين.
فصناع هذا الحدث، هم مؤسسة الدب القطبي الدولية التي يقع مقرها في مدينة "بوزمان" في ولاية مونتانا الأميركية، ومشروع مؤسسة "أنانبيرغ"، "إكسبلور أورغ"، ضمنوا خاصية "سناب شوت" التي تسمح للمشاهدين باتخاذ لقطات كاملة من الشاشة.
ويأمل الدكتور بيترسن والدكتورة هاينستوك أن يحصلا من وراء ذلك على مجموعة من الصور المكتشفة للحيتان البيضاء التي من شأنها مساعدتهم في تصنيف هذا الجمع من الحيوانات عندما يحاولون الإجابة على سؤال حول سلوك الحيوانات.
وعلى سبيل المثال، لماذا حيتان معينة من نفس السن والجنس تتجمع دائما في مواعيد أو أماكن معينة؟ وما هي الميزة التي توفرها مصبات خليج هدسون لهذه الحيوانات؟، هل الحيتان البيضاء لها بنية اجتماعية للأم فيها السيطرة؟
أرسل تعليقك