بغداد – نجلاء الطائي
أعلنت محافظة "ذي قار" جفاف "هور الحمّار الغربي" بالكامل، في ما اعتبر كارثة بيئية وتهديدًا لتنوع الأحياء التي تعيش في تلك المسحطات.
تسببت الأزمة المائية التي تضرب العراق بجفاف عدد من الأهوار والمسطحات المائية جنوبي البلاد، بينما تصاعدت التحذيرات من هجرة جماعية من تلك المناطق إلى المدينة بحثًا عن مصادر للرزق.
وأعلنت محافظة "ذي قار" جفاف "هور الحمّار الغربي" بالكامل، في ما اعتبر كارثة بيئية وتهديدًا لتنوع الأحياء التي تعيش في تلك المسحطات، فضلا عن المخاوف من انتهاء تلك المعالم التي أُدرجت مؤخرًا ضمن لائحة التراث العالمي.
وقال رئيس منظمة "طبيعة العراق" جاسم الأسدي في حديث لوسائل إعلام محلية: "لقد أصبح الحمّار الغربي الآن أرضًا جافة بسبب تراجع الإطلاقات المائية 10 أمتار مكعب في العام الحالي".
وتشير التقديرات إلى انخفاض منسوب مياه نهر الفرات إلى نحو 80 سم، وهو ما أدى إلى جفاف "هور الحمّار" بالكامل في "ذي قار"، فضلا عن أغلب المسطحات المائية في محافظة "ميسان"، كأهوار "العودة، والبطاط، والصحين، والصيكل، والسناف"، بينما تصاعدت تحذيرات المنظمات المعنية من هجرة جماعية للسكان المحليين من الصيادين ومربي المواشي والذين يشكلون نحو 65% من المجموع الكلي لسكان الأهوار.
وقال أحد السكان المحليين: "حياتنا باتت قاسية جدا، وأصبحنا في حيرة من أمرنا، فلا أسماك نصطادها، ولا ماء نروي به ظمأ مواشينا، وما نملكه من قوت اليوم لا يكفي لسد رمق أطفالنا، ولا بد من الرحيل".
ويعتمد سكان الأهوار المنتشرة في عدة محافظات جنوبية على تربية المواشي كالأبقار، والجواميس، وصيد الأسماك، والزراعة والاستفادة من الموارد الأخرى في الأهوار، كصيد الطيور وغيرها، لكنهم اليوم باتوا عاجزين عن توفير مياه الشرب لهم ولحيواناتهم، خاصة مع غياب الأمطار في هذا الشتاء.
ومع دخول الأهوار لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو ضمن تصنيف محمية طبيعة العام الماضي، ترتفع المخاوف من تراجع المنظمة عن قرارها، في ظل الجفاف الحالي الذي ضرب أغلب الأهوار والمسطحات المائية، في ظل تبادل الاتهامات بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات.
وتقدر حكومة "ميسان المحلية، جنوبي العراق، النقص الحاصل في مناسيب المياه بنحو 70%، بعد شروع تركيا في مشروع "غاب" الذي يضم 22 سدًا و19 محطة للطاقة الكهربائية، ومشاريع في قطاعات الزراعة، والصناعة، والمواصلات، والري، والاتصالات، حيث يضم هذا المشروع 8 محافظات تركية، فضلا عن البدء بملء سد إليسيو".
أرسل تعليقك