أبوظبي ـ العرب اليوم
انتخبت الإماراتية رزان المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة ـ أبو ظبي، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، رئيسة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUNC.
وتم الإعلان عن انتخاب رزان المبارك، الأربعاء خلال فعاليات المؤتمر العالمي لحماية الطبيعية، الذي نظمه الاتحاد في مدينة مرسيليا، بعد حملة دولية استمرت عامين.
وهنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العضو المنتدب لهيئة البيئة - أبوظبي وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية رزان المبارك، بمناسبة انتخابها رئيسة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، لتكون بذلك ثاني امرأة تقود الاتحاد في تاريخه الممتد على مدى 72 عاماً وأول رئيسة له من غرب آسيا.
وقال سموه في تغريدة: "فخور بابنة الإمارات رزان المبارك بانتخابها رئيسة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.. فخورون بجميع كوادرنا الوطنية.. فخورون بإنجازاتنا البيئية.. وفخورون بجميع بنات الوطن".
وبذلك تعد رزان المبارك، أول امرأة عربية ومن منطقة غرب آسيا وثاني امرأة تترأس الاتحاد منذ تأسيسه قبل 73 عاماً.
و أدلت غالبية المنظمات الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 1400 منظمة تمثل أكثر من 150 دولة بأصواتها لصالح المبارك لتكون بذلك الرئيس الخامس عشر للاتحاد.
وستخلف رزان المبارك الصيني زانغ زنشنغ في رئاسة الاتحاد لمدة 4 سنوات المقبلة.
كما تم انتخاب أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 28 مستشاراً إقليمياً لأفريقيا وأميركا الجنوبية والشمالية، ومنطقة البحر الكاريبي، وجنوب شرق آسيا، وغرب آسيا، وأوقيانوسيا، وأوروبا الشرقية، وشمال ووسط آسيا، وأوروبا الغربية.
وعن انتخابها رئيسة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، قالت المبارك: «يشرفني انتخابي لأكون الرئيس الخامس عشر للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، خاصة في هذه الأوقات الحرجة، عندما نحتاج إلى تعزيز رفع مستوى الحفاظ على الطبيعة ليكون ضمن أهم الأولويات على جدول أعمال الاستدامة العالمية».
وتابعت: «أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر قيادة دولة الإمارات ومؤسساتها على دعمهم وثقتهم وإيمانهم ليس بي فقط، لكن بأهمية الارتقاء بقضية الحفاظ على الطبيعة على مستوى العالم».
من هي رزان المبارك؟
حب الطبيعة ألهم رزان منذ صغرها لدراسة تأثير الملوثات البيئية، وقادها إلى التخصص في الحفاظ على التاريخ الطبيعي للعالم.
وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفهم العام للتغير البيئي من كلية لندن الجامعية، ودرجة البكالوريوس في الدراسات البيئية والعلاقات الدولية من جامعة تافتس.
وكرَّست رزان خليفة المبارك حياتها المهنية للمحافظة على البيئة، فهي تشغل منصب العضو المنتدب لهيئة البيئة ـ أبوظبي، التي تعتبر أحد أكبر الجهات التشريعية البيئة في منطقة الخليج العربي، كما تشغل أيضاً منصب العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية (MBZ Fund) والذي يعتبر أحد أكبر المؤسسات المانحة للحفاظ على الكائنات الحية في أكثر من 200 دولة.
وتحت قيادتها جذب الصندوق الاهتمام العالمي فيما يتعلق بتطبيق أفضل ممارسات الاستدامة باعتباره أحد النماذج الرائدة في التمويل للمحافظة على الكائنات الحية.
كما أنها رئيس مجلس إدارة المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA)،ويذكر أن المبارك بدأت حياتها المهنية في مجال الحفاظ على الطبيعة عام 2001، عندما ساهمت في تأسيس جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة «WWF-EWS».
كانت قيادة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هي الخطوة التالية في التزام رزان الدائم بضمان حماية خدمات النظم الطبيعية من أجل مستقبل أفضل ومستدام للأجيال القادمة.
ولطالما كانت رزان المبارك أحد أشد مناصري ومؤيدي الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منذ ما يقارب عقدين.
وتحت قيادتها، أصبحت هيئة البيئة - أبوظبي إحدى الجهات المانحة في إطار عمل الاتحاد، فنظمت 4 اجتماعات للجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد منذ عام 2008.
واستضافت مكاتب سكرتارية معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة لأبقار البحر (الأطوم) والطيور الجارحة ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ وأنشأت بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة مجتمع عين على الأرض لضمان الوصول الحر والمفتوح والشفاف للبيانات البيئية العالمية.
وشاركت المبارك في تعزيز التزام إمارة أبوظبي بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 42% بحلول عام 2030، كما عززت التزام إمارة أبوظبي بمضاعفة مناطقة الحياة البرية المحمية بنسبة 30%.
وشاركت في إنشاء أول محمية جبلية ومتنزه وطني في الإمارات العربية المتحدة، وأشرفت على أحد أكثر برامح إعادة توطين القديات طموحاً في العالم وهو برنامج إكثار المها الأفريقي (أبو حراب) في الأسر في أبوظبي وإعادة توطين هذا النوع المُصنف بأنه منقرض في البرية في موائله الطبيعية في تشاد.
وترتكز رؤية رزان المبارك في قيادة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على الالتزام الراسخ والعمل الجاد مع جميع الفئات وخاصة الشباب والمجتمعات المحلية.
وفي إطار التصدي لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ والأمراض الناشئة، نصت رؤيتها على التزام الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الهيئة العلمية الأول في المسائل البيئية من خلال التركيز على رفع وإعلاء أصوات أعضائه عبر المنصات العالمية لتعزيز الحفظ والتنمية المستدامة.
وستستند قيادتها على العلم والمعرفة التي يحتاج إليها العالم الذي يشهد انقساماً متزايداً ووجهات نظر متباينة بشأن الحفاظ على الطبيعة.
وفي أولوية خطتها يأتي ضمان التنفيذ الناجح لبرنامج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة 2021-2024، وتوفير الموارد المالية للاتحاد، وتشجيع الجهات المانحة على إدراك قيمة الأثر الناتج عن دعمهم.
وبالرغم من أن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هو مؤسسة معنية بالحفاظ على الطبيعة وحمايتها، تشدد رزان على ضرورة استمرار الاتحاد في دعم التنمية المستدامة، وأن يسعى لجعل العالم مكاناً مناسباً للحياة، ويوفر للجميع حياة كريمة وفرصاً متساوية، ضمن الحدود البيئية لكوكبنا. إن النهج القائم على العلم الذي يتبناه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وتنوع أعضائه كفيل بتمكينه من تجاوز العقبات التي قد تقف أحياناً حائلاً أمام التقدم المأمول.
ستعمل رزان على تعزيز سمعة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وشرعيته وفاعليته، التي تنبع من التنوع الواسع لأعضائه، بما في ذلك الدول والهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية وجماعات السكان الأصليين، ومن الخبرة الفريدة للِجانه الست.
كما تؤمن رزان بأن نجاح جهود الحفاظ على الطبيعة في التصدي للتحديات التي نواجهها رهنٌ بتضافر جهودنا وبقدرتنا على العمل معاً في مواجهة التحديات ومعالجتها.
والاتحاد الدولي IUCN هو منظمة عضوية تتألف من 1400 هيئة حكومية ومنظمة غير حكومية. ربما تشتهر المجموعة بقائمتها الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، والتي تساعد في تحديد أولويات الحفظ في جميع أنحاء العالم.
وفي مقابلة أجرتها قبل الانتخابات بيوم مع موقع Mongabay المختص بأخبار العلوم البيئية، قالت المبارك إن لديها 4 أولويات في حال تم انتخابها لرئاسة الاتحاد، وهي مضاعفة نقاط قوة الاتحاد، وتعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة، والاتساق والحكم الرشيد والتواصل، وأكدت أن الشمولية أمر بالغ الأهمية لنجاح الجهود.
وقالت: «الطريقة الوحيدة لحل مشكلة متعددة الأبعاد كفقدان التنوع البيولوجي، هي ضمان حصول جميع أصحاب المصلحة على مقعد على الطاولة، النساء والشباب وأشخاص من مختلف البقع الجغرافية».
وأضافت: «على سبيل المثال تشكل الشعوب الأصلية 5% من سكان العالم وهم يحمون أكثر من 80% من التنوع البيولوجي للأرض وبذلك تجربتهم في المرونة وكيفية العيش في توازن مع الطبيعة تزود العالم برؤى لا تقدر بثمن حول كيفية الحفاظ على التنوع البيولوجي مع التكيف مع تغير المناخ».
وقالت يولاندا كاكابادسي وهي أول امرأة تشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، (1996-2004) IUCN: «بفضل قيادتها لجهة حكومية، ومؤسسة إقليمية غير حكومية، ومؤسسة خيرية عالمية، تتمتع رزان بالرؤية وبالخبرة المناسبة لقيادة وإدارة التنوع الواسع لأعضاء الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ومساعدة الاتحاد على زيادة توحيد جهوده للدفاع عن أنشطة الحفاظ على الطبيعة. وبصفتها أول امرأة من العالم العربي تقود الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وثاني رئيسة له طوال تاريخه الممتد على مدى 72 عاماً، ستضمن رزان المبارك أيضاً أن يكون لمختلف الآراء، وخاصة من الشباب ومجموعات السكان الأصليين، دور هادف وفعال في حوكمة الاتحاد».
وقالت جوليا مارتون لوفيفر المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (2007-2015) رئيس صندوق شراكة الأنظمة البيئية المهمة عن رزان المبارك: «عملت أنا و رزان معاً لسنوات عديدة بصفتها مسؤولة حكومية رفيعة المستوى، ومانحاً رئيسياً للاتحاد ومن أهم الداعمين لإجراءات الحفظ الدولية. إن حجم وتنوع مشاركة رزان في أعمال الاتحاد، إلى جانب خبرتها العملية في قيادة سلطة تشريعية بيئية، ومؤسسة بيئية محلية غير حكومية ومؤسسة خيرية عالمية، هو حرفياً التشكيلة المناسبة للخبرة القيادية التي يتطلع لها الاتحاد في رئيسه».
وقال خالد أنيس الإيراني الرئيس الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن: «السيدة رزان المبارك من القيادات الشابة الطموحة والمرموقة ولديها بصمات عملية متميزة
على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. تتمتع السيدة رزان بخبرة واسعة في المجال البيئي ولديها شبكة كبيرة ومتنوعة من العلاقات ولديها أيضاً خبرة تمتد لعدة عقود في عمل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، الأمر الذي سيمكنها من قيادة الاتحاد برؤية مستقبلية مرتكزة على نهج تشاركي فعال وأهداف تتماشى مع المستجدات والاحتياجات التي تشهدها الساحة البيئية العالمية».
ويذكر أن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، الذي تأسس عام 1948، يعد الشبكة البيئية الأكبر والأكثر تنوعاً في العالم، وتتمثل مهمته في التأثير والتشجيع ومساعدة المجتمعات في جميع أنحاء العالم للحفاظ على الطبيعة، وضمان أن يكون أي استخدام للموارد الطبيعية عادلاً ومستداماً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"أدنوك" الإماراتية تعلن عن صفقة استثمار ضخمة في البنية التحتية
الإمارات تعلن أن أدنوك اليوم في وضع ممتاز يتيح لها مواكبة متغيرات السوق ومستجداته
أرسل تعليقك