قرى في مدغشقر يخنقها الجفاف وتهدّدها المجاعة بعد القضاء على المحاصيل
آخر تحديث GMT05:37:12
 العرب اليوم -

قرى في مدغشقر يخنقها الجفاف وتهدّدها المجاعة بعد القضاء على المحاصيل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قرى في مدغشقر يخنقها الجفاف وتهدّدها المجاعة بعد القضاء على المحاصيل

المحاصيل الزراعية
أنتاناناريفو ـ العرب اليوم

حوّل الجفاف الذي يضرب الطرف الجنوبي الشاسع لمدغشقر، الحقول مناطق جافة مغبرة، قاضيا على المحاصيل، وواضعا أكثر من مليون شخص في مواجهة المجاعة.
الريف الذي يمتد على عشرات آلاف الهكتارات، مهجور وموسم الحصاد الذي يبدأ في تشرين الأول/ أكتوبر، لا يعطي الكثير من الأمل. فآخر مرة هطل فيها المطر في بلدة إيفوتاكا كان في أيار ولمدة ساعتين فقط.
بعض القرى مهجورة وبعضها الآخر مأهول بفلاحين قلقين توقفوا عن العمل بعدما أصبحت الأرض قاحلة.الجوع يثقل كواهل السكان، سواء عقليا أو جسديا. فيتحركون ببطء ويجهدون للتركيز على الحديث.
وقالت هيلمين سيجا (60 عاما) وهي أم لستة في قرية أتوبي: "أشعر بالمرض والقلق. كل يوم أتساءل عما سنأكله".تغلي هذه المرأة النحيلة ذات الشعر الأشيب في إناء الصبار الذي نظفته في الصباح من أشواكه وقطعته أمام منزلها الخشبي.لا يمكن أن نسمّيه طعاما. هذا الخليط لا يتمتع  بقيمة غذائية عالية، لكنه مثبط شهية معروف في المنطقة  رغم أنه يسبب آلام في المعدة.
ترك أبناؤها الثلاثة الأكبر سنا المنزل بحثا عن عمل في مدن أخرى. وهي الآن تهتم بالأصغر سنا.وأضافت سيجا: "أريد أن أنتقل إلى مكان أكثر خصوبة حيث يمكنني الزراعة. لكن ليس لدي ما يكفي من المال للمغادرة".
يجمع أرزيل جونارسون (47 عاما)، وهو عامل سابق في مزرعة كاسافا، في الوقت الحالي الحطب لبيعه ويكسب حوالى 25 سنتا أميركيا في الأسبوع. وهو مبلغ يكفي لشراء وعاء واحد من الأرز.
في أنكيليدوغا، يعد زوجان عجوزان وابنتهما وجبة من الأعشاب البرية مع القليل من الملح لسحب بعض المرارة منها. في السابق، قبل الجفاف، كانوا يتخلّصون من هذه الأعشاب. لكن محاصيلهم من الذرة والكاسافا والبطاطا الحلوة، قضي عليها.
تضم قريتهم خزانا لتجميع مياه الأمطار. لا أحد يستطيع أن يتذكر آخر مرة كان فيها ممتلئا.وقالت كازي زوروتان (30 عاما) وهي أم عزباء لأربعة "لم أتلق أي مساعدة منذ شهرين. في المرة الأخيرة، في حزيران/يونيو، أعطتني الحكومة بعض المال"... حوالى 26 دولارا.
عادة ما يعاني جنوب مدغشقر من سوء التغذية. لكن الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 40 عاما، وفقا للأمم المتحدة التي تلقي باللوم على ظاهرة تغير المناخ في ذلك.
حول بلدة إيفوتاكا، يقول السكان إن الحكومة قدّمت لهم بعض الأرز والفاصولياء والزيت. لكن ذلك كان في آب. وبين 500 شخص اختيروا للحصول على مساعدات مالية، تلقى نحو 90 شخصا على 26 دولارا.
وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود عيادة متنقلة لتجول من قرية إلى أخرى.يعاين الممرضون الحالات الأكثر إلحاحا بين الحشود المنتظرة أمامها، ويوجهونها إلى مقدم الصف. يتم وزن الأطفال في دلو أزرق.تُلفّ أشرطة القياس حول أذرعهم الصغيرة لمعرفة مدى سوء التغذية الذي يعانونه.
في بيفينو، وهي قرية أخرى في جنوب مدغشقر، جاء زابيديسوا البالغ تسع سنوات مع جدته. حركته بطيئة وعيناه غائرتان. يبلغ وزنه 20 كيلوغراما وتظهر عليه أعراض مقلقة... يعطى أدوية ومكملات غذائية.
يبلغ وزن ساتينومبيو البالغة خمسة أعوام، 11 كيلوغراما. تعاني من سوء تغذية حاد، لكنها تخاف من الأطباء. تتشبث بسروال والدها  وتبكي.ترسل العائلات إلى المنازل محملة بإمدادات غذائية تكفي لأسبوعين استنادا إلى عدد الأطفال في الأسرة.في فنوايفو تتقاسم شقيقتان وأخ وجميعهم متقاعدون، منزلا واحدا.
وقال تسافاري (69 عاما): "لقد مر وقت طويل منذ زرعنا أي شيء. في الأيام الجيدة، نتشارك نحن الثلاثة وعاء من الأرز".في منزل آخر في البلدة، يسهر رجل يبلغ 45 عاما على جثة والده الذي مات جوعا في حزيران على ما تفيد العائلة.
وقال تسيهوروغني مونجا: "ليس لدينا ما يكفي من المال لشراء (بقرة) لإطعام المعزّين لذلك لا يمكننا إقامة جنازة".وضعت الجثة في كوخ منفصل وغطّيت جزئيا بقطعة قماش.وأضاف مونجا: "والدي كان جائعا جدا. أكل الكثير من الصبار ولحاء الدرن. هذا ما قتله. كأنه تسمم".

قد يهمك ايضا 

تقرير يوضح كيف تستعد الصين لمواجهة التغيرات المناخية

مئات الأسر اليمنية تفقد المأوى بسبب الأمطار والرياح الموسمية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرى في مدغشقر يخنقها الجفاف وتهدّدها المجاعة بعد القضاء على المحاصيل قرى في مدغشقر يخنقها الجفاف وتهدّدها المجاعة بعد القضاء على المحاصيل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab