أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس رفضاً للتلوث البحري جنوب العاصمة
آخر تحديث GMT21:25:47
 العرب اليوم -

"أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس" رفضاً للتلوث البحري جنوب العاصمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس" رفضاً للتلوث البحري جنوب العاصمة

الشواطئ البحرية
تونس -العرب اليوم

شكّل مئات السكان على خمسة شواطئ في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة "أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس"، احتجاجاً على التلوث البحري الذي يحرم سكان المنطقة من التنعم بثروتهم المائية. فعلى رمال شواطئ رادس والزهراء وحمام الأنف وحمام الشط وبرج السدرية، وهو قطاع ساحلي ممتد على مساحة 13 كيلومتراً ويعيش فيه 300 ألف نسمة، لبّى تونسيون كثر، الأحد، نداء «جمعية العمل المواطني» التي تنشط منذ عامين رفضاً للتلوث البحري الناجم عن انسكاب المياه المبتذلة من هذه المدن الساحلية في البحر من دون أي معالجة مسبقة في أحيان كثيرة، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتقول مريم شرقي؛ البالغة 37 عاماً والمقيمة في الزهراء، إن ما يتعرض له البحر ليس بالأمر الجيد، قائلة إن «المياه في المنطقة قذرة للغاية ومليئة بالأصداف والأسماك النافقة». وتنتقد الإهمال الذي يطال «ثروتنا البيئية».
وإلى جانبها، ينظر طاهر جوابي؛ البالغ 47 عاماً والمقيم في المنطقة، إلى مياه البحر مستذكراً كيف كان يسبح خلال تسعينات القرن الماضي في هذا الشاطئ حين كانت المياه نظيفة.
ويقول بحسرة: «لم أعد قادراً الآن على السباحة، وابني أيضاً لا يستطيع أن يسبح»، مشيراً إلى أنه شارك في هذا التحرك للتعبير عن الاستياء من التلوث الحاصل.
وتوضح رئيسة «جمعية العمل المواطني»، دنيازاد التونسي (45 عاماً) أن السلسلة البشرية ترمي إلى التنديد بالوضع المتدهور للبحر في المنطقة، والذي بات يشكل خطراً على الصحة بسبب التلوث الجرثومي الذي يطاله. وتؤكد إيناس الأبيض، مسؤولة العدالة البيئية في «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»، والتي دعمت هذا النشاط، أن التحرك الذي شارك فيه 3500 شخص بحسب المنظمين، يشكّل «أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس». وتلفت الأبيض إلى أن التلوث البحري في ضاحية تونس الجنوبية هو من بين «الأخطر في تونس برمّتها»، و«يتخطى في فداحته ذلك المسجل جراء الإنتاج النفطي في صفاقس أو المصانع الكيميائية في قابس». في الماضي، كان شاطئ حمام الأنف، وهو أحد الشواطئ الملوثة، يعدّ «شاطئ الباشَوات»؛ وهم حكام تونس في ظل الإمبراطورية العثمانية. وشيّد هؤلاء قصوراً رائعة في هذه المنطقة.
وتذكّر إيناس الأبيض بأن «أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة كانوا قبل 25 عاماً يسبحون على هذه الشواطئ التي يسهل الوصول إليها بالقطار»، موضحة أن «هؤلاء باتوا اليوم، إذا رغبوا في الاستمتاع بمياه البحر، مضطرين للذهاب إلى منطقة الحمامات الواقعة على مسافة 60 كيلومتراً إلى الجنوب».
ويعود إحجامهم عن شاطئ حمام الأنف إلى أن روائح تزكم الأنف تنبعث من المياه السوداء التي تصب فيه ومصدرها وادي مليان، وهو وعاء للمياه المبتذلة في هذا الشريط الساحلي. وتشرح دنيازاد التونسي أن «عدد البكتيريا يجب أن يقلّ عن 500 لكل مائة ميلليلتر بحسب المعايير الدولية، أما هنا فعددها يبلغ 1800 بكتيريا لكل 100 ميلليلتر. إنها كارثة بيئية». وتوضح استناداً إلى تحاليل أجريت لحساب «جمعية العمل المواطني»، أن الملوثات تضم «بكتيريا ومكوّرات عقدية وبكتيريا قولونية برازية».
ويعود هذا التلوث الكثيف إلى 3 أسباب، بحسب إيناس الأبيض، هي المباني السكنية الجديدة غير المتصلة بمجاري المكتب الوطني للصرف الصحي، وترهل الشبكة لهذه الهيئة إذ تتكرر فيها الأعطال، وتتدفق عليها مياه مصانع الجلود والطماطم في بن عروس قرب ميناء رادس الكبير.
ويتقاذف المسؤولون المحليون المنتخبون والهيئات الحكومية مسؤولية هذا القصور. وأعلنت بلديات عدة عن شكاوى ضد «الديوان الوطني للتطهير»، فيما كونت «جمعية العمل المواطني» ملفاً لمقاضاة الدولة التونسية. ويشدد بدر الدين الزبيدي، الرجل الثاني في مجلس الزهراء البلدي، خلال مشاركته في التظاهرة، على انعكاسات هذا الواقع على التجارة والاقتصاد المحلي. ويلاحظ أنه «حتى السمك لم يعد الناس يأكلونه»، مضيفاً بحسرة: «البحر هبة من الله ونحن ضحايا».

قد يهمك ايضا 

الغنوشي يقر بأخطاء "النهضة" ويتحدث عن التنحي

إصدار مذكرة إيداع في السجن بحق رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس رفضاً للتلوث البحري جنوب العاصمة أكبر سلسلة بشرية في تاريخ تونس رفضاً للتلوث البحري جنوب العاصمة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab