غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
أقيم في قطاع غزة، أخيرًا، أول مصنعٍ لإعادة فرز وتدوير النفايات الصلبة على مستوى القطاع، وذلك بتفكير وتصميم فلسطيني بحت، وبأيد عاملة محلية، وذلك في منطقة تل السلطان، (غرب محافظة رفح، جنوب قطاع غزة)، وعلى بُعد 500 متر من الحدود المصرية الفلسطينية.وتكمن أهمية هذا المشروع الضخم، والذي أُنجزت أولى مراحله وفق القائمين عليه
، بالمساعدة إلى حدٍ كبير في المحافظة على نظافة البيئة، من خلال التخلص من كميات النفايات الهائلة المُتكدسة في المكبات العشوائية، والتي تذهب إلى المكب الرئيس الذي أقيم بطريقةٍ غير علمية، وأصبح بمثابة وباء بيئي شرق رفح.
وتأتي فكرة المشروع انطلاقًا من المحاولات الرامية لإيجاد حل للتخلص من النفايات الصلبة في قطاع غزة، حيث تعتبر مشكلة بيئية كبرى في ظل انعدام عملية تدوير المخلفات، لاسيما في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي من تطوير المكبات القائمة، إضافةً إلى منع إدخال معدات وسيارات نقل النفايات في إطار سياسة ممنهجة لمنع تطوير إدارة قطاع النفايات الصلبة.
وأكدت إحصاءات رسمية، أن "كمية النفايات المتولدة في القطاع خلال العام الجاري بلغت (1552.4 طن) تمثل منها النفايات الورقية ما نسبته 7.31% أي ما يعادل (113.5 طن)، وقُدِّرت النسبة في بعض الدراسات الأخرى الخاصة بالحكم المحلي 9.3% ما يعادل (144.37 طن)، بينما أكدت دراسة لـUNDP على أن حجم المخلفات الورقية بأنواعها كافة؛ (الصحف، والمجلات، وناتج المكاتب، وأوراق الكمبيوتر، والكرتون) تبلغ 70000 طن سنويًّا، أي أن الناتج اليومي يعادل 191 طن/يوم.
وأوضح رئيس بلدية رفح، صبحي أبورضوان، أن "المشروع الذي أقامته جمعية "أصدقاء البيئة"، بالتعاون مع البلدية وبتمويل من "UNDP"، يهدف إلى التخلص من كميات النفايات الصلبة المتكدسة في المكبات العشوائية، والتي تذهب إلى المكب الرئيس شرق المحافظة".
وأضاف، أن "المصنع ساهم في التخلص من نحو 40 طنًا من النفايات المُتكدسة، والتي تذهب إلى مكب صوفا (جنوب غزة)، وكذلك التقليل من مساحة المكب، والقضاء على المكبات العشوائية، لاسيما في منطقة تل السلطان، والتي كانت بمثابة كارثة بيئية للسكان القريبين من تلك المكبات.
وأشار إلى أن "المصنع ساهم بتقليل نفقات نقل النفايات، وتحويلها إلى مواد صالحة للاستخدام من جديد، مثل: تصدير الحديد إلى الخارج، والورق إلى مصنع الورق في (شمال القطاع)، وكذلك بالنسبة للبلاستك والزجاج، واستخراج السماد العضوي الصالح للزراعة، وتوفير فرص عمل لعشرات الأسر الفقيرة ، ضمن نظام البطالة".
وأبرز أبورضوان، أن "المصنع أقيم على مساحة تُقدر بنحو 10 (دونمات)، وبتكلفة وصلت إلى مليون دولار، وبأيد عاملة، وخبرات محلية من كلا الجنسين"، مؤكدًا أنه "يعد أضخم مشروع على مستوى القطاع، ويُشكل أكبر تحدٍ لكسر الحصار المفروض على غزة".
وأضاف المشرف على المصنع، المهندس محمد النيرب، أن "إنشاء هذا المصنع جاء من أجل الحفاظ على نظافة البيئة، نظرًا إلى أن محافظات القطاع أصبحت تعاني من مشكلة النفايات"، مشيرًا إلى أن "مجموع نفايات رفح تزيد على 120 طنًا يوميًّا، يتم توريد الثلث تقريبًا إلى المحطة، في ما سيتم توريد الكمية جميعها ونفايات محافظة خان يونس، والتي تقارب الـ250 طنًا يوميًّا، في المستقبل القريب بعد اكتمال المشروع".
ونوَّه إلى أن "آلية العمل في المصنع تبدأ أولًا بجلب النفايات ووزنها، ومن ثَمَّ حمل كمية بـ"جراف كباش" صغير، وإلقائها في خط الفرز، لتصل إلى ماكينة التفتيح، والتي تعمل على فتح الأكياس كبيرة الحجم "بواسطة شفرات حادة"، مضيفًا أن "بعد ذلك يتم نقلها إلى الخط الصاعد الذي ينقلها إلى خط فرز داخل المصنع، وتقوم العاملات في هذه المرحلة بفرز البلاستيك لوحده، والألمونيوم، والكرتون، والزجاج، في ما يوجد قالب مغناطيسي كبير يلتقط المواد المعدنية".
ويتابع، "بالنسبة لفضلات الطعام تبقى تسير إلى أن تصل لقالب يحولها إلى سماد عضوي، عبر مناخل كبيرة الحجم، بعد أن يتم معالجتها بماكينات التقليب والترطيب"، مبينًا أن "هذا الإنجاز يُعد من صنُعٍ محلي عدا بعض القطع تم جلبها من مصر".
أرسل تعليقك