الشارقة - العرب اليوم
دشن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قبل ظهر اليوم في محمية اشجار القرم بمدينة كلباء المرحلة الثانية لغزلان الريم حيث تم اطلاق 8 منها في وسط المحمية . كما شهد الشيخ اطلاق عشين اصطناعيين لطائر عقاب نساري " عقاب السمك ـ الدمي " الذي يوضع اول مرة في دولة الامارات . وقام الشيخ بجولة في ارجاء المحمية
متفقدا ما تحتويه من حياة فطرية ومطلعا على المشاريع المستقبلية المزمع اقامتها في المحمية خلال المراحل التطويرية القادمة لتكون مهيأة لاستقبال الزوار والمرتادين في اقرب وقت ممكن.
وتعد تلك المبادرتين من قبل حاكم الشارقة من اولويات اهتمامه في القضايا البيئية وخاصةً صون التنوع الحيوي والحفاظ على نظم البيئات الطبيعية التي تعتبر من استراتيجية إمارة الشارقة للبيئة .
وأكدت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية انه ليس بالجديد على حاكم الشارقة مثل تلك المبادرات البيئية فلقد قام في عام 2012 خلال المرحلة الاولى بإطلاق 38 غزالا على مرحلتين من غزلان فصيلة الأدمي المهددة بالانقراض في محمية "الحفية" في مدينة كلباء وتاتي تلك الاحداث البيئية الهامة استكمالا للانجازات البيئية لإمارة الشارقة حسب ما ذكرت وام.
وقالت " اليوم لاول مرة في دولة الامارات سيتم إطلاق عشين اصطناعيين لطائر "الدمي" وكذلك إطلاق 8 من غزلان الريم خلال المرحلة الثانية في محمية اشجار القرم ".
جدير بالذكر أن عملية إطلاق هذه الأنواع من الحيوانات والطيور تساعد في تأهيل المحمية وإعادة طبيعتها البيئية السابقة والحفاظ على الموارد الطبيعية والمقومات البيئية التي تمتلكها المحمية وذلك من خلال العناية بغابات السمر وأشجار القرم والعمل على استيطان أنواع أخرى من الطيور والحيوانات النادرة والمهددة بالإنقراض فيها.
وتعتبر محمية اشجار القرم من اهم المحميات الطبيعية في امارة الشارقة بما تتميز به من تنوع حيوي كبير حيث ساعدت عملية اغلاق المحمية منذ شهر مارس 2012 على تأهيل المنطقة وعودة الكثير من الطيور التى كانت لا تتواجد في المحمية مثل طائر الدمي وغيرها من الطيور النادرة المهددة بالانقراض .
كما تتميز المحمية بوجود انواع عديدة من الكائنات البرية والبحرية والنباتات النادرة بالإضافة الى طبيعتها الممتدة من قمة جبال الحجر نزولاً الى غابات السمر والأحراش في السهول الفيضية وصولا إلى السهول المالحة وتشمل أشجار المانغروف والشاطئ وتمتد أخيرا ميلان عبر البحر كل ذلك ضمن مساحة تقدر بـ 12 كيلو مترا ولا توجد منطقة أخرى في الشرق الأوسط تقدم كل هذا التنوع من المواطن الطبيعية والتنوع التضاريسي على مساحة صغيرة كهذه.
وفي الحديث عن العقاب النساري " الدمي " أوضحت هنا السويدي أنه طائر يستوطن محليا في الجزر البحرية لإمارة أبوظبي يبني عشا كبيرا من الأعواد النباتية بالقرب من الشاطئ ويكون ذلك العش دوما على الأرض ويزداد عدد هذه الطيور في الشتاء حيث يسهل العثور عليها في المناطق الساحلية على امتداد دولة الإمارات وقد تضل أعداد قليلة منها الطريق في المناطق الداخلية فتتجه إلى البرك المائية حول العين على سبيل المثال.
ويعتبر عقاب السمك من طيور الصيد التي يسهل التعرف عليها والألوان الرئيسية في حلته الريشية هي اللون البني من أعلى والأبيض من الأسفل ..
أما الرأس فيكون بلون باهت مع خط أسود عريض عبر العين .
ويعتمد هذا العقاب بصورة كلية تقريبا على السمك في الغذاء وينزل الطائر بقدميه أولا في البحر ويمسك بالسمكة بين مخالبه المصممة بصفة خاصة للتشبث بالفريسة المنزلقة وحملها إلى وكر مناسب لالتهامها ..
وللعقاب النساري نطاق انشار واسع يغطي معظم أنحاء العالم خارج القطب الشمالي و المناطق القطبية الجنوبية.
وحول غزال الرمل أو الريم أشارت رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية إلى أنه يعتبر من الحيوانات النادرة جدا إلى درجة يمكن فيها عده مهددا بالانقراض في معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية وهذا النوع من الغزلان غير موجود في الجبال حيث يفضل المناطق الرملية المفتوحة والسهول الحصوية.
وتعيش هذه الغزلان على هيئة قطعان يصل عددها إلى 100 حيوان تطوف مساحات شاسعة بحثا عن الطعام ويحتمل أن تؤثر ندرة الأمطار على هجراتها ولا يعرف سوى القليل عن سلوك هذا الحيوان الذي كان يُرى بكثرة في السابق .. وغزلان الريم حيوانات مجترة أصلا فهي تأكل الأغصان الصغيرة وأجزاء الأعشاب كما تأكل العشب "الكلأ" ولونها يتناسب تماما مع الصحراء الرملية مما يجعل رؤيته و تتبعه صعبا خاصة من مسافات بعيدة.
وتتكاثر غزلان الريم في فصلي الربيع والخريف وكثيرا ما تنتج الولادة توأما يقضي المولود الأيام الأولى من ولادته في حفر ضحلة تحت الشجيرات إلى أن يقوى على مرافقة الحيوانات البالغة.
أرسل تعليقك