تفشي حمي الوادي المتصدع ضريبة هطول الأمطار الغزيرة
آخر تحديث GMT09:33:04
 العرب اليوم -

تفشي حمي الوادي المتصدع ضريبة هطول الأمطار الغزيرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تفشي حمي الوادي المتصدع ضريبة هطول الأمطار الغزيرة

منظمة الصحة العالمية
لندن -العرب اليوم

قبل نحو 37 عاماً، نشرت منظمة الصحة العالمية دراسة، أرست فيها بشكل واضح رابطاً بين الهطول الغزير للأمطار وتفشي حمى الوادي المتصدع في كينيا، وقالت وقتها إن كينيا شهدت تفشياً للمرض، نحو 4 مرات، على مدار الـ30 عاماً التي سبقت نشر الدراسة عام 1985، وكان هطول الأمطار سمة من سمات هذه الفترات الوبائية.
ومنذ ذلك الحين، أثبتت دراسات لاحقة الأمر نفسه، من خلال تفشيات حدثت في السعودية واليمن، ويتكرر الأمر ذاته مع التفشي الحالي للفيروس في موريتانيا، وهو الأمر الذي صار أكثر تواتراً خلال السنوات الماضية، بسبب ما يشهده العالم من تغيرات مناخية، وفق خبراء.
وتعيش موريتانيا، منذ أسابيع، فيضانات وأمطاراً غزيرة، أعقبها الإعلان عن إصابات بحمى الوادي المتصدع، وهو ما تكرر أيضاً في أعوام 1987 و1998 و2003 و2010 و2012 و2015، و2020 وفق بيان أصدرته منظمة الصحة العالمية عقب التفشي السابق عام 2020.
وأعلنت وزارة الصحة الموريتانية، الاثنين الماضي، وفاة 6 أشخاص جراء إصابتهم بحمى نزفية، وهي أحد الأعراض الخطيرة لحمى الوادي المتصدع، لترتفع الوفيات جراء هذا الوباء إلى 10 أشخاص.
وحمى الوادي المتصدع تم تحديدها لأول مرة في عام 1931 أثناء تحري وباء اندلع بين الأغنام في إحدى المزارع في الوادي المتصدع بكينيا، ومنذ ذلك الحين حصلت على اسمها من موقع اكتشافها، وهي مرض فيروسي ينتقل بواسطة البعوض ويصيب كلاً من الإنسان والحيوان.
وعقب الهطول الغزير للأمطار في موسم الصيف، يتسبب غياب شبكة الصرف التي تسمح بتصريف المياه في تجمعها في بعض المنخفضات، ما يوفر بيئة خصبة لانتشار البعوض الناقل للمرض.
وكانت دراسة أميركية حديثة أجراها كاميلو مورا، عالم البيانات بجامعة هاواي، ونشرت في 8 أغسطس (آب) بدورية «نيتشر كلايمت تشانج» قد أشارت أيضاً إلى هذا الخطر المتمثل في ركود المياه بعد الأمطار الغزيرة، ما يؤدي إلى زيادة مناطق تكاثر ونمو البعوض ومجموعة مسببات الأمراض التي ينقلها، ومنها حمى الوادي المتصدع.
وذكرت الدراسة أنه على مدى عقود قليلة، أدت المخاطر المناخية المختلفة الناجمة عن الانبعاث المستمر للغازات الدفيئة إلى تفاقم أكثر من 100 من الأمراض المعدية، فضلاً عن ضعف القدرات على التعامل معها، ومنها حمى الوادي المتصدع والأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض، الذي تمنحه الأمطار الغزيرة فرصة البقاء والانتشار.
ويقول محمد الحديدي، الأستاذ ببرنامج العلوم الطبية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، إن «هذا التأثير غير المباشر للتغيرات المناخية على انتشار المرض، أدخل تنبؤات الطقس في توقعات الخبراء بشأن الفاشيات».
ويوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «باستخدام بيانات التنبؤ بالطقس والمناخ التي توفرها الوكالات المعنية بالطقس، يمكن التنبؤ مبكراً بحمى الوادي المتصدع، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمكافحة المرض».
ووفق منظمة الصحة العالمية، يُعتبر رش مبيدات اليرقات في أماكن توالد البعوض الوسيلة الأكثر فاعلية في مكافحة نواقل المرض، وذلك إذا أمكن تحديد أماكن التوالد بوضوح، وكانت هذه الأماكن محدودة الحجم والنطاق.
وتابعت المنظمة في الصفحة الخاصة بالمرض على موقعها الإلكتروني قائلة: «لكن في أوقات الفيضانات، عادة ما يكون عدد وحجم أماكن توالد البعوض كبيراً، ما يجعل تدابير رشّ مبيدات اليرقات غير مجدية».
وأوضحت المنظمة في موقعها أن معظم الحالات البشرية التي تصاب بهذا المرض تكون خفيفة نسبياً، وتصاب نسبة مئوية قليلة من المرضى بأعراض أشد وخامة، منها مرض عيني (0.5 – 2 في المائة من المرضى)، أو التهاب السحايا والدماغ (أقل من 1 في المائة)، أو حمى نزفية (أقل من 1 في المائة).
وتـتراوح مدة حضانة الفيروس (الفتـرة من العدوى حتى بداية ظهور الأعراض) من يومين إلى 6 أيام، ويعاني المصابون بالعدوى إما من أعراض يتعذر اكتشافها، وإما من شكل خفيف من المرض يكون على شكل حمى شبيهة بالإنفلونزا، وآلام في العضلات، وآلام في المفاصل، وصداع.
وعادة ما تستمر أعراض حمى الوادي المتصدع مدة 4 أيام إلى 7 أيام، لتبدأ بعدها الاستجابة المناعية نتيجة ظهور الأجسام المضادة، ويختفي الفيروس تدريجياً من الدم.
وبينما يمكن اتقاء فاشيات المرض بين الحيوانات عن طريق تنفيذ برنامج مستمر لتطعيمها، لا يوجد تطعيم تجاري متاح للبشر.
وتم تطوير لقاح يعتمد على تقنية «الفيروس المعطل» للاستخدام البشري، غير أن هذا اللقاح غير مرخص به وغير متاح على النطاق التجاري حتى الآن، وقد استخدم في المختبر لحماية العاملين البيطريين والمختبريين المعرضين بشدة لمخاطر العدوى بالحمى.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

قطيع من الأغنام "يحتل" شارع الشانزليزيه في باريس للاحتفال بنهاية معرض الزراعة الدولي

 

سوق الأغنام بمحافظة طريف يشهد وفرة في العرض مع إقبال متوسط في الشراء

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفشي حمي الوادي المتصدع ضريبة هطول الأمطار الغزيرة تفشي حمي الوادي المتصدع ضريبة هطول الأمطار الغزيرة



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab