غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق
آخر تحديث GMT22:22:56
 العرب اليوم -

غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق

غزلان الريم
بغداد _العرب اليوم

في وجه كارثي آخر لمأساة الجفاف والتصحر وشح الأمطار التي تضرب العراق، نفق عدد كبير من غزلان الريم المتبقية في محمية ساوة جنوبي البلاد، بينما يبحث الباقي منها عبثا عما يسد رمقها من جراء الجوع والعطش، مما قاد لانخفاض أعدادها من نحو 150 إلى أقل من 90 رأسا في شهر واحد فقط.

ونفق نصف هذه الغزلان منذ نهاية أبريل الماضي، ولا شيء يمكن فعله، فالأمطار كانت شحيحة هذا العام، وكذلك الدعم الحكومي بالأعلاف الضرورية لبقائها.

وانخفضت أعداد غزلان الريم في المحمية التي أنشئت عام 2007، من 148 رأسا إلى 87 خلال شهر، حسب الطبيب البيطري تركي الجياشي مدير مشروع محمية ساوه الطبيعية في محافظة المثنى.

ويرتبط غزال الريم تاريخيا بالصحراء العراقية التي تعد موطنه الأصلي، فضلا عن توزعه في دول أخرى بالمنطقة مثل ليبيا ومصر والجزائر.ويصنفه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) على أنه من الأنواع "المهددة بالانقراض"، فغزال الرافدين الذي "يصيد ما ينصاد"، وفق إحدى روائع الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر، هو ينازع من الجوع والظمأ حد الموت.

وتعليقا على ما يحيط بغزلان الريم العراقية من مخاطر تصل درجة الانقراض والنفوق جوعا وعطشا، يقول الخبير البيئي العراقي عضو الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة أيمن قدوري: "الصراعات والأزمات السياسية والمالية التي ضربت عجلة الاقتصاد والزراعة في العراق، فضلا عن الأزمة المائية التي باتت تشكل خطرا يهدد النظام البيئي بصورة عامة في العراق والعالم ككل، كلها عوامل تلعب دورا في المخاطر التي تواجه الحيوان".

ويضيف قدوري لموقع "سكاي نيوز عربية": "يأتي هذا بالتزامن مع ما نشهده من أعنف مراحل التغير المناخي المتمثلة بارتفاع مرتقب بمعدلات درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب تقارير المنظمة العالمية للأنواء الجوية".ويشرح: "الأمر سيصل بالواقع المائي والبيئي إلى ما لا يحمد عقباه، حيث يعاني العراق اليوم تدهورا اقتصاديا وزراعيا ومائيا وبيئيا مركبا تتضافر عناصر تعقيده، حيث الجفاف يضرب مسطحات البلاد المائية، وأبرزها ومن أندر بحيرات العراق، بحيرة ساوة في صحراء السماوة جنوبي البلاد".

ويشير المتحدث إلى أن "هذا الجفاف يعتبر دلالة على استنزاف مخزون المياه الجوفية، المورد الرئيسي لمياه البحيرة، والمتضافر مع ندرة الأمطار، بل وانعدامها على مدار سنتين".

ويسترسل قدوري في شرح عوامل الخطورة، بالقول: "جفاف ساوة مؤشر لخطورة الموقف بالنسبة للأحياء التي تقطن صحراء السماوة، لما يسببه من قلة الغذاء والمياه التي تروي ظمأ هذه الأحياء، وأبرزها بالتأكيد غزلان الريم، التي تعتبر علامة فارقة لصحاري جنوبي العراق".

ويتابع: "قبل عام واحد فقط، بدأت أعمال مضنية وبجهود استثنائية تمكن القائمون على محمية السماوة على إثرها من زيادة عدد رؤوس الغزلان من 3 أزواج لتبلغ قبل نحو شهر واحد من الآن ما يقارب 148 رأسا، لكن مع توالي الأزمات وتفاقم أزمة الجفاف ونقص المياه وعدم التفات الجهات الحكومية نحو دعم مستلزمات هذه المحمية، من توفير غذاء وماء وصرف المستحقات المالية المخصصة للحفاظ على ديمومة عناصر المحمية، بالأخص أنها تضم هذه الحيوانات المهددة بخطر الانقراض والمدرجة منذ 10 سنوات ضمن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة، نتيجة لكل ذلك تناقص العدد اليوم إلى أقل من 81 رأسا".ويوضح الخبير البيئي العراقي، أن "محمية ساوة لم تكن الوحيدة التي بدأت تفقد أعدادا كبيرة من غزلان الريم"، حيث تناقصت أعدادها بنسبة 38 بالمئة خلال الأيام القليلة الماضية على مستوى مختلف المحميات العراقية.

ويضيف: "تبقى اليوم محمية قره تبة الواقعة في شمال شرق محافظة ميسان، مهددة كذلك بفقدان عدد من هذه الغزلان، بعد أن قارب عددها 360 رأسا بسبب زحف وحش الجفاف باتجاه المجاري المائية في ميسان، ونقص تجهيز الأعلاف".

وعن السبل الكفيلة بتلافي المزيد من التدهور في النظم البيئية العراقية، يقول قدوري: "نعمل بجهود حقيقية لضمان حق العراق بالمحافظة على تراثه الطبيعي ومجاريه ومسطحاته المائية وتنوعه الأحيائي، وما زلنا نأمل من الجهات الحكومية أن تبادر باتجاه بلورة ووضع حلول حقيقية، من خلال موقف وطني جاد لحلحلة الأزمات التي أوصلت البيئة العراقية إلى الحضيض".

يذكر أن العراق يعد واحدا من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، خاصة مع تزايد الجفاف واحتباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة القياسية، التي تتجاوز لأيام طوال من فصل الصيف نصف درجة الغليان.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الطبيعة تقسو على غزلان الريم وتدفعها للهلاك

 

اكتشاف حفر لصيد الغزلان والخنازير بعصور ما قبل التاريخ فى بريطانيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 العرب اليوم - فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab