الرباط - العرب اليوم
في أقل من نصف ساعة يُمكنك أن تجوب حدائق العالم، بدون الحاجة لا إلى تأشيرات، ولا إلى طائرة. هذه الرحلة الطويلة بين مختلف غابات العالم، القصيرة بالمسافة بين كُل واحدة منها، يُمكنك خوض غمارها بتكلفة لا تتجاوز الدولارين، وهي تكلفة جولة قد تمتد بحسب رغبتك، من ساعة حتى يوم كامل بـ"الحدائق العجيبة" بمدينة سلا المغربية. وبجسور خشبية صغيرة، بعضها أرضي، والآخر مُعلق، ترتبط 14 حديقة عالمية في فضاء "الحدائق العجيبة" بين مدينة القنيطرة ومدينة سلا.
وتقدم "الحدائق العجيبة" بالمغرب، تشكيلة من آلاف الأنواع من النباتات، العشرات منها، نباتات نادرة قد لا تكون إلا في هذا الفضاء الذي يمتد إلى خمس هكتارات. ومسالك أشبه بـ"المتاهة"، تتوزع الحدائق الـ14، وهي: حديقة الكونغو والحديقة الأندلسية وحديقة اليابان وحديقة الصين وحدائق السافانا ذات الشجيرات القصيرة والحدائق الآسيوية وحدائق بيرو والبرازيل والمكسيك القاحل والمكسيك نصف القاحل والحديقة البولينيسية وحديقة جزر الأنتيل وحديقة السرو من فلوريدا الأميركية وحديقة البراري المشجرة.
وبين ثنايا نباتاتها وأشجارها المُخضرة، قد يُصادف الزائر بعضاً من الحيوانات أو الزواحف الفريدة، كالسلاحف والحرباوات، وبعض الطيور التي اتخذت من الأشجار العالية منازل لها. وفي بُحيراتها الصغيرة، قد يُلاحظ الزائر وجود بعض الأسماك، وأيضا بعض الأفاعي المائية، خاصة غير السام منها، فيما تجتمع أنواع عديدة من العقارب والأفاعي الأخرى في أقفاص خاصة معروضة أمام الزوار. ويتجاوز عمر هذه الحدائق العجيبة عتبة نصف القرن، إذ أسسها مهندس زراعي فرسي يُدعى مارسيل فرانسوا، عام 1949، فيما قامت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بترميمها وإعادة فتح أبوابها في وجه العموم عام 2005.
وحولت السلطات المغربية منزل المهندس الفرنسي الذي أسس هذه الحدائق إلى متحف، ليُنهي التدخل الحكومي مسلسل إهمال طويل طال هذه المنشأة الطبيعية أواخر التسعينيات من القرن الماضي. ولا تقتصر الحديقة على عرض مخزونها الكبير من الأغراس والأشجار، بل تقدم للزائر، خاصة الأطفال والشباب، العديد من المعلومات عن النباتات وأيضاً نصائح للحفاظ على البيئة وحمايتها من أي تدمير أو عبث.
وتستقبل الحدائق العجيبة في العام الواحد أكثر من ثلاثين ألف زائر، مُجملهم من طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية، بالإضافة إلى طلبة الجامعات المتخصصيين في الزراعة. وللحفاظ على تناسل الحيوانات الموجودة في هذه الحديقة، يُوفر القائمون عليها ظروفاً خاصة لضمان استمرارها في العيش، وأيضاً تكاثرها وضمان عدم انقراضها من هذا الفضاء الطبيعي الفريد. وفي هذا الصدد، دشنت الأميرة لالة خديجة، ابنة العاهل المغربي الملك محمد السادس، بتدشين جناح خاص للزواحف عام 2019، والذي كلف أكثر من مليوني دولار، ويضم أزيد من 150 فصيلة من الحيوانات.
كما يضم هذا الجناح 46 نوعاً من الزواحف تضم ثعابين وتماسيح وسلاحف تعيش في أجنحة تحاكي موائلها الطبيعية الممتدة من المغرب إلى مدغشقر، تنتشر على مساحة 1700 متر مربع. ويُحاول القائمون على هذا الجناح توفير ظروف مناخية مشابهة للتي كان يعيش بها كُل واحد من هذه الزواحف، خاصة من حيث درجات الحرارة والرطوبة، وأيضاً الإنارة والطعام. ويضم هذا الرواق ستة نظم بيئية هي النظام البيئي المغربي، والنظام البيئي شبه الاستوائي، والنظام البيئي لجبال شرق أفريقيا، والنظام البيئي لجنوب الصحراء، والنظام البيئي الاستوائي، والنظام البيئي لمدغشقر حسب ما ذكرت "العين" الاخبارية.
قد يهمك ايضا
النيران الضخمة تُحاصر غابات سوريا و8 حرائق في يوم واحد
اختتام أشغال البرنامج التكويني للصحافيين الأفارقة في مجال البيئة لعام
أرسل تعليقك