عمان - أحمد نصار
افتتح المنتدى العربي للبيئة والتنمية "أفد"، أمس الأربعاء، مؤتمره السنوي في مركز المؤتمرات الملكي في فندق "ميريديان" في العاصمة الأردنية عمان، برعاية الملك عبد الله الثاني، حيث أطلق تقريره السابع بعنوان "الأمن الغذائي التحديات والتوقعات"، بحضور وزير البيئة الأردني طاهر الشخشير ممثلًا عن الملك عبد الله، ووزير البيئة محمد المشنوق، ومجموعة من الوزراء، والدبلوماسيين، ومندوبي دول، وممثلي مؤسسات من القطاعين العام والخاص، ومنظمات إقليمية ودولية، ومراكز بحوث، وجامعات، ومجتمع مدني ووسائل الإعلام. وشارك في المؤتمر 40 طالبًا من 28 جامعة عربية، في إطار مبادرة "قادة المستقبل البيئيين" التي يرعاها المنتدى.
وألقى رئيس مجلس أمناء "أفد" رئيس الوزراء الأردني السابق عدنان بدران كلمة ترحيب، أكد فيها أنَّه "لا يمكن الحديث عن الأمن الغذائي في غياب الحديث عن تغيّر المناخ الذي سيتحكّم بنا في حال لم نهيّئ أنفسنا للتعايش معه".
بدوره قدّم الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب، لمحة عن أعمال المنتدى وإنجازاته، قائلًا "وسط تصاعد الاضطرابات في أكثر من نصف منطقة عملياته، تابع "أفد" العمل على تحقيق مهمته الهادفة الى دعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي استنادًا إلى العلم والتوعية، لأننا ندرك أنه في أعقاب كل أنواع النزاعات والحروب، سيبقى الناس في حاجة إلى حماية رأس المال الطبيعي وتطويره ليشربوا ويأكلوا ويتنفسوا".
وشدَّدت الأمينة العامة لهيئة البيئة في أبو ظبي الشريك الرسمي للمؤتمر رزان المبارك، على أنَّ "تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية ليس بالأمر السهل، ويتطلب تحقيق التوازن بين تأمين واردات الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر تطوير رؤية جديدة لقطاع الزراعة في المنطقة".
ثم ألقى الشخشير كلمة الملك عبد الله، مؤكدًا أنَّ "تحقيق الاكتفاء الذاتي يتطلّب التركيز على التعاون الإقليمي الجاد استنادًا على التفاوت الكبير بين بلدان المنطقة في الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية ومستويات الدخل والأنماط الاستهلاكية"، بالإضافة إلى "اتخاذ حزمة من التدابير وفي طليعتها تعزيز إنتاج المحاصيل، وتحسين كفاءة الري، واعتماد مفهوم المياه الافتراضية، واستخدام المياه المعالجة للري، وتطوير الثروات الحيوانية والسمكية وتنفيذ تدابير التكيّف وتخفيف تأثيرات تغيّر المناخ".
وقبل انعقاد الجلسات كانت مداخلة لرئيس منتدى الفكر العربي ومؤسس منتدى "غرب آسيا وشمال إفريقيا" الأمير الحسن بن طلال شدَّد فيها على أنَّ "أزمة الغذاء صارخة وتتطلّب حلًا جذريًا، فبينما تصرف التريليونات على التسلّح والتطرف، ثمة تطرف من نوع آخر ولذلك لا بد من الاستثمار في الزراعات والسياسات البيئية".
وعقدت الجلسة الأولى بعنوان "وضع الأمن الغذائي في البلدان العربية" بإدارة صعب، فيما أدار المشنوق الجلسة الثانية بعنوان "دور العلوم والتكنولوجيا في الأمن المائي والغذائي".
وتحدث المشنوق، عن الاكتشافات التكنولوجية الحديثة التي تؤدي دورها في مجال الأمن الغذائي اليوم، مؤكدًا أنَّ "هذه التقنيات في بلداننا العربية تقف عند حدود السياسات، ويا للأسف لا يتفهم القطاع العام والسياسيون معنى هذا الانتقال من الجانب العلمي إلى التطبيق، لذلك نحن في حاجة إلى إقناع السياسيين بتقبل هذا الواقع الجديد وتحويله إلى قوانين وإجراءات وسياسات مستمرة، نحن في حاجة إلى سياسة إنمائية مستدامة وقرار سياسي يتبنى الجوانب العلمية، ومستعد للانتقال بنا في موضوع الأمن الغذائي".
وعقدت جلسة ثالثة بعنوان "الأمن الغذائي ضحية تغير المناخ والنزاعات"، واختتم المؤتمر يومه الأول بجلسة رابعة بعنوان "تعزيز الأمن الغذائي: من أصحاب الحيازات الصغيرة إلى الشركات الزراعية".
أرسل تعليقك