منحت وزارة الزراعة الفلسطينية الأولوية لمحاصيل قطاع غزة الزراعية، لسد النقص الذي تعاني منه أسواق الضفة في العديد من أصناف الخضار إثر الأضرار التي ألحقها المنخفض الجوي.
وأكد رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية لإنتاج وتسويق الخضار أحمد الشافعي, أن هناك زيادة ملموسة في كميات المنتجات الزراعية التي تصدر من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لا سيما بعد تكبد مدن الضفة الغربية خسائر كبيرة نتيجة المنخفض الثلجي "هدى" الذي ضرب فلسطين وبلاد الشام قبل أيام.
وبين الشافعي في بيان صحافي، الخميس، أن المنخفض الجوي ترك أثراً بالغاً على القطاع النباتي في مدن الضفة الغربية وألحق خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية، لا سيما في محاصيل الخيار والبندورة والفلفل.
وأوضح أن أكثر المحاصيل التي تضررت من المنخفض, محاصيل الحقل المفتوحة لا سيما البصل الأخضر والخيار والخس، فضلاً عن تأثر محصول التوت الأرضي, ولحقت به أضرار بنسبة 30%, مشيرا إلى أن المحاصيل التي تغطى بـ"البلاستيك" لفترة طويلة أصيبت بمرض العفن.
ونوه إلى أن التجار والمزارعين يواجهون إشكاليات في نقل منتجاتهم للضفة، بعد رفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تكاليف النقل، ما دفعهم إلى خفض الكميات التي يرغبون في تسويقها في أسواق الضفة، خصوصًا أنها تتزامن مع توقف تصدير المنتجات إلى أوروبا؛ نتيجة المنافسة التي تواجهها منتجات غزة, وتدني أسعارها, مما ألحق بهم خسائر إضافية.
وطالب الشافعي حكومة التوافق الوطني ببحث رفع تكاليف نقل منتجات غزة إلى الضفة، والضغط على الجانب الإسرائيلي لخفض نسبة التكاليف.
وناشد الحكومة لدعم المزارعين وتوفير متطلبات الإنتاج لهم بصورة أولية، لتخفيف تكاليف الإنتاج عنهم، فضلاً عن التواصل مع الجانب الإسرائيلي لفتح أسواقه لمنتجات القطاع على غرار فتح القطاع أسواقه لبعض المنتجات الإسرائيلية، وذلك من أجل دعم المزارع وضمان استمرار عطائه.
وشدد وكيل وزارة الزراعة في الضفة عبد الله لحلوح, في تصريحات صحافية، على أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي بين الضفة والقطاع كسوق واحدة, مؤكداً على أهمية إعادة فتح سوق الضفة أمام منتجات غزة الزراعية والعمل على مضاعفة حجم منتجات غزة الموجهة لسوق الضفة, وفق ما كان عليه الأمر قبل فرض الحصار على غزة, حيث كانت سوق الضفة تشكل قبل الحصار السوق الرئيسة لبعض المحاصيل كمحصول البطاطا.
ودعا إلى تفعيل الجهود الرامية لإعادة التجارة البينية بين شقي الوطن, لافتاً إلى قدرة سوق الضفة على استيعاب كميات كبيرة من المنتجات الزراعية لقطاع غزة, لا سيما وأن الأراضي الزراعية للقطاع تتمتع بإمكانات كبيرة على إنتاج أصناف مختلفة من الخضار.
وأشار مدير عام الإدارة العامة للتسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا, إلى أنه تم توريد 6 شاحنات من الخضار من قطاع غزة، الثلاثاء، إلى أسواق الضفة الغربية لأول مرة بعد انحسار منخفض "هدى".
وبين السقا أن هناك زيادة ملموسة وتدريجية حاليا في عدد الشاحنات التي تصدر للضفة الغربية منذ فتح باب التصدير منتصف نوفمبر الماضي, بعد ثماني سنوات من الإغلاق، منوها إلى أن قطاع غزة تتوافر فيه إمكانيات لتصدير 10 آلاف طنّ من الخضار أسبوعياً, وهذا يتوقف على التسهيلات الإسرائيلية في معبر كرم أبو سالم.
وذكر أن غزة تورد إلى أسواق الضفة أسبوعياً نحو 20 شاحنة من الخضار حمولتها تقدر بسبعة أطنان، أي أنه يتم توريد نحو 150 طن خضار أسبوعياً من البندورة والفلفل والخيار والبلح والرطب والباذنجان.
ونوه مدير عام الإدارة العامة للتسويق في وزارة الزراعة، إلى أن عملية تسويق منتجات غزة في الضفة الغربية تواجهها عقبات إسرائيلية برفع تكاليف النقل، وتبلغ أجرة شاحنة النقل سعة 7 أطنان 5000 شيكل، حوالي 1200 دولار بعد أن كانت الشاحنة سعة 20 طنا بنفس التكلفة قبل سنوات الحصار الـ 8 على غزة.
ولفت السقا النظر إلى أن زيادة تكاليف نقل المنتجات الزراعية للضفة جعلت التجار والمزارعين غير مشَجَّعين على تسويق محاصيلهم في الضفة، لأنها تزيد على عاتقهم، أعباء مالية إضافية في ظل زيادة تكاليف الإنتاج.
أرسل تعليقك