برلين ـ جورج كرم
أظهر بحث جديد، أنّ الصخور التي جلبها رواد فضاء المركبة "أبوللو" من القمر قبل أكثر من 40 عامًا، تحمل آثارًا لكوكب بحجم كوكب "المريخ" يعتقد العلماء أنه صدم الأرض وأدى إلى تكون القمر.
وكشف علماء ألمان يستخدمون تقنية جديدة، أنهم رصدوا اختلافًا كيميائيًا بسيطًا بين صخور الأرض وصخور القمر، أن هناك حاجة لمزيد من الدراسة لتأكيد هذا الدليل الذي ظل مبهمًا لفترة طويلة، وهو أن مادة من جسم آخر غير الأرض أسهمت في تكوين القمر قبل قرابة 4.5 مليار عام.
ويعتقد العلماء، أن القمر تشكل من سحابة من الركام أطلقت في الفضاء بعد أنّ اصطدم كوكب "الأرض" بجسم بحجم كوكب "المريخ" اسمه "ثيا".
أوضح العلماء، أنّ "للكواكب المختلفة في المجموعة الشمسية تراكيب كيميائية مختلفة، لذا يعتقد العلماء أن صخور "القمر" ربما تحمل آثارًا كيميائية تدل على الجسم الذي ارتطم بالأرض". وظل الدليل على هذه النظرية مبهمًا حتى اللحظة.
وأكّد الباحث من جامعة كولونيا في ألمانيا دانييل هيرفارتس في رسالة لـ"رويترز" بالبريد الإلكتروني، "طورنا تقنية تضمن انفصالاً تامًا لنظائر الأكسجين عن الغازات الأخرى التي تترك أثرًا.
وتابع هيرفارتس وهو الباحث الأول في الورقة المتعلقة بهذا الاكتشاف المنشور في عدد الأسبوع الحالي من دورية ساينس "الفروق طفيفة ويصعب اكتشافها ولكنها موجودة".
وألمح العلماء إلى، أنّ النتائج تشير إلى أن تركيبة القمر هي من "ثيا" بنسبة 50 في المائة ومن "الأرض" بنسبة 50 في المائة وذلك على الرغم من أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتأكيد هذه التقديرات.
وحلل فريق العلماء، الصخور التي جلبها إلى الأرض رواد فضاء إدارة الطيران والفضاء "ناسا" في رحلاتهم على المركبة "أبوللو 11" و"أبوللو 12" و"أبوللو 16" إلى القمر والتي جرت بين عامي 1969 و1972.
وأعنت المتخصصة في علم الكواكب في معهد أبحاث "ساوث ويست" في بولدر في ولاية كولومبيا روبن كانوب، والتي لم تشارك في البحث "هذا أول عمل يزعم أنه رصد اختلافًا كهذا في نظائر الأكسجين"، موضحة أنّ "الاختلافات المذكورة بين الأرض والقمر صغيرة للغاية، بما يكفي لجعلي أعتقد أنّ جدلاً سينشب بشأن ما إذا كان الاختلاف حقيقيًا أو من صنع البشر فيما يتعلق بكيفية تفسير البيانات".
أرسل تعليقك