تنظم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ونادي صقاري الإمارات، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة التي تنطلق الأحد المقبل وتستمر إلى 13 كانون أول /ديسمبر الجاري في إمارة أبوظبي، تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ويشارك في الدورة الثالثة للمهرجان أكثر من 800 صقار وخبير وباحث، ووفود دولية من حوالي 80 دولة من مختلف قارات العالم، وعدد من المسؤولين في منظمة اليونسكو وممثلي المؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على تراث الصقارة وصون البيئة.
وتبدأ فعاليات المهرجان في مخيم الصقارين في الفترة ما بين 7 إلى 10 الشهر الجاري، والذي يُقام في منطقة حميم في المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، حيث يقضي الصقارون أوقاتهم بصحبة طيورهم في منطقة مثالية لممارسة فنون الصقارة.
ويوفر المخيم فرصة مميزة للصقارين، والمهتمين بالصقارة للتواصل والتفاعل فيما بينهم، وتبادل الخبرات، والتعرّف على التقاليد المتنوعة لهذه الرياضة العريقة في أماكن مختلفة من العالم، كما يُقدّم لهم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء.
ويشهد هذا العام للمرة الأولى تنظيم جلسات للمؤتمر الدولي للصقارة خلال المخيم، حيث يقدم الصقارون أوراق بحث علمية، ويشاركوا في مناقشات وورش عمل حول تراث الصقارة، خطط صونها، وأساليب ممارستها.
أما خلال الفترة من 11 إلى 13 الجاري، فتقام الفعاليات في منتجع الفرسان الرياضي الدولي في مدينة خليفة في إمارة أبوظبي، وتشمل مواصلة لأعمال المؤتمر الدولي للصقارة، فيما تنطلق العديد من الأنشطة المخصصة للجمهور من الزوار والسياح، وتشمل كل شرائح المجتمع وأفراد العائلة، حيث ينطلق الافتتاح الرسمي للمهرجان من المنصة الرئيسية في موقع الحدث بموكب الصقارين من كل الدول المشاركة مع طيورهم وأعلام دولهم بملابسهم التقليدية التي تمثل مختلف ثقافات العالم.
وتشرّف المهرجان في دورته الأولى التي أقيمت في عام 1976 برعاية وحضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، انطلاقاً من حرص سموه على صون التراث العريق للدولة وتوريث العادات والتقاليد الأصيلة للأجيال القادمة، حيث يعتبر الشيخ زايد – طيّب الله ثراه - الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم، واستشرف مُبكرا الحاجة الملحة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة، وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيدة، و توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً بـ "الصيد المستدام" مُتقدّما بمراحل على دعاة حماية الطبيعة في العالم، ومُجسّدا الصورة المثالية للصقار العربي لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة.
و حظي المهرجان في دورته السابقة التي أقيمت في مدينة العين في ديسمبر/ كانون أول 2011 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وشارك في المهرجان 75 وفداً من مختلف الدول وحفل بالعديد من الفعاليات المميزة والمبتكرة، ومنها إقامة عدد من المعسكرات الوطنية للدول المشاركة في محيط قلعة الجاهلي كقرية السهوب الآسيوية التي شكل فرصة لمقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذين يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية التي عرضت لثقافة الهنود الحمر، إضافة لقرية خاصة بشمال إفريقيا واهتمام دولها بالصقارة.
ونجح المنتدى الدولي حول الصقارة الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، في استقطاب أهم العلماء والباحثين في هذا المجال، إضافة لمشاركة العديد من الجامعات الإماراتية، حيث قدّم طلبة جامعة أبوظبي وجامعة الإمارات وجامعة زايد إسهامات في المحاور المتعلقة بالتراث العربي للصقارة.
وبحث المنتدى في محوره الأول: "صحة الصقور: الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل"، و "تراث الصيد بالصقور"، و"الضوابط القانونية للصيد بالصقور: التجارة والحيازة وفوائد صون الصقارة.
وتناول المحور الثاني للمنتدى: "مشروعات صون الصقور"، "تدريب الصقارين"، "الخطط المستقبلية لليونسكو"، و"الصقارة في التراث العربي". أما المحور الثالث فتضمن جلسات حول "صون الطرائد والصيد المُستدام"، النظرة لرياضة الصيد بالصقور"، و"التواصل بين الصقارين".
وضمّ المهرجان 10 معارض متخصصة لفن الرسم والتصوير الفوتوغرافي، ومعرض لتراث الصقارة في الولايات المتحدة، معرض الحفاظ على الجوارح، معرض الحفاظ على الفرائس، معرض التعليم المقدّم من قبل الجمعية البريطانية للمحافظة على الصقور، معرض إعادة التأهيل للجوارح المصابة وتكييفها للعيش مُجددا ً في الحياة البرية، معرض كلاب الصقارة التي ظلت تصطاد مع الصقارين على مدى قرون، معرض جمعية المستشارين الدوليين للحياة البرية والذي عرض بعض جهود الإمارات على مدى 22 عامًا في صون التراث والبيئة، ومعرض الاتحاد الدولي للصقارة والحفاظ عليها.
أرسل تعليقك