عمان ـ العرب اليوم
اعلن في مدينة الرباط المغربية عن وفاة الشاعر السوداني محمد الفيتوري مساء الجمعة عن عمر يناهز 85 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
يعتبر الفيتورى احد اعلام الحركة الأدبية العربية المعاصرة، ويعد من رواد الشعر الحر الحديث، عبر عن وجدان وتجربة ذاتية في تركيز على الجوانب التأملية، مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.
اطلق النقاد على الراحل "شاعر افريقيا والعروبة" وبوفاته تكون القصيدة العربية الحديثة قد فقدت احد اشهر قاماتها فقد اثرى المكتبة العربية بالكثير من الكتابات والقصائد والمسرحيات الشعرية والمقالات الموزعة في كتب ودوريات ودواوين شعرية .
عاين الفيتوري في سائر كتاباته وابداعاته محطات ومواقف في قضايا التحرر العربي والعالم الثالث عموما وخاصة في القارة الافريقية مثل اصداراته المعنونة: (أغاني أفريقيا) العام 1955، (عاشق من أفريقيا) العام 1964 و(اذكريني يا أفريقيا) 1956، كما حضرت فيها الهموم والآمال العربية من خلال تناوله للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.
امضى الشاعر الراحل تم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر ابان حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وتغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان، وامضى الراحل الفيتوري سنوات طويلة خارج موطنه لأسباب سياسية، حيث أقام في لبنان وليبيا ومصر والمغرب.
ولد الفيتورى في 1936 في ولاية دارفور بالسودان، ووالده هو احد شيوخ الصوفية على الطريقة الشاذلية ثم انتقل الى مصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى ودرس بالمعهد الديني وتخرج من كلية العلوم بالأزهر الشريف.
اشتغل الراحل محرراً أدبياً في صحف مصرية و سودانية، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا التي حمل جنسيتها لاحقا ، بعد ان أسقطت عنه الحكومة السودانية إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية قبل ان تعيدها له العام الماضي.
يشار الى ان الشاعر الراحل محمد الفيتوري زار الاردن مشاركا في فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون اكثر من دورة والقى فيها العديد من القصائد التي تتغنى بالحرية والإنعتاق ومناهضة القيود والإستبداد والإعتزاز بالوطن.
أرسل تعليقك