دبي ـ العرب اليوم
أكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي، في خطابها التفاعلي، الذي حمل عنوان «دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل»، أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، حرصت منذ قيام الدولة على ترسيخ قواعد الاتصال بينها وبين الشعب، إذ كان المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أول من تبنّى أسس التواصل اليومي مع الشعب، عبر المجالس والزيارات الميدانية والتفقدية للمواطنين والمقيمين في أنحاء الإمارات، وأسّس الأب القائد مبكراً هذا النهج، الذي لايزال ميزة تنفرد بها قيادتنا.
وقالت الكعبي إنه بالعودة بالذاكرة إلى 50 عاماً مضت، فإننا نرى كيف كان هناك اتصال بين الحاكم والمحكوم، وكيف تطورت هذه العلاقة بين القيادة ومختلف شرائح المجتمع، إذ كان الشيخ زايد، رحمه الله، يتواصل يومياً مع شعبه، ويشاركهم في الاحتفالات والمناسبات والمجالس والمراكز وغيرها.
وأشارت إلى أنه «من أهم صفات القائد، القدرة على التواصل مع الشعب. وهو ما يجعل قنوات التواصل من الوسائل الفعالة في مسيرة التنمية وتطوير المعرفة والابتكار وتحرك الشعوب نحو مزيد من التقدم والازدهار»، مستشهدة بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حين أكد أن «التطورات العالمية حولنا متغيرة ومتسارعة، والتركيز على القضايا والأولويات التي تهم الناس يتغير أيضاً في عالم متسارع، ما يتطلب منا تواصلاً ومرونة أكبر في التعاطي معها، والتواصل مع الجماهير المعنية، بشكل أكثر فاعلية من جانب آخر». مضيفة أن «التطورات حولنا تتطلب تطوير أنظمة تواصل مبتكرة وأكثر مرونة، وهو ما يجعل الاتصال الحكومي إحدى ركائز ودعائم صنع القرار الحكومي في الدولة، من خلال إيصال الرسائل الإعلامية، وبناء الكوادر المتخصصة، وتطوير آليات التواصل والتخطيط الإعلامي الفعال».
وقالت إن هناك طفرة عالمية في مجال الاتصال والذكاء الاصطناعي، وعمادها المستخدمون، خصوصاً شريحة الشباب التي ضغطت على الحكومات في تسريع تبني الأفكار الجديدة، لأن تلك الحكومات تمتلك هياكل تواصل تعود إلى حقبة التسعينات من القرن الماضي، فيما يجب عليها تبنّي خطاب حكومي يكون بلغة الشباب.
وعرضت الكعبي تجربة برنامج «صنّاع الأمل»، الذي يندرج ضمن استراتيجية دولة الإمارات في تعزيز جسور التواصل مع الشباب، إذ حقق أكثر من 40 ألف مشاركة في ثلاثة أيام، وغيره الكثير من المبادرات، موضحة أن الاتصال الحكومي مع الشباب لا يقتصر على نشر الرسائل المعتادة، بل علينا أن ندرك أهمية بثّ رسائل حكومية موجهة، وقادرة على مواكبة توجهاتهم، مع التأكيد على استمرار الاستثمار في إيصال الخطاب الحكومي عبر وسائل مختلفة، وتدريب الخبرات والمهارات الشابة للتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، وعلى رأسها الهواتف الذكية.. لافتة إلى أهمية الشباب في قياس تأثير الرسائل الاتصالية، وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي، بالتالي يجب تشجيعهم وجذبهم للتخصص في هندسة الذكاء الاصطناعي.
وحول كيفية تعزيز أداء الاتصال الحكومي مع الشباب، قالت الكعبي إن الزمن يتغير، فقبل 10 سنوات كان «فيس بوك» هو القناة الوحيدة للتواصل الاجتماعي، واليوم هناك عشرات الوسائل الأخرى، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة تحديد دور التواصل الحكومي، وهيكلته، ليكون قادراً على توجيه الرسائل الصحيحة إلى الفئة المناسبة، وذلك يستدعي التنسيق بين الجهات الحكومية دائماً. ودعت إلى مواصلة الاستثمار في المواهب والمهارات، وتطوير قدرات الشباب لقيادة المستقبل القائم على الابتكار.
أرسل تعليقك