أسهمت المواطنة زينب البلوشي، في إنقاذ حياة خمسة أشخاص من مصابي حادث مروري وقع على طريق مليحة ـــ الشارقة، مصادفة أثناء توجهها إلى مكان عملها، الأسبوع الماضي، إذ وظفت خبراتها في عملها قائداً في برنامج «ساند» التطوعي، في معالجة المصابين، وتقديم الإسعافات الأولية لهم.
كما تولت البلوشي إسعاف مصابي 15 حادثاً مرورياً وغرقاً وغيرها، مؤمنة بأن العمل التطوعي مسؤولية مجتمعية على جميع أفراد المجتمع المشاركة فيها.
وتفصيلاً، قالت البلوشي، وهي موظفة في مركز التدريب والتطوير، التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، لـ«الإمارات اليوم»، إنها كانت متوجهة إلى مكان عملها في مدينة الشارقة عندما وقع حادث تدهور مركبة نقل عام على شارع مليحة ـــ الشارقة، الذي نتج عنه إصابة خمسة أشخاص (من جنسيات دول آسيوية وعربية)، وتلقائياً توقفت عند الحادث، وبادرت بالمساعدة.
وأضافت: «استوقفني مشهد المصابين وهم ممددون على جانب الشارع، حيث همّ السائق بإخراجهم من المركبة بعد الحادث، ونظراً لأن ما قام به سلوك غير صحيح، كون وضع المصاب على ظهره قد يسبب له مضاعفات، لاسيما إذا كانت لديه إصابة في العمود الفقري، لذا توقفتُ عندهم، وسألت السائق: هل تريدون المساعدة؟ فقال: نعم، وعلى الفور اتصلت بالإسعاف الوطني، وأنزلت حقيبة الإسعافات الخاصة بي من المركبة، وبدأت في إسعاف المصابين، بعد أن شخّصتُ نوع ومستوى الإصابات، بفضل خبرتي السابقة».
وتابعت: «أحد المصابين كان ينزف من إحدى ساقيه، نتيجة جرح عميق، وآخر مصاب بنزيف سطحي في رأسه، بينما حددتُ إصابة شخص ثالث بأنها في العمود الفقري أو الرقبة، فتوليت إيقاف نزيف جروح المصابين، ولففت الشاش على ساعد أحد المصابين، وتعاملت مع الحالات الأخرى وفق الإجراء المتبع طبياً».
وواصلت: «بعد أن أتممتُ إسعاف المصابين الخمسة، سعيت لأن أهدئ من روعهم، حيث كانوا في حالة انهيار وخوف شديد، جراء الحادث المروري الذي تعرضوا له، وعند وصول سيارات الإسعاف الوطني إلى موقع الحادث، أعطيت المسعفين التقرير الوافي حول حالات المصابين، ومستوى كل حالة، وفقاً للإصابات، وحين سألني أفراد الشرطة إذا كنت مؤهلة لإسعاف مصابي الحوادث، أخبرتهم بأنني قائدة في برنامج (ساند) التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ، ولديّ تصريح لإسعاف مصابي الحوادث».
وقالت البلوشي «دأبتُ على مساعدة وإسعاف مصابي الحوادث الذين أصادفهم في الشوارع، حيث لم يقتصر وجودي على مواقع الحوادث، بل أنتقلُ مع المصابين في سيارات الإسعاف الوطني إلى المستشفيات للاطمئنان عليهم»، مؤكدة أنها تطوعت لإسعاف مصابي 15 حادثاً، ولم يقتصر إسعافها لمصابي الحوادث المرورية فقط، إذ أنقذت قبل أعوام عدة حياة شاب مواطن سقط في مياه وادٍ.
وأضافت: «كنت متوجهة إلى مدينة كلباء، حين شاهدت شاباً يسقط داخل مياه وادٍ غير متحرك، ويعاني إصابات بليغة، وكان يطلب المساعدة، فاتجهت لإسعافه بمعاونة الأشخاص الموجودين في المكان، إلّا أنه نظراً لتعذر حمله خارج الوادي، بسبب وزنه الزائد، ووجود إصابة في عموده الفقري، توليت تضميد الجرح البليغ الذي كان في ساقه، وإيقاف النزيف به، لحين حضور سيارات الإسعاف الوطني، ورافقته إلى المستشفى حتى أشرح للكادر التمريضي التقييم المبدئي للحالة».
وبيّنت: «أتولى إسعاف حالات المصابين وفق ما تعلمته في (ساند)، الذي أهّلني القائمون عليه للاستجابة في الأزمات وحالات الطوارئ، وزوّدوني بحقيبة إسعافات أولية لهذه المهمة، ويتم الإسعاف حسب تشخيص الحالة ومستوى الإصابة، وعليه تتم معالجة الإصابات البسيطة والمتوسطة، وإسعاف الإصابات البليغة والحرجة، لحين نقلها إلى المستشفى، منعاً لحدوث مضاعفات»، موجهة الشكر إلى قيادة الدولة التي وفرت برامج تطوعية تؤهل أفراد المجتمع للاستجابة في حالات الطوارئ المختلفة.
وكانت شرطة الشارقة كرّمت المواطنة زينب البلوشي، لمبادرتها الإنسانية في تقديم المساعدة، وتوفير العلاج اللازم لمصابين في الحادث المروري الذي وقع على شارع مليحة - الشارقة، أخيراً، ما أسهم في إنقاذ حياة المصابين لحين وصول الإسعاف الوطني.
وأكد مدير مديرية شرطة المناطق الخارجية بالإنابة، العميد محمد عبدالله العوبد، أن ما قامت به البلوشي هو عمل إنساني نبيل يستحق الشكر والتقدير، إذ بادرت بعمل الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين بكل شجاعة وإخلاص، والمحافظة على سلامتهم لحين وصول الإسعاف الوطني.
وقال إن شرطة الشارقة حريصة على تكريم المتعاونين، تثميناً لجهودهم المخلصة في خدمة المجتمع، حيث تعكس تصرفاتهم منهجاً خلّاقاً سامياً يعد نموذجاً يحتذى به، وتحفيزاً للأشخاص الذين يسهمون في دعم المنظومة الأمنية، الذي يعد وعياً من الجمهور بالدور المشترك في الحفاظ على أمن المجتمع.
أرسل تعليقك