أنقرة- العرب اليوم
في فكرة فريدة من نوعها حوّل الصيدلاني التركي بولند موطاف جزءا من صيدليته إلى مكتبه عامة يعير فيها الكتب لزبائنه بهدف توسيع ثقافة القراءة في المجتمع.
وقال موطاف، الذي يزاول مهنة الصيدلة منذ 35 عاما بولاية مرسين الساحلية (جنوبي تركيا)، إن فكرة إنشاء مكتبة ضمن صيدليته كانت تراوده منذ زمن طويل، إلاّ أن ضيق المكان حال دون تحقيق حلمه.
وأضاف أنه خصص في البداية جزءا من رفوف الصيدلية لكتب الأطفال، وذلك لتسليتهم أثناء قدومهم مع ذويهم.
وذكر أنه “مع مرور الوقت لمست رغبة قوية في استعارة الكتب وقراءتها، وحينها بدأت بجلب كتب أخرى إلى الصيدلية كالروايات والقصص”.
وبيّن موطاف أنه مع زيادة الطلب على استعارة الكتب قرر مضاعفة عددها وجلب كتبا للكبار أيضا، لافتا أن بعض المواطنين تبرعوا بكتبهم لمكتبته.
وأشار الصيدلاني التركي أنه افتتح العام الماضي صيدلية جديدة قرب مستشفى أهلي في مرسين، وقرر تخصيص جزء من مساحتها لمكتبة.
وأوضح أنه يخطط لزيادة عدد الكتب في المكتبة بعد أن وصلت في الوقت الراهن إلى ألف و500 كتاب، ولفت أنه يعير زبائنه كتبا لقراءتها لمدة 15 يوما، مؤكدا أنه يمكن للجميع الاستفادة من الكتب، سواء كانوا من الزبائن أو المارة.
وتابع “نهدف من خلال هذه المبادرة إلى المساهمة في توسيع ثقافة القراءة في المجتمع″، وأردف “هناك أناس يشترون الأدوية من صيدليات أخرى، ولكنهم يستعيرون الكتب من صيدليتي، إن شراء الأدوية ليس مهما بالنسبة إليّ بقدر استعارتهم للكتب، نريد من الناس أن يقرأوا”
وأشار بولند موطاف إلى أنه عندما ينخفض عدد الكتب برفوف المكتبة إلى النصف، يطلب من القراء إعادة الكتب، مشيرا أن الكثير من المواطنين يجلبون كتبا معهم للمكتبة إلى جانب الكتب التي استعاروها.
وأضاف أنه خلال سفره كان يرى الأجانب يقرأون الكتب في القطارات والحافلات، ويستغلون أوقات فراغهم حتى وإن كانت قصيرة بالقراءة.
وأعرب العديد من المواطنين الأتراك في مدينة مرسين، والذين يواظبون على استعارة الكتب من الصيدلية، عن شكرهم لبولند موطاف، لكونه مواطنا قدوة يحتذى به، ولتشجيعه لهم على قراءة الكتب دون مقابل.
أرسل تعليقك