أدركت ناجيات من سرطان الثدي أن الاستسلام للمرض ليس خياراً، فقررن الابتعاد عن التعامل بسلبية معه، واعتبرنه مرضاً عادياً قابلاً للشفاء، مشيرات إلى أن الدعم الذي تلقينه من أفراد أسرهن ومن المجتمع، كان له أطيب الأثر في رفع روحهن المعنوية ومساعدتهن في هزيمة السرطان.
قالت المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، رئيس اللجنة الطبية والتوعوية لمسيرة فرسان القافلة الوردية، الدكتورة سوسن الماضي: «تشكل قصص الناجيات من سرطان الثدي إلهاماً كبيراً للنساء والفتيات وحتى الرجال، فهن نماذج حقيقية استطعن بإيمانهن قهر السرطان وتجاوز محنته، وهن اليوم يقفن على خط المواجهة الأول في معركتنا ضد المرض، بما يمتلكنه من عزيمة وإصرار على مكافحته والقضاء عليه».
وأضافت: «أتاحت القافلة الوردية على مدار مسيراتها السبع الفرصة أمام جميع أفراد المجتمع للحصول على الفحوص الطبية مجاناً، وقدمت للمصابين دعماً معنوياً كبيراً، وكمحصلة، استفاد من خدمات القافلة 48 ألفاً و874 شخصاً، من بينهم 32 ألفاً و93 مقيماً، و16 ألفاً و781 مواطناً في دولة الإمارات، وتشمل 9643 رجلاً، حيث تم اكتشاف 47 حالة، منذ عام 2011 وحتى نهاية مارس الماضي، ما يؤكد حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها للحفاظ على المجتمع خالياً من السرطان».
وتؤكد الناجيات أن الجهات الداعمة لمرضى السرطان، وعلى رأسها «القافلة الوردية» وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، كانت حاضرة إلى جانب المصابات وعائلاتهن، منذ اكتشاف إصابتهن بالمرض مروراً برحلة العلاج الطويلة، تقدم لهن الدعم المادي والمعنوي، وتشد من عزيمتهن لقهر السرطان، والعيش حياة طبيعية خالية منه ومن تبعياته.
«لم تكن الطريق سهلة في البداية، لكن اكتشافي للإصابة في المرة الأولى بوقت مبكر أسهم في رفع كفاءة العلاج والقضاء على سرطان الثدي في بدايته، حدث هذا في عام 1999»، هكذا بدأت (نوال)، إحدى الناجيات من سرطان الثدي رواية معركتها مع المرض، الذي عاندها وعاد إليها بعد سنوات، لكنها لم تستسلم.
وقالت (نوال): «مع انطلاقة القافلة الوردية في مسيرتها الأولى عام 2011، قررت أن أعاود الفحص مرة أخرى للاطمئنان على حالتي، وبعد أن أتممت فحص الماموغرام، أفادني الكادر الطبي بضرورة خضوعي لفحص سونار، ليتبين أن سرطان الثدي عاد للظهور لدي مجدداً»، هذا ما قالته.
وأضافت: «تمسكتُ بالأمل منذ علمي بالنتيجة، وتلقيت تشجيعاً كبيراً من أفراد القافلة والجمعية، ما زاد عزيمتي على هزيمة السرطان مرة أخرى، وقرر الأطباء استئصال الثدي هذه المرة نظراً لانتشار المرض فيه، وتلقيت بعد العملية علاجاً كيماوياً، لكن الدعم الذي لقيته من أسرتي ومن الجمعية كان كفيلاً بتجاوزي سريعاً المعاناة التي تركها السرطان، والآن أعيش حياة طبيعية ملؤها الأمل في غد يكون أفضل دائماً».
ودعت (نوال) الفتيات والسيدات إلى ضرورة إجراء فحوص الكشف عن سرطان الثدي بصورة دورية، مشيرة إلى أن «الاكتشاف المبكر للإصابة يرفع نسب الشفاء إلى 98%، وفقاً لما أخبرني به أفراد الكادر الطبي في القافلة الوردية»، مشيدة بتوفير القافلة خدمات الفحص المجاني للجميع، وتكفل الجمعية بتحمل تكاليف العلاج للمصابين، ما يخفف من الأعباء المادية الملقاة على عاتقهم، ويعينهم على مواجهة المرض.
وتروي (نادية)، الناجية من سرطان الثدي، بدايات اكتشافها للمرض، قائلة: «وجدت تكتلاً كبيراً في الثدي فشعرت بالقلق، وذهبت فوراً لإجراء صورة أشعة، وتزامن هذا مع تنظيم مسيرة القافلة الوردية في عام 2011، فتوجهت إليها، وهناك استقبلني الكادر الطبي على الفور واطلعوا على الصورة وأجروا لي الفحوص اللازمة، وأخذوا خزعة للتأكد من طبيعة الورم».
وتابعت: «تم تأكيد إصابتي بسرطان الثدي، وتم تحويلي مباشرة إلى جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي تولت الإشراف على حالتي، وخضعت بعد فترة وجيزة لعملية جراحية تم على إثرها استئصال الورم، وتماثلت سريعاً للشفاء».
وأضافت: «من المفارقات أن زوجي كان أصيب قبلي بسرطان الثدي، لذا كان لدي علم بطبيعة المرض، والإجراءات الواجب اتخاذها للعلاج، ولابد من الإشارة هنا إلى أهمية الحالة النفسية للمصابة، فالرضوخ للمرض يعني تقليل فرص الاستجابة للعلاج والنجاة، لذا عززتُ يقيني بالله، وتشبثتُ بالأمل».
أرسل تعليقك