طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين
آخر تحديث GMT08:07:14
 العرب اليوم -

طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين

"طبيب الزواولة"
تونس - العرب اليوم

يقولون إن الحاجة محك النباهة، ويقولون أيضا إنه لا شيء يطلق العظمة الكامنة في داخلنا مثل الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم، يعد العربي لذيب، 71 عاما، من أولئك الذين كرسوا أنفسهم لمساعدة الآخرين، حتى تم تلقيبه بـ"طبيب الفقراء".على بعد 90 كيلومترا من العاصمة وبعيدا عن صخب المدن، فتح العربي لذيب، عيادته الخاصة منذ أربعة عقود في ربوع بلدة الماتلين الواقعة في معتمدية رأس الجبل من محافظة بنزرت في الشمال الشرقي من تونس.
هناك يستقبل لذيب، مرضاه بحفاوة استقبال الناس لضيوفهم وبكرم لا ينضب. يجلسهم على كرسي محاذ لمكتبه ويسألهم عن حالتهم النفسية قبل الجسدية و يقول لهم إن علاج الروح يسبق علاج الجسد.

يطلق أهل الماتلين، على العربي لذيب اسم "طبيب الفقراء" أو "طبيب الزواولة" بلهجتهم العامية، فطبيبهم الذي يعرفونه منذ عشرات السنين لا يعترف بالتسعيرة الحكومية ولا يخشى عقوبة مخالفة مدونة قواعد السلوك التي تفرض على الأطباء اعتماد تسعيرة معينة تحددها وزارة الصحة.يقول لذيب في حديثه لـ "سبوتنيك" إنه يعرف جيدا حال أهالي بلدته العاملين في الفلاحة ووضعهم المادي، لذلك يعتمد تسعيرة رمزية لمتوسطي الحال تصل إلى نصف التسعيرة المعتمدة في تونس وأحيانا إلى ربعها، بينما لا يتلقى مليما واحدا من ضعاف الحال.ويستحضر لذيب، كيف أن أحد المرضى قام بإعطائه سلة من الخضر وخبزا تقليديا لقاء علاجه، قائلا "لا أذكر أني أجبرت يوما مريضا على دفع ثمن العلاج أو سببت له إحراجا بسبب ضعف حاله".

ولا يكتفي لذيب بعلاج البسطاء مجانا، إذ يحرص أيضا على تمكينهم من الأدوية التي يحتاجونها للتعافي، ويساعده في ذلك مندوبو مبيعات الأدوية الذين يوفرون له الأدوية متى وما استطاعوا وأحيانا يدفع لذيب ثمن الأدوية من ماله الخاص.ويختار "طبيب الفقراء " الأدوية الأقل ثمنا حتى لا يثقل كاهل مرضاه، لأن المهم لديه هو فائدة الدواء وتحقيق الغاية المطلوبة منه وهي التماثل  إلى الشفاء.
40 عاما في خدمة المحتاجين

مزاولة العربي لذيب، للطب لم تكن مجرد صدفة أو رغبة منفصلة الخلفيات، وإنما نتيجة تجربة قاسية مر بها منذ صغره، ويقول: "كنت أعاني من مرض في العظام تسبب لي في اعوجاج في العمود الفقري، واضطررت إلى البقاء في مستشفيات فرنسا لمدة عامين".
وتابع: "خضعت وأنا صاحب الخامسة عشر عاما إلى عملية جراحية، وحينها قررت أن أصبح طبيبا إن كللت العملية بالنجاح وأساعد المرضى من ضعاف الحال على تجاوز مرضهم ومشاكلهم الجسدية".

وفعلا درس لذيب، الطب وحصل على شهادة مزاولة المهنة وافتتح عيادته الخاصة سنة 1981 أي قبل نحو أربعين عاماويضيف: "كان بالإمكان أن أفتتح عيادتي في العاصمة أو في مدينة بنزرت أو أي من المدن الكبرى التي يمكنني جني المال الكثير منها، لكنني اخترت مسقط رأسي الماتلين، التي كانت تفتقر لوجود طبيب واحد أو ممرض أو مستشفى أو حتى صيدلية".ومنذ افتتاح عيادته إلى اليوم، يمضي لذيب يومه متنقلا بين مقر عمله وبيوت المرضى، قائلا: "تعود الأهالي علي وهذه عادتي منذ 40 سنة ولن أغيرها ما حييت".
غايته إسعاد الناس

ولا يكرس لذيب مهنته فقط للمرضى والمحتاجين، إذ وهب حياته ووقته وحتى لحظاته العائلية من أجل مساعدة المرضى، قائلا "إن أهم صفة يجب أن تتوفر في الطبيب هي  التفرغ وأن يكون متاحا للناس متى احتاجوا إليه".فعلى عكس ما هو سائد، لا يكتفي لذيب باستقبال المرضى في عيادته وإنما يتنقل بنفسه إليهم أينما ووقتما كانوا خاصة في الحالات العاجلة والخاصة كالنساء الحوامل وكبار السن وحاملي الأمراض المزمنة، غير عابئ بتعبه وغير مبال بتأخر الوقت أو بتفويت مواعيده الخاصة وأفراحه".

وفي خضم جائحة كورونا والضغط الكبير الذي تعيشه المستشفيات العمومية خاصة في الجهات الداخلية، يحرص "طبيب الفقراء" على مساعدة الناس على تجاوز مرضهم والإحاطة بعائلات المصابين بفيروس كورونا وتوعيتهم بمراحل العلاج دون الوقوع في مصيدة المشاكل النفسية الناجمة عن المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها.وأوضح أنه يركز اهتمامه على كبار السن وحاملي الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والمصابين بضيق التنفس والسمنة الذين يكونون أكثر عرضة للمشاكل المصاحبة لفيروس كورونا.وعلى الرغم من أن لذيب، أمضى أكثر من 40 عاما في هذه المهنة، إلا أن غايته لم تكن يوما الربح المادي وإنما إسعاد الناس وتخليد اسمه في قلوبهم خاصة وهو الذي عاصر مختلف الأجيال، قائلا: "بعد مائة عام لا أظن أن منطقة الماتلين مسقط رأسي ستنسى اسم العربي لذيب".وينصح الطبيب أهل المهنة بوضع القسم الذي أدوه نصب أعينهم والتقيد بمضمونه في أن يصونوا حياة الناس في كل الظروف والأحوال وأن يكونوا دائما وسائل رحمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين



GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 23:41 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 03:55 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك يدعم حملة ترامب الانتخابية بـ 70 مليون دولار

GMT 04:17 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أمن المغنية تايلور سويفت يثير الجدل في بريطانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab