وقّع المغرب وغانا على 25 اتفاقية للتعاون الثنائي بين البلدين، في مجالات مختلفة، بينها تشجيع الاستثمارات، والتعاون الصناعي والفلاحي، وإحداث مجلس للأعمال.
وحسب ما أوردته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس الغاني نانا أكوفو، الجمعة، بالعاصمة أكرا، حفل توقيع هذه الاتفاقيات. ووقع الاتفاقيات وزراء ومسؤولون حكوميون، وآخرون عن القطاع الخاص في كلا البلدين.
وشملت هذه الاتفاقيات دعم صغار الفلاحين، والتعاون الصناعي، وإنعاش الاستثمار السياحي، والنقل، والطاقات المتجددة، والتعاون العلمي والتقني بين البلدين.
كما شملت مذكرة تفاهم لمباشرة مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق حول تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، واتفاقية لمنع الازدواج الضريبي ومحاربة التهرب الضريبي.
وشملت أيضاً، إحداث مجلس للأعمال مغربي-غاني، إضافة إلى اتفاقيات بين ممثلين عن القطاع الخاص في قطاعات البنوك والتأمين وتمويل المشاريع الصغرى.
ويقوم العاهل المغربي، منذ الخميس، بزيارة لغانا، في إطار جولة تقوده إلى عدد من الدول الأفريقية.
وقال بيان وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة إن “هذه الزيارة تندرج في سياق تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلاد بدول القارة الأفريقية”.
ولم يذكر البيان الدول الأخرى التي ستشملها جولة العاهل المغربي، لكن وسائل إعلام في المملكة قالت إنها ستشمل زامبيا وغينيا كوناكري وساحل العاج ومالي.
وقال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، إن الزيارة الرسمية التي بدأها العاهل المغربي لجمهورية غانا، ستعطي “مضمونا أكثر كثافة” للعلاقات القائمة بين البلدين.
وأوضح بوريطة أن “العلاقات القائمة بين المغرب وغانا جيدة، حيث ستعطي زيارة الملك محمد السادس مضمونا أكثر كثافة لهذه العلاقات على المستوى الاقتصادي، لكن أيضا على مستوى المشاورات السياسية”.
ويتمثل الهدف، حسب الوزير المنتدب، في فتح آفاق جديدة للتعاون بين جمهورية غانا التي تعد “بلدا وازنا وواحة للاستقرار بمنطقة غرب أفريقيا”.
وخلص إلى أن الزيارة الملكية لغانا تندرج في إطار الرؤية الأفريقية الأفريقية، والتي انعكس تجسيدها العملي في الزيارات المتعددة التي ما فتئ يقوم بها العاهل المغربي خلال السنوات الأخيرة لبلدان أفريقية متعددة.
من جهته أكد نائب رئيس جمهورية غانا السيد محمدو باوميا، أن الزيارة الرسمية للعاهل المغربي محمد السادس لأكرا، ستمكن من الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متميز، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.
وقال باوميا إنها “زيارة تكتسي أهمية بالغة، وستساهم لا محالة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متميز، بما سيعود بالنفع على كلا البلدين”.
وعبر نائب الرئيس الغاني عن رغبة المسؤولين الغانيين في توافد الفاعلين الاقتصاديين المغاربة على غانا من أجل الاستثمار، وذلك اعتبارا للأرضية الاقتصادية الجيدة التي تتوفر عليها البلاد.
ويؤكد سفير المغرب بغانا حميد شبار أن الزيارة الرسمية للعاهل المغربي لجمهورية غانا، تشكل حدثا استثنائيا سيمكن لا محالة من إعطاء نفس جديد ودفعة قوية للعلاقات الثنائية، الجيدة سلفا.
وقال الدبلوماسي المغربي، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة “إنها زيارة استثنائية على جميع الأصعدة”، مشيرا إلى أن زيارة الملك التي تأتي عقب تنصيب الرئيس الغاني الجديد “تضفي رمزية قوية على العلاقات القائمة بين البلدين”.
وأضاف أن المملكة المغربية وجمهورية غانا تجمعهما علاقات متينة ما فتئت تتعزز أكثر فأكثر، لا سيما على المستويين السياسي والاقتصادي.
وذكر الدبلوماسي أن غانا من بين الدول الموقعة على المذكرة المرفوعة إلى رئيس الاتحاد الأفريقي من أجل تعليق أنشطة كيان البوليساريو الوهمي بالاتحاد، والداعمة لعودة المغرب إلى الاتحاد.
وأكد شبار أن هذا الموقف الذي نوه به المغرب يعد “دعامة من شأنها تعزيز العلاقات السياسية القائمة بين البلدين”، مشيرا إلى أن هذه العلاقات “ليس أمامها إلا أن تتحسن وتتقوى أكثر فأكثر، اعتبارا لأواصر الصداقة والتقدير المتبادل الذي يجمع قائدي البلدين.
وتابع الدبلوماسي المغربي أن هذه العلاقات من شأنها أن تتعزز مستقبلا، لا سيما على المستوى السياسي، وذلك من خلال اعتماد آليات وقنوات للتشاور والعمل من أجل تقارب أكبر وتوحيد المواقف بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الزيارة بعدما زار العاهل المغربي بداية الشهر الحالي، جنوب السودان، حيث تم التوقيع على تسع اتفاقيات ثنائية في مجالات مختلفة للتعاون بين البلدين.
وصادقت قمة الاتحاد الأفريقي رسميا، الشهر الماضي، على عودة المغرب لعضويته بعد أكثر من ثلاثة عقود من انسحابه؛ احتجاجاً على قبول الاتحاد لعضوية جبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب.
ويبدو واضحا من خلال الوفد الذي يرافق العاهل المغربي، أن المغرب يسعى لتثبيت وجوده في أفريقيا من خلال مقاربة رابح-رابح، أي من خلال التركيز على الاستثمارات ودعم العلاقات الاقتصادية.
وبالعودة إلى خطابات الملك محمد السادس، بخصوص القارة الأفريقية، فإنه يبدو واضحا أن الرؤية المغربية لأفريقيا تقوم على ثلاثية تعزيز السلم
أرسل تعليقك