دبي ـ العرب اليوم
قدّم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مليون دولار لمواجهة التهديد الذي تتعرض له الطيور من خطوط الكهرباء.
وقال وزير دولة لشؤون الدفاع العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي، محمد بن أحمد البواردي، خلال «مؤتمر مسارات هجرة الطيور»، الذي يعقد حالياً في أبوظبي، إنه سيتم تخصيص مليون دولار أميركي من صندوق أنشأه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لحفظ الطيور الجارحة، لتكون بمثابة نواة لمبادرة عالمية تسلط الضوء على الصعق بالكهرباء الذي تسببه خطوط الكهرباء، كتهديد رئيس للأنواع المهددة بالانقراض، بالتعاون مع اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة.
وصف وزير دولة لشؤون الدفاع العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي، محمد بن أحمد البواردي، خطوط الكهرباء بأنها التهديد الأكثر خطورة على الطيور الجارحة، اليوم، حيث أشارت الدراسات إلى أنها تقتل أكثر من 10 آلاف طائر من الفرائس كل عام، بما في ذلك 4000 صقر حر.
وأوضح أنه تم إجراء تجارب لاختبار تعديلات على خطوط الكهرباء، قد تقلل من معدل الصعق بالكهرباء، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول حفظ الطيور الجارحة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والشركاء الآخرين مع مكتب للتنسيق في أبوظبي.
وقال البواردي إنه يجري التخطيط لعقد مؤتمر، العام المقبل، وستتم دعوة المنظمات المعنية والمشرعين والعلماء والباحثين، والمؤسسات العاملة في مجال توليد الطاقة الكهربائية، والجهات المانحة لمشروعات توفير الطاقة، وغيرهم من الأطراف.
وأشار البواردي في حديثه، خلال مناقشة لخطة عمل عالمية للحفاظ على «الصقر الحر»، إلى أنه على الرغم من توزيعه في 84 بلداً بأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرقية وأميركا الشمالية والشرق الأوسط، فإن هذه الأنواع تواجه تحدياً حقيقياً لبقائها، وقد انخفض عددها بنحو 50% خلال الـ20 سنة الماضية.
وقال إن أخطر العوامل التي أسهمت في انخفاضه الصعق بالكهرباء على طرق الهجرة وفي مناطق التكاثر، واستخدام المبيدات الحشرية والسموم في الزراعة، التي تقتل القوارض التي يتغذى عليها الصقر، وتدمير الأعشاش في آسيا الوسطى.
وأضاف البواردي «لقد قادت الإمارات، ولاتزال تقود، الجهود الرامية للحفاظ على الصقر الحر من خلال دعم أنشطة الحماية، عبر مناطق التكاثر العالمية للأنواع في أوروبا وآسيا الوسطى ومنغوليا والصين»، مشيراً إلى أن أول برنامج تجريبي في جنوب شرق أوروبا ومنطقة البلقان، تم بالتعاون مع شركاء إقليميين، أدى إلى عودة تكاثر هذا النوع من الصقور.
وذكر أنه بدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، استمر برنامج إطلاق الصقور، الذي أنشأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في عام 1995، حيث تم إطلاق أكثر من 700 صقر حر في موطنها الأصلي.
ولفت البواردي إلى أن أبوظبي قدمت دعماً رئيساً لجهود الحفاظ على هذه الفصيلة من الصقور في منغوليا، ففي عام 2010 تم إنشاء 5000 من الأعشاش الاصطناعية، وخلال السنوات الخمس اللاحقة أتت هذه الأعشاش بثمارها، حيث تم تفقيس أكثر من 7500 من هذه الصقور في تلك الأعشاش.
وقال إنه على مدى السنوات الخمس الماضية، شملت الطيور التي تستخدم الأعشاش 2512 زوجاً من الصقر الحر، و6351 من الطيور الجارحة ،مثل الصقر الجراح أو الحوام وصقر العوسق.
أرسل تعليقك