شاب سوري ينتج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

شاب سوري ينتج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شاب سوري ينتج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية

الشاب السوري عبد الرحمن المصري
دمشق - العرب اليوم

يوميا، يصعد عبد الرحمن المصري سبعة طوابق للوصول إلى مزرعة الخضار التي أنشأها على سطح أحد الأبنية العالية بمنطقة بيت سحم جنوب دمشق.

يقدم عبد الرحمن نموذجا فريدا لمواجهة الحصار الاقتصادي الخانق على سوريا، فهذا الشاب الذي يتحضر للزواج، فضل التكيف مع تدهور القدرة المعيشية التي أصابت عموم السوريين جراء الحرب والحصار، عبر إطلاق مشروعه الزراعي الخاص الذي أقامه فوق سطح بناء طابقي عال بمساحته التي لا تتجاوز الـ 65 مترا مربعا.

وبعد محاولات كثيرة، نجح عبد الرحمن ابن الثالثة والعشرين عاما وطالب السنة الأخيرة في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، في تأسيس منشأته الزراعية المائية بقدرتها الإنتاجية السنوية التي تزيد على 35 طنا من الخضروات بأنواع عديدة ونكهات عالية المواصفات تتوزع على 4 مواسم، يحدوه الأمل في التغلب على شبح البطالة ومتاهة البحث عن فرصة عمل بعد التخرج، بذهنية البحث عن فرص جديدة بدلاً عن انتظار الفرص القليلة.

وعن ميزات وآفاق هذا المشروع الصغير قال عبد الرحمن لوكالة "سبوتنيك" إن "منشأته الزراعية "تعتمد على نظام الزراعة المائية (Hydroponics system) بحيث توضع شتلات الزراعة ضمن وسط بديل عن التربة كي تتم حماية جذر النبات وليحافظ على رطوبته، ثم يتم تمرير المياه بعد إضافة الأسمدة بنسبة معينة على الجذور كي يمتصها النبات ثم تعود المياه بعدها للخزانات عبر دورة مغلقة".

وأضاف المصري أن "هذه الطريقة توفر 70% من المياه المستخدمة في الطرق التقليدية وتعطي إنتاجاً أكثر بعشرة اضعاف من الزراعة العادية مع إمكانية لاستثمار مناطق ومساحات غير قابلة للاستثمار فضلاً عن نكهة الثمار وطبيعتها المميزة".

تأمين الغذاء لسنة كاملة

وعن ميزات هذا النوع من الزراعة على الأسطح قال المصري: "أسطح الأبنية هي أكثر المناطق التي يمكن استثمارها بدون إزعاج لأحد، وبنفس الوقت تعطي منظراً جمالياً للأبنية، وتؤمن غذاء لسكان البناء على مدار السنة، وبالتالي تخفف من تكاليف استجار أراضي زراعية".

تكاليف منخفضة وإنتاجية مميزة

وعن فكرة المشروع وسر اهتمامه بالزراعة وأثر ذلك على المشروع قال:

    "بدأت فكرة المشروع عام 2018 عندما كنت أبحث عن طريقة أستطيع من خلالها أن أسس مشروعاً خاصاً يؤمن لي دخلاً مادياً جيداً، وكان اهتمامي منصباً دوماً على المجالات المهمة لبلدي، و الغذاء كان على رأس القائمة ولذلك التفتُ إلى الزراعة، وبحثت عن طرق زراعية أستطيع أن أبدأ بها بتكاليف منخفضة بحسب استطاعتي، وبنفس الوقت تكون إنتاجيتها مميزة".

وأضاف: "المشاريع الصغيرة من شأنها أن تدعم نمو الاقتصاد الوطني وخاصة إذا كانت مشاريع جديدة يمكن أن تتوسع لاحقاً لتكون جزءاً أساسياً من هذا الاقتصاد سيما وهي تتعلق بالقطاع الزراعي".

الحصار دفعني لبيع ممتلكاتي لإنجاز المشروع
1 / 3

وعن طريقة تأمين مستلزمات المشروع  والصعوبات التي واجهت تنفيذه قال: "حاولت تأمين مستلزمات المشروع من السوق المحلية، وبالتأكيد هناك نقص واضح بالمواد المطلوبة، مثل الوسائط البديلة التي تحمل النبتة وتحمي جذورها (بيرلايت.. خفان..) والتي فقدت من السوق المحلية بسبب الحصار أو بسبب الارتفاع الكبير بأسعارها، وعدم استقرار أسعار المواد وتغيرها بشكل يومي الأمر الذي فاق قدراتي المالية فاضطررت لبيع بعض ممتلكاتي الشخصية، كي أتمكن من إنجاز وإتمام المشروع".

أطمح لدعم يمكنني من توسيع المشروع

وعن مشاريعه المستقبلية في هذا المجال قال: "مشروعي الحالي هو أول مشروع إنتاجي مصغر لكني أطمح إلى الحصول على دعم كافٍ يمكنني من العمل على مساحات أكبر لتعطي إنتاجاً أكبر، ويكون له أثره على السوق المحلية، بحيث أستطيع إنتاج محاصيل ممتازة بأسعار مخفضة عن الزراعة التقليدية، بسبب التكاليف المنخفضة لهذا النوع من الزراعة".

المشروع يؤمن دخل شهري لثلاثة أشخاص

وعن حجم إنتاجها السنوي المقدر لمنشأته الصغيرة قال المصري:

    "مساحة المنشأة 65 متراً مربعاً يوجد فيها 1200 شتلة، وسأقوم بزراعتها بكامل مواسم السنة وعلى مدار العام، وفي حال اخترنا صنفي الخيار والبندورة، فسنتمكن من إنتاج ما يقارب 30-35 طناً من المنتجات خلال العام".

وعن توقعاته لمدخوله الشهري أو السنوي من هذا المشروع عند قطاف الخضار والمنتجات الزراعية الأخرى قال المصري: "المدخول الشهري المتوقع يغطي تكاليف هذه الطريقة مع هامش ربح قادر على إعالة أسرة مكونة من شخصين إلى ثلاثة أشخاص، وكلما زادت المساحة المستثمرة زاد هذا المدخول".

يمكننا إنتاج مكونات الأطعمة السورية

وعن أهم المزرعات والشتول الموجودة في المنشأة وإمكانية إضافة أنواع أخرى من الخضار قال المصري:

    "المنشأة تزرع فيها جميع أنواع الشتول عدا الأشجار، مثلاً يمكن زراعة الكوسا والباذنجان والخيار والبندورة والخس والنعنع وغيرها من هذه الخضروات، وبالتالي نلاحظ أننا نزرع المكونات الأساسية للأطعمة السورية، وهو ما يزيد من أهمية هذه المنشاة في حال قمنا بتوسيعها".

وبحسب مراسل "سبوتنيك" تزخر سوريا بموارد بشرية كبيرة وتمتلك خبرات وكفاءات عالية المستوى، حيث تخرج الجامعات والمعاهد السورية سنوياً الآلاف من الشباب والشابات المؤهلين والمدربين، لكن الحرب الطويلة على مدى أكثر من تسع سنوات والحصار المفروض على سوريا من قبل دول الغرب، ألقت بظلالاه على هؤلاء الشباب الباحثين عن فرصة عمل وعن مساحة وفضاء لتوظيف خبراتهم بما يؤمن لهم مستقبلهم الكريم، وبما يساعد على تثبيت هذه الكوادر البشرية وتعزيز دورها في تنمية وإعمار البلاد والنهوض باقتصادها الوطني.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جامعة دمشق تعلن شروط مفاضلة دبلوم التأهيل التربوي للتعليم المفتوح والموازي

رئيس جامعة دمشق يصدر قراراً بمنع ارتداء بعض الملابس في الحرم منها النقاب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاب سوري ينتج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية شاب سوري ينتج 35 طن خضراوات على سطح أحد الأبنية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab