قال محمد أبو العينين؛ الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، إن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس فجر ثورة حركت العالم للمطالبة بتحرير فلسطين، مطالباً المجتمع الدولى بسرعة التحرك للضغط على إسرائيل لتحرير القدس، وضرورة تقديم كافة سبل الدعم للفلسطينيين؛ بما فيها الدعم المادي.
وأضاف أبو العينين خلال مشاركته بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس الأزهر بحضور وفود أكثر من 70 دولة، أن القضية الفلسطينية مسألة مصيرية؛ ومصر تسعى جاهدة وتتحرك على كافة الأصعدة لتحرير القدس من الكيان الصهيونى، وأن القدس قضية دينية وسياسية وتمثل جزءا من أرواحنا ووجداننا العربى.
وأشاد أبو العينين بتصدى الرئيس عبدالفتاح السيسي لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهويد القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل؛ لافتا إلى أن مصر شددت على أن القدس عربية، وأن قرار ترامب مخالف للقانون الدولى وتزييف للتاريخ؛ مشيرا إلى أن مصر نجحت فى جمع معظم دول العالم ضد قرار ترامب سواء فى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن.
وأشار أبو العينين إلى أن الدفاع عن القدس واجب؛ لأنه دفاع عن عروبتنا وديننا؛ قائلا:" الأقصى هو أول قبلة للمسلمين ومصر ضحت من أجل القدس ولازالت تضحى ولن تتهاون يوما واحدا فى نصرة القدس".
وأكد أبو العينين فى تصريحات صحفية على هامش مشاركته في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس أن حرصه على المشاركة بكل أيام المؤتمر نابع من دافع دينى، لافتاً إلى أن القضية لم تعد سياسية فقط، ولكنها تطورت إلى دينية؛ منوها بأن وجوده اليوم بالمؤتمر سببه شعوره بالظلم والقهر؛ الذي يمارس على الشعب الفلسطينى وأبنائه.
وهاجم أبو العينين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل سفارة واشنطن إلى القدس، مؤكداً أن أدياننا ومقدساتنا بل وأرواحنا تغتصب اليوم بهذا القرار فى الوقت الذى يمثل فيه الدين "الروح" بالنسبة للعرب والمصريين، قائلا: "اغتصاب القدس من أهلها موجع ومحزن ومؤلم بما يوجب علينا جميعا نحن رجال الأعمال والاستثمار والدين والسياسة وحتى العامل والفلاح أن نتحد ونكون يداً واحدة لتصل آراؤنا إلى العالم كله؛ ليعرف أننا لن نفرط فى ذرة تراب واحدة من القدس، ولا من ديننا ولا مقدساتنا؛ فهذه أمانة تركها لنا أجدادنا ورسلنا وأنبياؤنا؛ لذا ينبغي التمسك بها".
وأكد أبو العينين على حقوقنا العربية فى تلك الأراضي قائلا: "نجتمع اليوم ليس فقط لكى ننصر القدس وأهلها، ونساند الحق التاريخى للشعب الفلسطينى البطل، الذي يتعرض لمؤامرة استعمارية على مدى قرن كامل، وإنما نجتمع أيضًا للدفاع عن أمن ومستقبل منطقتنا والعالم، موجهاً الشكر لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب على مبادرته لعقد هذا المؤتمر العالمى فى هذا التوقيت الاستثنائى.
وقال أبو العينين: "نجتمع لكى ننصر الحق على الباطل، والقانون على شريعة الغاب، والسلام على العدوان، والخير على محور الشر، نجتمع لأننا نؤمن بهذه القيم، ولأن لنا مصلحة فى ألا تنجرف المنطقة إلى صراع دينى حول المقدسات سيحرق الأخضر واليابس وسيفجر النزاعات والتوترات فى كل العالم التى لن تخدم أحدا سوى قوى التطرف والإرهاب".
وأكد أبو العينين أن القدس ليست بقعة جغرافية وإنما قطعة من أرواحنا ووجداننا، وانها حرم إسلامي ومسيحي مقدس، و قضية عقدية لدى المسلمين، بما إنها أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، وهي مهد المسيح ومسرى النبي محمد حيث صلى بالأنبياء جميعًا مضيفا:" لن يتخلى عنها مسلم أو مسيحي، ولن يفرط في شبر من أرضها مواطن أو مسئولو ولو كلفه الأمر حياته، فما أشرف الشهادة من أجل القدس، وما أكرم الصلاة فى مسجدها الأقصى. واثقين فى وعد الله بأننا أو أبنائنا أوأحفادنا سندخلها كما دخلها أجدادنا أول مرة".
وأضاف أن القدس تمثل بوابة السلام وأرض المحبة والتعايش، وبدون أن تعود القدس لأهلها لن يكون هناك سلام أو استقرار أو أمن فى المنطقة والعالم قائلا: "فلسطين هى آخر حالة احتلال فى العالم، يتعرض شعبها الصامد لكل أشكال التنكيل والقتل والاستعمار والاستيطان والتمييز والإرهاب وهو لم يضعف أو ينكسر أو يهادن، وإنما يقدم نموذجا رائعا فى الصمود والثبات والمقاومة الحضارية السلمية والتمسك بالحقوق الوطنية والهوية القومية فى الوقت الذى اكتفى فيه العالم ومنظمة الأمم المتحدة بإصدار مئات القرارات المساندة التى لا تزد عن كونها حبرًا على ورق، ما جعل فلسطين حالة استثنائية فى القانون الدولى، وآن الأوان أن يتغير ذلك، وأن يولد ضمير عالمي وإرادة دولية جديدة تنتصر للحق وترفض الظلم والعدوان".
وأكد أبو العينين أن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس سيكون نقطة تحول فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة لأنه أيقظ الوعي بقضية القدس، وأعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولى باعتبارها لب مشكلات المنطقة والعالم، ووضع العالم والأمة أمام مسئولياتها الدينية والتاريخية لمواجهة الاحتلال والاستيطان وانتهاك الحرمات والمقدسات وما تؤدي إليه من قتل للأمل وتهديد للسلام وتشجيع للإرهاب.
وأعرب أبو العينين عن آماله بشأن زوال الاحتلال الإسرئيلى فى القريب لافتاً إلى وجود 11 مؤشرا قد يغير الواقع، أولهم اعتراف 138 دولة حول العالم بالدولة الفلسطينية على الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية، واعترفت الأمم المتحدة بدولة فلسطين ومنحتها عضوية مراقب وصارت فلسطين عضوا كاملا فى العديد من المنظمات الدولية، إضافة إلى 128 دولة فى الجمعية العامة، و14 دولة فى مجلس الأمن أجمعت على رفض قرار الإدارة الأمريكية المخالف للقانون وللإجماع الدولى كذلك الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والبرلمان الأوروبي، يؤكدون ثبات موقفهم من القدس كأرض محتلة وكعاصمة لدولة فلسطينية على حدود عام 1967، ورفض وزراء الخارجية الأوربيين فى حضور نتنياهو الاستجابة لمطلبه بنقل سفاراتهم إلى القدس.
واستكمل أبو العينين المؤشرات التي بنى عليها توقعاته بشأن زوال الإحتلال الإسرائيلي والتى تتضمن حظر الاتحاد الأوروبي استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وتصدى اليونسكو للأساطير الصهيونية، وتأكيدها أنه ليس لإسرائيل أي صلة بالقدس فى الماضي وأن الأماكن المقدسة فيها هي أماكن تابعة للمسلمين فقط ليس لليهود أي حق فيها.
وأشار أبو العينين إلى أنه من ضمن المؤشرات الجيدة تحرك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي من خلال لجان ووفود للتواصل مع العواصم الدولية لاحتواء تداعيات قرار ترامب وللتأكيد على أن فلسطين والقدس هى قضيتنا المركزية، إضافة إلى نجاح مصر في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية لأول مرة منذ 10 سنوات الأمر الذي وحد الصف الفلسطينى في مواجهة الاحتلال والاستيطان والحصار وفوق ذلك كله وقبله الصمود النادر للشعب الفلسطيني بشبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله ومعاقيه.
وأكد أبو العينين أن الاحتلال الإسرائيلى لن ينعم بالهدوء والسكينة وسوف يدفع ثمنا باهظا لبقائه وسيطرته على مقدرات الشعب الفلسطيني قائلا :" كما حررنا سيناء أرض الرسالات ستتحرر القدس أرض الأنبياء".
وطالب أبو العينين للمجتمع الدولي بأن يظهر إرادته الجادة وأن يتخذ إجراءات عملية ملموسة يعبر بها عن مساندته للسلام ومعارضته للاحتلال والاستيطان ومن بين تلك الإجراءات مساندة جميع الشعوب والحكومات، الشعب الفلسطيني الصامد داعياً لإعلان حملة تبرعات عامة لصالح القدس في كل الدول العربية والإسلامية وفي كل دول العالم من أجل حماية القدس والدفاع عن هويتها.
كما طالب المجتمع الدولي بمساندة الحق الفلسطيني بكل الطرق السياسية المتاحة، قائلا :" آن الأوان لأن تضطلع الأمم المتحدة بالدور الرئيسي في تحقيق السلام، وأن يتم وضع آلية جديدة جماعية تحت مظلة الأمم المتحدة بعيدًا عن الصيغ القديمة التي لم تجدي نفعًا ونحن بحاجة ماسة إلى أن يتقدم مجلس الأمن ــ في إطار مسئوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ــ بخطة سلام مفصلة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي بما يتفق مع قراراته السابقة وعلى الأمم المتحدة، أن تدعو لعقد مؤتمر دولي تحت رعايتها لإطلاق جولة مفاوضات بين الطرفين تستمر 3 أشهر على الأكثر للاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية ووضع القدس وقضايا الحل النهائي ثم يعتمد مجلس الأمن نتيجة التفاوض ليكون بذلك إعلانًا للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وإذا فشل مجلس الأمن مجددًا فعلينا اللجوء إلى الجمعية العامة وفي نفس الوقت على جميع الدول مواصلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن تمتنع عن نقل سفاراتها إلى القدس.وعلىالدول الأوروبية أن تحذو حذو السويد وتعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا أبو العنيين المجتمع الدولي لاتخاذ عدد من الإجراءات تؤكد لإسرائيل أن استمرارها في الاحتلال لن يكون بلا ثمن باهظ، وأن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى إلى غير رجعة.
وأكد أبو العينين على ضرورة عدم قطع التواصل مع العقلاء في الإدارة الأمريكية وفي الكونجرس وباقي المؤسسات الأمريكية، لإلغاء قرار ترامب الجائر بشأن نقل سفارة بلاده إلى القدس، وشرح تبعاته الخطيرة التي أضرت بالولايات المتحدة أكثر من غيرها، وشوهت صورتها، وقوضت الثقة فى دورها كوسيط في عملية السلام، مضيفا: "لقد مر على القدس منذ أن أسسها العرب قبل 6 آلاف عام، العديد من الغزاة، وادعى كلهم بداية من الإغريق والرومان والصليبيون أنها مدينتهم، لكنها كانت عصية على الاحتلال والاحتكار، حافظت على هويتها العربية ومكانتها الدينية كمدينة الله مفتوحة الأبواب أمام كل أتباع الرسالات السماوية الثلاث وكما زالت دول الغزاة السابقين سيزول الاحتلال عن القدس وفلسطين".
أرسل تعليقك