مصريتان تنقلان تجربة الكشري والفلافل إلى لاس فيغاس
آخر تحديث GMT13:37:03
 العرب اليوم -

مصريتان تنقلان تجربة الكشري والفلافل إلى لاس فيغاس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصريتان تنقلان تجربة الكشري والفلافل إلى لاس فيغاس

إيمان حجاج صاحبت المشروع
القاهرة - العرب اليوم

إذا أتيحت لك فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً لاس فيغاس، ربما لا تفكر سوى في تناول البرغر، لكن لن يخطر ببالك أن تحظى بطبق من الفلافل المصرية مزينة بالسلطة «البلدي»، مع حبات الفول بالزيت والليمون. فعلى أعتاب مطعم «بوتس إل في» ففي قلب المدينة، تتصاعد رائحة الحمص والكشري والقرنبيط المقلي والفول والفلافل ومشروب القمح الكامل على الطريقة المصرية المعروف باسم «البليلة»، ليس احتفاءً بالمطبخ المصري فحسب، لكن كدليل واقعي على أن النمط النباتي كانت مصر موطنه الأصلي من آلاف السنين.

هذا المطعم الصغير تراه مكتظًا بالزبائن من جنسيات متنوعة، يجمعهم قرار التحول إلى نمط النباتية، بالإضافة إلى حب المغامرة لتجربة أطباق جديدة، وربما تجد مارة جذبتهم رائحة أشهر الأطباق الشعبية في مصر.

تروي إيمان حجاج صاحبت المشروع لـ«الشرق الأوسط» كيف جاءتها فكرة مطعم نباتي للأكلات الشعبية المصرية في قلب الثقافة الأميركية، وتقول «لم تجمعني أنا وشقيقتي آيات أي علاقة بالطهي، سوى حنين المغترب لرائحة مطبخ وطنه، بعد أن تركت مصر منذ أربعة عشر عاماً وتزوجت أميركيا، ثم لحقت بي شقيقتي آيات».

وتضيف: «في البداية تعلمنا تحضير الأكلات المصرية، ومع تصاعد ثقافة النباتية التي أصبحت اتجاهاً أو «ترند»، بفضل فوائده الصحية وحمايته للتوازن البيئي، لاحظنا أن المطبخ المصري غني بالأكلات النباتية، بينما قد يكون المطبخ الأقدم في العالم الذي احتفى بالنباتية، فمعظم الأطباق المصرية قائمة على قاعدة الخضراوات، كذلك، الأطباق المميزة للثقافة المصرية جميعها تقريبًا نباتية، مثل الكشري والفلافل».

أطلقت الشقيقتان مطعم «بوتس إل في» في 2018، حاملاً أكثر من رسالة بعيدة عن الربحية، أهمها الاحتفاء بالمطبخ المصري وسط مجتمع ربما لا يعرف الكثير عنه، وإرساء مبدأ التنوع والاختلاف، وتعزيز الاتجاه النباتي الذي تقول عنه الشقيقتان أنه الأفضل للبشرية.

وتمضي «حجاج» في حديثها «لم نستهدف الجالية العربية أو المسلمة في البداية، فلم يكن هذا هو الهدف، بينما وضعنا نصب أعيننا أن الأطباق المصرية الشعبية مثل البابا غنوج المزين بأوراق البقدونس، والفول المعروف برائحة الليمون والكمون، وحساء العدس الدافئ، جميعها أطباق ستلقى استحسانا لدى الأميركيين، لا سيما النباتيين منهم، لأنهم أكثر انفتاحاً على التجربة، وبالفعل بعد شهور قليلة من انطلاق المطعم كانت الزبائن من جميع الفئات تقريبًا، لكن القاعدة الأكبر هم الأميركيون أنفسهم، ما اعتبرناه نجاحا، لا سيما أن المطبخ الأميركي بعيد كل البعد عن روح المطبخ المصري، ناهيك عن أن الأميركيين يميلون إلى اللحوم».

وعن تسمية المطعم تقول «حجاج» «بوتس هي إشارة لقدرة الفول وأبريق الشاي، أشعر أن هذه الكلمة مرتبطة بنمط الطهي المصري، صحيح أنها كلمة إنجليزية، لكنها في الوقت عينه تعبر عن الأطباق الشعبية في مصر التي لا تعرف سوى الطهي في القدر وليس أدوات المطبخ الحديث».

بعد عام واحد فقط من انطلاق المطعم نجحت الأطباق المصرية الشعبية أن تحجز مقعدا وسط أفضل مطاعم الولايات المتحدة، وتقول «حجاج» «حصد المطعم جائزة أفضل 100 مطعم على مستوى جميع الولايات، الأمر كان بمثابة مفاجأة سارة وغير متوقعة، خاصةً وأن عدد المطاعم الأميركية أو جميع الجنسيات هنا كبير جدا».

وتتابع: «كانت فرحة ممزوجة بالفخر، فها هي الأكلات المصرية الشهية التي تحكي قصص شعب عريق علم الشعوب الطب والكيمياء تعود لتكتب درسا جديدا في أصول المطبخ النباتي وتكسر الملل بأكلات لها مذاق لا ينسى».

تجربة جائحة كورونا كان لها وقع خاص في المجتمع الأميركي، فهي الدولة الأولى من حيث الخسائر في الأرواح وعدد المصابين، كذلك، من سافر لهذه الدولة التي تهدأ أرجاؤها من الضجيج يدرك أن تجربة كورونا ربما تكون الأسوأ في العصر الحديث، وتروي «حجاج» كيف مرت هذه التجربة على مشروع لا يزال يخطو خطواته الأولى، وتقول «في البداية لم يكن أحد مدركا طبيعة المشهد، حالة من الارتباك والقلق، اضطرت جميع المطاعم تقريبًا لإغلاق أبوابها على إثرها، لكن الحقيقة أننا قررنا عدم الإغلاق، بينما اخترنا تغيير نموذج العمل، من خلال الاستفادة مرة أخرى من الثقافة المصرية التي تحترف نموذج خدمة التوصيل إلى المنزل، بينما المجتمع الأميركي بعيد عن ذلك، وبالفعل تحولنا من التعامل المباشر مع الزبائن إلى خدمة التوصيل التي كانت المنقذ الحقيقي، ليس لمطعمنا فحسب، لكن لهؤلاء العالقين في المنازل الذين يتوقون لطبق شهي يؤنس وحدتهم».

وتمضي: «رب ضارة نافعة، تحولت الجائحة وتجربتها القاسية إلى نقطة انطلاق جديدة وفزنا مرة أخرى بتصنيف «بوتس إل في» ضمن أفضل خمسة مطاعم داخل لاس فيغاس. كما أن النجاح في الخروج من هذا النفق المظلم جعلني وشقيقتي نثق أكثر في قدراتنا كرائدات أعمال».

ثلاث سنوات ونجاحات متتالية، لكن الشقيقتين المصريتين تريان الأبرز هي متعة الرحلة، وتصف «حجاج» تجربتهما «فكرة أن تحتفي بثقافتك وسط مجتمع يضم مئات الجنسيات، هو شعور رائع، وخليط من الامتنان والفخر بوطن يكتب تاريخ الإنسانية كل يوم، وكأن الأصل في كل الأشياء هو العودة للجذور المصرية».

تصورنا أن السؤال عن الأحلام ستكون إجابته الحتمية هي افتتاح فروع أخرى للمطعم المصري النباتي، لكن فاجأتنا الشقيقتان بطموح آخر «بنحلم أن تصبح قائمة أطباق المطبخ المصري حاضرة في جميع المطاعم العالمية، على غرار المطبخ الهندي والمكسيكي، لذلك، نتمنى أن يوفقنا الله في القريب لدخول مجال التصنيع الغذائي وتوزيع الأطباق المصرية على المطاعم الشهيرة».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

رحلة طهي نحو الشرق الأوسط

السياحة في برلين ستأخذك مجموعة من المطاعم العربية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصريتان تنقلان تجربة الكشري والفلافل إلى لاس فيغاس مصريتان تنقلان تجربة الكشري والفلافل إلى لاس فيغاس



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab