وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس بالاستعداد لإطلاق حملة مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد - 19 في الأسابيع المقبلة، في عملية وصفها بيان للديوان الملكي صدر مساء أول من أمس (الاثنين) بأنها «واسعة النطاق وغير مسبوقة»، وتهدف إلى تأمين لقاح للسكان كوسيلة ملائمة للتحصين ضد الفيروس والتحكم في انتشاره.
جاء ذلك بعدما ظهرت نتائج إيجابية لفعالية عدد من اللقاحات التي يجري تطويرها في عدد من الدول.
وأشار بيان الديوان الملكي إلى أنه حسب نتائج الدراسات السريرية المنجزة أو التي توجد قيد الإنجاز، فإن «سلامة، وفعالية ومناعة اللقاح قد جرى إثباتها»، وأن العملية من المنتظر أن تغطي المواطنين المغاربة الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة «حسب جدول لقاحي في حقنتين».
وجاء هذا القرار إثر ترأس العاهل المغربي جلسة عمل بالقصر الملكي بالرباط، خصصت «لاستراتيجية التلقيح ضد فيروس كوفيد - 19»، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ومستشار الملك فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ووزير الصحة خالد آيت الطالب، والفريق عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والفريق محمد حرمو قائد الدرك الملكي، واللواء محمد عبار، مفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية، وعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية).
وذكر البيان ذاته أنه ستعطى الأولوية في التلقيح للعاملين في مجال الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن والعاملين بقطاع التعليم، وكذا الأشخاص المسنين والفئات الهشة، وذلك قبل توسيع نطاقها على باقي السكان.
وأعطى العاهل المغربي توجيهاته للسلطات المختصة للسهر على الإعداد والسير الجيدين لهذه العملية «سواء على المستوى الصحي أو اللوجيستيكي أو التقني»، وأن يتم تأمين الولوج للقاح في إطار «اجتماعي وتضامني وتوفيره بكميات كافية».
وكان المغرب قد أبرم عدة اتفاقيات مع شركات عالمية تطور لقاحات ضد فيروس كورونا.
وحسب مصدر من وزارة الصحة المغربية، فإنه حتى الآن لم يتم منح الترخيص لأي شركة لتسويق لقاحها في المغرب، لكن ينتظر أن تكون اللقاحات جاهزة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ومن الشركات التي تعاقد معها المغرب، الشركة الصينية «سينوفارم» التي وافقت السلطات المغربية على إجراء تجارب سريرية على لقاحها في المغرب، والتي تشير المصادر إلى أن هذه التجارب أظهرت فعالية كبيرة للقاح.
يذكر أن هذا اللقاح تم تجريبه في عدد من الدول مثل البحرين والبيرو والأرجنتين فضلا عن تجربته في الصين.
وتتوقع الشركة أن تنتج 100 مليون جرعة قبل نهاية 2020، ومليار جرعة في 2021. ووقع المغرب مع «سينوفارم» اتفاقا لتزويده بـ10 ملايين جرعة، قبل نهاية 2020.
وكان المغرب أيضاً قد أبرم اتفاقاً مع شركة «أسترا زينيكا»، البريطانية للحصول على اللقاح الذي تعمل عليه جامعة أكسفورد، لتزويد المغرب بـ17 مليون جرعة.
كما دخل المغرب في اتصال مع شركة «فايزر» و«جونسون أند جونسون»، للحصول على جرعات أخرى، ما يعني أن المغرب سيتعامل مع مختلف الشركات التي ستحصل على الموافقة الإدارية للحصول على جرعات لتلبية حاجاته.
وتتوقع مصادر متعددة أن تحصل جميع هذه الشركات على التراخيص لتسويق اللقاح مع نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وستشرع في تسويقه في ديسمبر (كانون الأول).
قد يهمك أيضا:
الملك محمد السادس يؤكد أن أزمة "كوفيد-19" مستمرة وخطة إنعاش الاقتصاد أولوية
الملك محمد السادس يبعثُ برقيةً إلى الملك سلمان وأخري لوليّ عهده
أرسل تعليقك