نظرة سلبية تلك التي عبر عنها محمد أوجار، وزير العدل السابق، تجاه العرب والمسلمين، قائلا إن كلمة "عرب" لم تعد متقبلة لدى الجميع، ناهيك عن أن "الفكر العربي الجديد هو فكر جهادي متطرف".
وقال أوجار في كلمة له خلال ندوة بعنوان "نحو فكر عربي جديد"، منظمة من قبل "مؤسسة الفكر العربي"، "هناك فكر عربي جديد هو فكر جهادي متطرف نحن ندينه لكنه موجود... تحولنا كفكرة إسلامية كالعدو الأول للمنتظم الغربي والدولي، ووصل التردي إلى درجة أن العالم بات يستحضرنا من خلال داعش والقاعدة".
وأدلى أوجار بمثال لاستطلاع رأي بإسبانيا أبرز أن "العرب والإسلام هما العنصران المخيفان في الرتبة الأولى بالنسبة للمواطنين الإسبان"، مضيفا بالقول: "سؤال التحول في منطقتنا لا يملك جوابا واضحا لعدم شجاعة الفكر العربي، وبالتالي نجد أنفسنا في عالم جندنا له أعداء، وعمل تواطؤ مع الإسلام السياسي".
وأردف المتحدث قائلا: "لا بد من طرح السؤال الهوايتي؛ اذ لا يمكن أن نتصور أي أفق بدونه"، منبها إلى "وجود ضحالة فكرية".
وقال وزير العدل السابق: "نقر بأن كلمة العرب تجمع تناقضات كبيرة جدا؛ الإفريقي والأسيوي والعربي والأمازيغي المسلم وغير المسلم"، داعيا إلى ضرورة "التخلص من الحمولات القومية للمصطلح وأن يكون هناك تملك جديد له"، ضاربا المثل بـ"مصطلح المغرب العربي لم يعد مقبولا لدى فئة كبيرة في المملكة".
واعتبر أوجار أن الوضع في شمال إفريقيا مختلف عن الوضع في باقي الدول العربية، موردا: "هنا نحن أمام إسلام سني مذهب مالكي وأمام مفهوم للدولة... الإشكال الهوياتي والإسلام السياسي الذي يواجهنا استطعنا ضمه واستدراجه والتصالح معه لبناء نموذج ديمقراطي".
وأضاف: "في المغرب حزب العدالة والتنمية قاد الحكومة لولايتين، وفي تونس حزب النهضة أجرى إصلاحات جريئة، وفي الجزائر وموريتانيا هذا النموذج هو قيد التشكل".
وعلى الرغم من بناء نموذج بالمنطقة، إلا أن المتحدث يرى أن "الإسلام السياسي لم ينتج فكرا"، قائلا: "حينما كنت في الحكومة كانت تواجهنا أسئلة كبرى لا يملك الفكر المغربي في كل تجلياته أجوبة عليها".
ودعا أوجار إلى ضرورة بدء "جهاد جديد" قائلا: "في المغرب قديما كنا نملك فقط جامعتين وكانت بلادنا تحتوي زخما فكريا، اليوم ونحن أمام عدد كبير من الجامعات لكن أتأسف للوضعية التي وصلنا إليها؛ الجامعة تخلت عن كثير من أدوارها لإنتاج منتجات لا تشرف للحديث عنها".
وأضاف وزير العدل السابق أن "العالم الذي نعيش فيه اليوم ليس هو نفسه، هناك قوى جديدة تساهم في حكم هذا العالم مع دخول الفاعل غير الدولي في صياغة القرار، ووجود المتغير التكنولوجي"، مشيرا إلى "تضاؤل وتغير مفاهيم مثل تغير مفهوم الدولة والحزب".
ويرى أوجار أن قيما انتصرت في العصر الحالي واندثرت أخرى، وتحدث عن انتصار القوى المالية الكبرى ووسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار فكر ينتصر للإنسان.
قد يهمك أيضاً :
محمد عساف يتبرع بعائد حفلاته في أميركا لصالح مشاريع خيرية
أحمد بن محمد يفتتح المؤتمر العالمي لطب الأعصاب
أرسل تعليقك