المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة
آخر تحديث GMT01:55:53
 العرب اليوم -

المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة

المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة
بيروت - العرب اليوم

كسْر قاعدة «الحُكم الذكوري» السائد في لبنان قد يكون ناتجاً وفق الدراسات والإحصاءات عن امتحانات مجلس الخدمة المدنية ومجلس القضاء الأعلى وكثيرٍ من الامتحانات، التي برهنت بالأرقام أنّ النجاح الأُنثوي يفوق التقدّمَ الذكوري بدرجات... ناهيك بتجارب بعض السياسيين الذين تيقّنوا من ريادة المرأة في الأعمال الإدارية الاستشارية الإعلامية الاقتصادية وحتى الأمنية منها، فأتُّخذ القرارُ بإنصافها في «حكومة العمل».

السؤال اليوم، هل إنّ تربّع الوزيرات الأربع على عروشهنّ في زمن «العهد الجديد» يخوّلهن إمساكَ العصا الذهبية والتحكّم بمسارها وفق اقتناعهن، أم سيكتفيْن بالجلوس خلف الطاولة الحكومية المستطيلة لتجميلها فيما سيتحكّم مَن نصّبَهم على العرش بـ«الزرّ المشغّل» فتبقى تلك الوزيرات ملكات فقط في قلوب مناصري فريقهنّ السياسي؟

الاستثناء

جرت العادة في لبنان أن يُطلق اسم «الوزير الملك» على الوزير الذي يتحكّم هو «بميل الدفّة» الحكومية. فالوزيرُ الملك في حكومة الحريري ٢٠٠٩ كان عدنان السيّد حسين الذي دخل الحكومة من حصة رئيس الجمهورية، وهو «الشيعي» الذي استقال مع فريق الثامن من آذار «فطارت» أوّلُ حكومةٍ للحريري في كانون من العام ٢٠١١.

بعد حسين كان يتمّ التوافقُ بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على تسمية وزراء مشترَكين كالوزير مروان شربل، لكنّ «تصويته الملوكي» لم يُستخدم لأنّ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سبقته.المفارَقة أنّ جميع «الوزراء الملوك» المفترَضين السابقين تمّ اختيارهم من بين الشخصيات السياسية «الذكورية» ولم يبادر أيُّ فريق في الحكم إلى خيار «الوزيرة الملكة»، فهل من واحدة اليوم؟

وزيرةُ الداخلية

قد يكون مشهدُ استعراض الوزيرة ريَا الحسن لثلّة من القادة الأمنيين الكبار في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «من أجمل مشاهد العهد الجديد» على قلوب السيدات اللبنانيات خصوصاً، وعلى قلوب نساء العالم العربي عموماً، وخصوصاً أثناء تلقّيها تأهّب تحيّات الضبّاط الكبار.

كان مشهداً غيرَ مألوف عربياً، صحيح أنّ الوزير السَلَف لم يمضغه، لكنّ الأصح أنّ غالبية الحكام العرب ومِن بينهم اللبنانيّون لم يستسيغوا طعمَ مشهد «المرأة العربية الحديدية» ولم يُهضَم حتى الساعة، ولو أنّ الجميعَ ادعى العكس.

يقال عن مستشارة وزير الاقتصاد الراحل الشهيد باسيل فليحان إنّ منصبَها الاستشاري سرّع تبوُّؤَها سدة المسؤوليات الاقتصادية الدقيقة في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة حيث عملت على تطوير برنامج الحكومة الاقتصادي في مؤتمرَي باريس الثاني والثالث.

ولكنّ المعلوم والمؤكّد أيضاً أنّ تصويت الحسن في الحكومة لن يكون سوى لمصلحة سعد الحريري مهما اختلفا في وجهات النظر ولن تضيع البوصلة، فابنة طرابلس ليست في حاجة إلى «توقيعِ استقالة مسبَقة» لنجلِ رفيق الحريري وتصويتُها سيكون «أزرقَ» في «حكومة العمل».

مي شدياق

يقول «قواتيون» إنه لو تسنّى لرئيس حزب «القوات اللبنانية» أن يكون رئيساً للبلاد لعيّن المرأة «رئيسة للحكومة اللبنانية» ولا يراهن أحد على عكس ذلك، مستشهدين بمبادرته النوعية في تعيين «أمينة عامة» لـ«الحزب المسيحي الأقوى»، وفق تعبيرهم.

اقرأ أيضاً : الرئيس اللبناني يرجيء زيارته للكويت عقب استقالة حكومة الحريري

ولم يكن تعيينُ الوزيرة مي شدياق من حصة «القوات» سوى «عربون وفاء» قدّمه «الحكيم» لـ«شهادتها الحيّة». فيما قدّمت شدياق «نموذجاً خالصاً عن ثقافة المرأة اللبنانية وتميّزِها وعن صلابة المناضلة التي تغلّبت على الألم الجسدي والروحي بعد محاولة اغتيالها».

الملكة على قلوب اللبنانيين، أقلّه على الوطنيين منهم»، يؤكّد القريبون منها، أنها «توقّع على بياض أيَّ ورقة يطلبها «الحكيم» وليس لأنها تنتمي إلى فصيلة «الغنم» بل بكل بساطة لأنها واثقةٌ من حرص رئيس الحزب الذي انتسبت إليه، على إيمانه بلبنان أوّلاً، وبالتالي لن توقّع الوزيرة شدياق سوى لفريق «القوات» في كل قرارات الحكومة الجديدة».

ندى البستاني

يعلم القريبون من الوزير جبران باسيل «إدراكه أهمّية دور المرأة، وخصوصاً اللبنانية وهو الوزير المبادِر الذي حرص على تعيين نخبةٍ نوعيّة من السيدات الرائدات في مجالات مختلفة إدارية وإعلامية واقتصادية واستشارية من ضمن فريقه السياسي، وجميعهن أثبتن جدارةً في مواقعهن».

فيما يقول البعض «إنّ أحد أسرار نجاح «وزير الطاقات» جبران باسيل استعانته بتخطيط مستشاراته؛ وليست «خَلَفُهُ» وزيرةُ الطاقة الحالية ندى البستاني، لا الأولى ولا الأخيرة التي تتلمذت على يد الوزير النشيط، فأصبحت «أشطر» من معلّمها وهي التي تُعرَف ببراعتها في إدارة الملفات والمناقصات وفضّها».

الوزيرةُ «الأصغر» في الحكومة التي وعدت بتأمين الكهرباء 24/24 ساعة وإيصال المياه إلى كل مواطن على أرض لبنان، وعدت أيضاً رئيس «التيار» الذي نصّبها بعدم تضييع البوصلة، وهي أيضاً رغم أنها لم تكن في حاجة إلى التوقيع، قد وقّعت الاستقالة المسبَقة في حال تقاعسها عن العمل، وبالتالي الالتزام بالتصويت لمصلحة فريقها في «حكومة العمل».

الوزيرة الملكة مَن تكون؟

تبقى السيدة فيوليت الصفدي وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، الإعلامية المتمكّنة الآتية من المجال الاقتصادي «الوزيرة الملكة» وفق معناها «السياسي الحكومي» أيضاً والتي لا يستطيع أيُّ فريق حتى اللحظة القول إنها من حصته، وهي بالإضافة إلى كونها مرشّحةً عن الطائفة الأورثوذكسية، وفق ما صرّحت به بالفم الملآن بعدما أحدث توزيرُها جدلاً واسعاً في هذا المضمار في اعتبار أنها زوجة الرجل السياسي السنّي محمد الصفدي، لا يمكن التغاضي عن أنها منضويةٌ في كتلة الرئيس سعد الحريري الذي سمّاها من ضمن كتلته الوزارية.

علماً أنّ الصفدي لا تنتمي إلى صفوف تيار «المستقبل» كما أنها ليست عضواً في أيِّ فريق سياسي داخل الحكومة، وهي سيدة غير مسيّسة ونجحت في المجالات الثقافية الاقتصادية والإنمائية في طرابلس، وتحديداً في «مؤسسة الصفدي» التي شهدت منذ وضع بصمات خيرالله عليها تطوّراً ملحوظاً، بالإشارة إلى أنّ الوزير الصفدي الداعم الأكبر لوصول زوجته إلى الحكومة الذي وقف إلى جانب الرئيس سعد الحريري في معركته الانتخابية الأخيرة، يُعتَبَر حليفاً لرئيس الجمهورية وللحريري في الوقت نفسه. ووفقاً لما تقدّم لن يكون توقيعُ الوزيرة فيوليت خيرالله الصفدي بالأمر المحسوم لأيِّ فريقٍ افترض أنها «محسومة» من حصته..

عين باسيل على ...

باسيل وفي أحد خطاباته الأخيرة كشف أنّ عينه على وزيرَين أحدهما من حصة «المستقبل» وآخر من حصة «القوات»، يظنّ البعض أنّ وزير «القوات» كميل أبو سليمان هو مَن يصوِّب باسيل عليه. كذلك فإنّ العين الباسيلية هي على «توقيع» الوزيرة الصفدي التي وإن لم تكن ضمن كتلة «لبنان القوي» فإنه يعمل عليه في «حكومة العمل».

فيما تقول الصفدي لـ«الجمهورية» إنها «وزيرة مستقلّة»، وتوضح أنها سُمِّيت في الحكومة الجديدة نتيجة توافق الرئيسين عون والحريري على اسمها وبالتالي فإنّ تصويتها في الحكومة على مجمل الملفات أو القرارات المستقبلية، سيكون «وفقَ اقتناعها الشخصي فقط». وبالتالي يبدو أن عين «الوزيرة الملكة» ثاقبة واختارت الاستقلالية في حكومة «العشرات المفترضة».

قد يهمك أيضاً :

التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية يتبدّد في ظل الخلافات حول الحقائب

الحريري يكشف عقبات تأليف الحكومة ويرفض التشكيك بعلاقته مع الرئيس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة



GMT 00:01 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 00:01 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ابنة لجين عمران محط اهتمام الجمهور رغم إخفاء ملامحها

GMT 18:04 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تركي ال شيخ يعبر عن إعجابه بغناء محمد ثروت

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab