المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة

المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة
بيروت - العرب اليوم

كسْر قاعدة «الحُكم الذكوري» السائد في لبنان قد يكون ناتجاً وفق الدراسات والإحصاءات عن امتحانات مجلس الخدمة المدنية ومجلس القضاء الأعلى وكثيرٍ من الامتحانات، التي برهنت بالأرقام أنّ النجاح الأُنثوي يفوق التقدّمَ الذكوري بدرجات... ناهيك بتجارب بعض السياسيين الذين تيقّنوا من ريادة المرأة في الأعمال الإدارية الاستشارية الإعلامية الاقتصادية وحتى الأمنية منها، فأتُّخذ القرارُ بإنصافها في «حكومة العمل».

السؤال اليوم، هل إنّ تربّع الوزيرات الأربع على عروشهنّ في زمن «العهد الجديد» يخوّلهن إمساكَ العصا الذهبية والتحكّم بمسارها وفق اقتناعهن، أم سيكتفيْن بالجلوس خلف الطاولة الحكومية المستطيلة لتجميلها فيما سيتحكّم مَن نصّبَهم على العرش بـ«الزرّ المشغّل» فتبقى تلك الوزيرات ملكات فقط في قلوب مناصري فريقهنّ السياسي؟

الاستثناء

جرت العادة في لبنان أن يُطلق اسم «الوزير الملك» على الوزير الذي يتحكّم هو «بميل الدفّة» الحكومية. فالوزيرُ الملك في حكومة الحريري ٢٠٠٩ كان عدنان السيّد حسين الذي دخل الحكومة من حصة رئيس الجمهورية، وهو «الشيعي» الذي استقال مع فريق الثامن من آذار «فطارت» أوّلُ حكومةٍ للحريري في كانون من العام ٢٠١١.

بعد حسين كان يتمّ التوافقُ بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على تسمية وزراء مشترَكين كالوزير مروان شربل، لكنّ «تصويته الملوكي» لم يُستخدم لأنّ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سبقته.المفارَقة أنّ جميع «الوزراء الملوك» المفترَضين السابقين تمّ اختيارهم من بين الشخصيات السياسية «الذكورية» ولم يبادر أيُّ فريق في الحكم إلى خيار «الوزيرة الملكة»، فهل من واحدة اليوم؟

وزيرةُ الداخلية

قد يكون مشهدُ استعراض الوزيرة ريَا الحسن لثلّة من القادة الأمنيين الكبار في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «من أجمل مشاهد العهد الجديد» على قلوب السيدات اللبنانيات خصوصاً، وعلى قلوب نساء العالم العربي عموماً، وخصوصاً أثناء تلقّيها تأهّب تحيّات الضبّاط الكبار.

كان مشهداً غيرَ مألوف عربياً، صحيح أنّ الوزير السَلَف لم يمضغه، لكنّ الأصح أنّ غالبية الحكام العرب ومِن بينهم اللبنانيّون لم يستسيغوا طعمَ مشهد «المرأة العربية الحديدية» ولم يُهضَم حتى الساعة، ولو أنّ الجميعَ ادعى العكس.

يقال عن مستشارة وزير الاقتصاد الراحل الشهيد باسيل فليحان إنّ منصبَها الاستشاري سرّع تبوُّؤَها سدة المسؤوليات الاقتصادية الدقيقة في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة حيث عملت على تطوير برنامج الحكومة الاقتصادي في مؤتمرَي باريس الثاني والثالث.

ولكنّ المعلوم والمؤكّد أيضاً أنّ تصويت الحسن في الحكومة لن يكون سوى لمصلحة سعد الحريري مهما اختلفا في وجهات النظر ولن تضيع البوصلة، فابنة طرابلس ليست في حاجة إلى «توقيعِ استقالة مسبَقة» لنجلِ رفيق الحريري وتصويتُها سيكون «أزرقَ» في «حكومة العمل».

مي شدياق

يقول «قواتيون» إنه لو تسنّى لرئيس حزب «القوات اللبنانية» أن يكون رئيساً للبلاد لعيّن المرأة «رئيسة للحكومة اللبنانية» ولا يراهن أحد على عكس ذلك، مستشهدين بمبادرته النوعية في تعيين «أمينة عامة» لـ«الحزب المسيحي الأقوى»، وفق تعبيرهم.

اقرأ أيضاً : الرئيس اللبناني يرجيء زيارته للكويت عقب استقالة حكومة الحريري

ولم يكن تعيينُ الوزيرة مي شدياق من حصة «القوات» سوى «عربون وفاء» قدّمه «الحكيم» لـ«شهادتها الحيّة». فيما قدّمت شدياق «نموذجاً خالصاً عن ثقافة المرأة اللبنانية وتميّزِها وعن صلابة المناضلة التي تغلّبت على الألم الجسدي والروحي بعد محاولة اغتيالها».

الملكة على قلوب اللبنانيين، أقلّه على الوطنيين منهم»، يؤكّد القريبون منها، أنها «توقّع على بياض أيَّ ورقة يطلبها «الحكيم» وليس لأنها تنتمي إلى فصيلة «الغنم» بل بكل بساطة لأنها واثقةٌ من حرص رئيس الحزب الذي انتسبت إليه، على إيمانه بلبنان أوّلاً، وبالتالي لن توقّع الوزيرة شدياق سوى لفريق «القوات» في كل قرارات الحكومة الجديدة».

ندى البستاني

يعلم القريبون من الوزير جبران باسيل «إدراكه أهمّية دور المرأة، وخصوصاً اللبنانية وهو الوزير المبادِر الذي حرص على تعيين نخبةٍ نوعيّة من السيدات الرائدات في مجالات مختلفة إدارية وإعلامية واقتصادية واستشارية من ضمن فريقه السياسي، وجميعهن أثبتن جدارةً في مواقعهن».

فيما يقول البعض «إنّ أحد أسرار نجاح «وزير الطاقات» جبران باسيل استعانته بتخطيط مستشاراته؛ وليست «خَلَفُهُ» وزيرةُ الطاقة الحالية ندى البستاني، لا الأولى ولا الأخيرة التي تتلمذت على يد الوزير النشيط، فأصبحت «أشطر» من معلّمها وهي التي تُعرَف ببراعتها في إدارة الملفات والمناقصات وفضّها».

الوزيرةُ «الأصغر» في الحكومة التي وعدت بتأمين الكهرباء 24/24 ساعة وإيصال المياه إلى كل مواطن على أرض لبنان، وعدت أيضاً رئيس «التيار» الذي نصّبها بعدم تضييع البوصلة، وهي أيضاً رغم أنها لم تكن في حاجة إلى التوقيع، قد وقّعت الاستقالة المسبَقة في حال تقاعسها عن العمل، وبالتالي الالتزام بالتصويت لمصلحة فريقها في «حكومة العمل».

الوزيرة الملكة مَن تكون؟

تبقى السيدة فيوليت الصفدي وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، الإعلامية المتمكّنة الآتية من المجال الاقتصادي «الوزيرة الملكة» وفق معناها «السياسي الحكومي» أيضاً والتي لا يستطيع أيُّ فريق حتى اللحظة القول إنها من حصته، وهي بالإضافة إلى كونها مرشّحةً عن الطائفة الأورثوذكسية، وفق ما صرّحت به بالفم الملآن بعدما أحدث توزيرُها جدلاً واسعاً في هذا المضمار في اعتبار أنها زوجة الرجل السياسي السنّي محمد الصفدي، لا يمكن التغاضي عن أنها منضويةٌ في كتلة الرئيس سعد الحريري الذي سمّاها من ضمن كتلته الوزارية.

علماً أنّ الصفدي لا تنتمي إلى صفوف تيار «المستقبل» كما أنها ليست عضواً في أيِّ فريق سياسي داخل الحكومة، وهي سيدة غير مسيّسة ونجحت في المجالات الثقافية الاقتصادية والإنمائية في طرابلس، وتحديداً في «مؤسسة الصفدي» التي شهدت منذ وضع بصمات خيرالله عليها تطوّراً ملحوظاً، بالإشارة إلى أنّ الوزير الصفدي الداعم الأكبر لوصول زوجته إلى الحكومة الذي وقف إلى جانب الرئيس سعد الحريري في معركته الانتخابية الأخيرة، يُعتَبَر حليفاً لرئيس الجمهورية وللحريري في الوقت نفسه. ووفقاً لما تقدّم لن يكون توقيعُ الوزيرة فيوليت خيرالله الصفدي بالأمر المحسوم لأيِّ فريقٍ افترض أنها «محسومة» من حصته..

عين باسيل على ...

باسيل وفي أحد خطاباته الأخيرة كشف أنّ عينه على وزيرَين أحدهما من حصة «المستقبل» وآخر من حصة «القوات»، يظنّ البعض أنّ وزير «القوات» كميل أبو سليمان هو مَن يصوِّب باسيل عليه. كذلك فإنّ العين الباسيلية هي على «توقيع» الوزيرة الصفدي التي وإن لم تكن ضمن كتلة «لبنان القوي» فإنه يعمل عليه في «حكومة العمل».

فيما تقول الصفدي لـ«الجمهورية» إنها «وزيرة مستقلّة»، وتوضح أنها سُمِّيت في الحكومة الجديدة نتيجة توافق الرئيسين عون والحريري على اسمها وبالتالي فإنّ تصويتها في الحكومة على مجمل الملفات أو القرارات المستقبلية، سيكون «وفقَ اقتناعها الشخصي فقط». وبالتالي يبدو أن عين «الوزيرة الملكة» ثاقبة واختارت الاستقلالية في حكومة «العشرات المفترضة».

قد يهمك أيضاً :

التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية يتبدّد في ظل الخلافات حول الحقائب

الحريري يكشف عقبات تأليف الحكومة ويرفض التشكيك بعلاقته مع الرئيس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة المرأة تقتحم حكومة سعد الحريري الجديدة بكل قوة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab