نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط
آخر تحديث GMT20:51:45
 العرب اليوم -

نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط

الرئيس نبيه بري
بيروت - العرب اليوم

دخل الرئيس نبيه بري على خطّ المصالحة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، بعد التصعيد غير المسبوق بين الرجلين منذ العام 2005، لاسيّما بعدما بدأ جنبلاط حملة واسعة على الحريري منتقداً طريقته في إدارة تشكيل الحكومة واعتباره في أكثر من موقف وتغريدة معتبراً أن الوزير جبران باسيل هو من يُشكّل الحكومة عملياً، وبأن هناك تجاوزاً لاتفاق الطائف الذي أرسى نمطاً من العلاقات والممارسات السياسية والرسمية لطالما كان جنبلاط أحد أعمدته الأساسيين مع الرئيس بري والرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري، بالتوافق والتناغم مع رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهرواي، وطبعاً بالرعاية السورية وقتها.

ولأن الرئيس بري يفهم دقّة التوازنات السياسية وحساباتها المناطقية والطائفية وحتى المصلحية المالية والخدماتية، دخل "بالصلحة" بين الحريري وجنبلاط، فهو طالما قال أمام زوّاره حتى في عزّ الخلاف والأزمات مع جنبلاط: "انا ووليد دافنينو سوا". ويعي الرئيس بري أن طبيعة النظام القائم على أساس تطبيق - مشكو منه - لاتفاق الطائف لا يسمح بأي جنوح من شريك حالي وجديد في السلطة مثل الوزير باسيل، يحاول فرض توازنات وأعراف وتقاليد سياسية واجرائية جديدة لم يألفها أركان اتفاق الطائف وسلطته التي حكمت باسمه من العام 1991 على الرغم من علاّتها.

قد يعتقد البعض أن جنبلاط يُطلق النار على أمر ما بينما هو عينه على أمر آخر أو لديه مطلب آخر. هكذا إعتاد عليه سياسيو لبنان، لكنه هذه المرة كان أعنف موقفاً وأشد صراحة حتى تُجاه من كان حليفاً له، ولعلّ مأخذه في ما آلت إليه الأمور يقع على الرئيس الحريري شخصياً أكثر ممّا يقع على الوزير باسيل، لأن الرجلين تصرّفا وكأن جنبلاط غير موجود في الحياة السياسية، برغم من أن نتائج الانتخابات النيابية وتحالفاتها المستجدة أنتجت توازنات جديدة في الحياة السياسية يجب أن يعترف بها جنبلاط، ومنها أن تحالف "التيار الوطني الحر" مع الرئيس الحريري ومع النائب طلال إرسلان، وبالشراكة غير المباشرة مع الرئيس بري و"حزب الله" خلق جواً سياسياً جديداً لم يكن يتوقّع جنبلاط أن ينعكس عليه نوعاً من التهميش فإذ به يرفع الصوت محذّراً، لكن جنبلاط لا زال يمتلك الأغلبية الدرزية، على الرغم مما حصل عليه خصومه داخل الطائفة وخارجها.

وعلى الرغم من جو التهدئة الذي أتاحته مبادرة الرئيس بري لمصالحة الحريري وجنبلاط، فإن عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن أفصح عن توجّه الجنبلاطيين في المرحلة المقبلة بقوله "لن نساير أحداً بعد اليوم لا في مجلس الوزراء ولا في المجلس النيابي، بل سنتحدث باسم الناس وندافع عن حقوق اللبنانيين، فلسنا موافقين على الأسلوب المعتمد في إدارة شؤون الدولة وسنتصدّى له بهدوء ونقاش وصلابة".

هذا في الشقّ الإجرائي - الإداري المتعلّق بممارسة السلطة التنفيذية والتشريعية، أما في الشقّ السياسي، فإن الجنبلاطيين يتحدّثون عن رفض "الأحادية والثنائية والثلاثية، وأن البلد لا يحتمل تجاوز التوازن الدقيق الذي أرساه الطائف"، وبهذا المعنى يعتقد خصوم جنبلاط أنه يريد أن يحجز له مكاناً واسعاً ورحباً في تركيبة الحكم الجديدة كما كان دوره دوماً محفوظاً. يعني أنه قرّر كما قال أبو الحسن "أن نكون في مواجهة أي محاولة للمسّ بالتوازن السياسي وبالمال العام".

لكن مصادر خصوم جنبلاط السياسيين يقولون إن الانتخابات النيابية أفرزت تحالفات وتوازنات جديدة، عدا عن وجود رغبة لدى أطراف كبيرة وازنة منها "التيار الحر" و"حزب الله" وحلفائهما الكثر بتغيير قواعد اللعبة الداخلية، وفرض معايير جديدة في آلة الحكم أساسها الإصلاح الحقيقي، الذي لم يتحقّق بسبب التركيبة السابقة لنظام الحكم، والتي كان جنبلاط شريكاً أساسياً فيها. وترى المصادر "أنه لهذا السبب بدا وزراء الحزب التقدمي متوتّرين مؤخراً في كل طروحاتهم حتى في مناقشات لجنة البيان الوزاري"، بينما يقول وزراء وأركان "التقدمي" أنهم لم يلمسوا من "تيار الإصلاح" إلا الصفقات والسمسرات وحشو وزارات الدولة بالتعيينات وتكريس الطائفية والمذهبية في الطرح السياسي.

يبقى السؤال كيف سيُخرج رئيس الحكومة حكومته من هذا الاشتباك السياسي الخطير ومع حليف سابق قوي له؟ الجواب بانتظار نتائج مبادرة الرئيس بري.

قد يهمك أيضاً :

التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية يتبدّد في ظل الخلافات حول الحقائب

الحريري يكشف عقبات تأليف الحكومة ويرفض التشكيك بعلاقته مع الرئيس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط نبيه بري يدخل على خطّ المصالحة بين الحريري وجنبلاط



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab