مهندسة فلسطينية شابة تغيّر حياة سكان غزة إلى الأفضـل
آخر تحديث GMT03:28:10
 العرب اليوم -

مهندسة فلسطينية شابة تغيّر حياة سكان غزة إلى الأفضـل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مهندسة فلسطينية شابة تغيّر حياة سكان غزة إلى الأفضـل

المواطنة الغزية «سمر»
غزة ـ العرب اليوم

تجاهد المواطنة الغزية «سمر» كي يظل طفلها على قيد الحياة، فالطفل مصاب بمرض رئوي، يجعله دائم الاعتماد على جهاز التنفس الذي يعمل على الطاقة الكهربائية، إلا أن الطاقة الكهربائية نفسها تكاد تكون معدومة في قطاع غزة المحاصر، حيث تأتي لساعات قليلة لتنقطع طوال اليوم، ولهذا السبب تظل «سمر» في قلق مستمر، وتنقل ابنها إلى المستشفى من وقت إلى آخر كي لا يموت اختناقاً.

قصة «سمر» هي أكثر من كونها قصة إنسانية فريدة من نوعها، فهي مثال واحد لما يعانيه مليونا شخص يسكنون هذا الجيب المحاصر، الذي لا تتوافر فيه الطاقة الكهربائية إلا ثلاث ساعات فقط في اليوم، منذ أن فرضت إسرائيل حصاراً عليه عام 2016. وتعتمد المستشفيات نفسها وبعض المباني الأخرى على المولدات الكهربائية لضمان استمرار التيار الكهربائي خلال ساعات الانقطاع، إلا أن ذلك مكلف للغاية، ويعتبر إلى وقت قريب ترفاً لا تستطيع «سمر» الحصول عليه.

في هذه الأثناء، دخلت على الخط سيدة الأعمال الفلسطينية المهندسة، مجد المشهراوي، المدير التنفيذي لإحدى الشركات التي تعمل على توفير حل جذري لأزمة الطاقة الكهربائية في غزة. تقول المشهراوي «أردت أن أعالج مشكلتين مستعصيتين على مجتمع غزة، هما الكهرباء ومواد البناء». واستطاعت المشهراوي أن تصمم ما يعرف بـ«صن بوكس» أو صندوق الشمس، وهو عبارة عن جهاز يستمد الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء من أجل مواجهة الحصار، ويرتبط ذلك الصندوق بألواح يمكن للسكان تثبيتها على السطح، لتوليد 1000 كيلوواط من الكهرباء المستمدة من الطاقة الشمسية، ويحتاج هذا الجهاز فقط إلى ثلاث ساعات لإعادة شحنه بكامل طاقته. وتضحك قائلة إن الشمس لن تنقطع أبداً عن غزة.

أكثر من مجرد صندوق

وتقول «سمر» إن «صندوق الشمس هو أكثر من مجرد جهاز شمسي يوفر الضوء لأطفالي من أجل الدراسة وتشغيل التلفزيون، فهو قد غيّر حياتي حقاً إلى الأحسن من خلال توفيره الكهرباء لتشغيل الجهاز الطبي لطفلي المريض». وتضيف «الآن لا داعي للقلق كل يوم، والهواجس التي تنتابني ما إذا كان باستطاعتي الذهاب إلى المستشفى أم لا، لم أعد مضطرة إلى الركض كي أصل في الوقت المحدد لتزويده بالأكسجين قبل حدوث شيء ما».

«صندوق الشمس»، الذي يتم استيراده من الصين، يغذي المولدات بالطاقة، إلا أنه لايزال عالي الكلفة بالنسبة لسكان القطاع، حيث يبلغ سعره 450 دولاراً، لهذا فهو غير متيسر لجميع السكان، إذ إن نسبة البطالة في القطاع، وفقاً للبنك الدولي، هي الأعلى عالمياً، وتبلغ نسبة العاطلين عن العمل 47% من جملة السكان. تقول مجد إن أول وحدة أنشأتها كانت في مخيم لاجئين. وتضيف «في اليوم التالي عدت إلى المخيم لأجد جميع السكان يشاهدون كرة القدم مستخدمين الطاقة المولدة من تلك الوحدة. ألهمها هذا الإنجاز فكرة أخرى، تتمثل في مشاركة كل أسرتين وحدة توليد واحدة، لتقليل الكلفة».

بدأت الشركة عملها من خلال توفير الطاقة لـ15 عائلة، ليرتفع هذا العدد بسرعة، وتقول إنه في الربع الأول من عام 2019، أصبح أكثر من 100 شخص يستخدمون مصدر طاقة نظيفاً. وتقول إحدى العميلات، واسمها منى، إن هذه الطاقة مكنتها من مواصلة عملها كحائكة ملابس في منزلها. وتوضح أن أعمالها التجارية الصغيرة كانت قد تأثرت بشدة بسبب أزمة الكهرباء، وأنها كثيراً ما كانت تظل مستيقظة طوال الليل في انتظار عودة الكهرباء. وتقول «لا داعي للقلق الآن، لأنني استيقظ متى ما أردت، وأنام متى ما شئت»، وتتابع «لم أتخيل أبداً أنني أستطيع امتلاك مصدر الطاقة الخاص بي، وأشعر بالاستقلال».

قد يهمك ايضا

الكويت ترشح وزير ماليتها الحجرف أمينًا لمجلس التعاون الخليجي

حاكم عجمان يفتتح مسجداً في منطقة النعيمية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهندسة فلسطينية شابة تغيّر حياة سكان غزة إلى الأفضـل مهندسة فلسطينية شابة تغيّر حياة سكان غزة إلى الأفضـل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab