دعا مصطفى بنحمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، المسلمين إلى الترفّع عن الفوضى التي يسعى البعض إلى نشرها عبر الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل، في المقابل، على إبراز الدين الإسلامي على حقيقته.
وقال بنحمزة في كلمة وجهها إلى المسلمين المقيمين في بلاد الغرب، بثها عبر قناته على موقع "يوتيوب"، على خلفية الإساءة التي تعرض لها الرسول من قِبل أوساط في فرنسا، إن هذه الإساءة يجب أن تكون فرصة ليلتصق الناس برسولهم، ويَعرفوه عن كثب، "ويُعرّفوا الناس بهذا النبي الذي جهله من جهله".
ودعا عضو المجلس العلمي الأعلى المسلمين إلى التحلي بالحكمة في الرد على الإساءة التي لحقت برسولهم، قائلا: "مَن يرشقك بحجر من الحكمة أن تُحيل ذلك الحجر إلى لبنة تبني بها بيتا، فالله له طرائقُ في تعريف الناس بالإسلام، وقد يكون منها أنه سبحانه وتعالى سخّر غير المسلمين للتعريف بالإسلام".
وتوقف بنحمزة عند ردود الفعل الصادرة عن شخصيات غير مسلمة تستنكر فيها الإساءة إلى الرسول، مشددا على أن من الواجب على المسلمين أن يعرفوا قدْرا من خُلق رسولهم، عن حِلمه وإيمانه وكرمه... وغيرها من مميزاته، وألا يكتفوا فقط بالعموميات.
وأكد العالم المغربي أن من أهم الصفات التي وصف بها الله رسوله في القرآن الكريم صفة الرحمة، ذلك أنه بُعث رحمة للعالمين، وهو الرحمة المُهداة، مبرزا أن الدين الإسلامي هو دين تيسير وليس دينَ تعسير، وفيه متّسع ورُخص، وليسَ فيه عنت، وزاد موضحا: "ما خُير الرسول بين أمرين إلا اختار أيسرهما".
وتوقف بنحمزة عند معاملة الرسول للغير، قائلا إنه "عامل حتى خصومه برحمة، ولم يكن سفاكا للدماء أو مقتصا من الناس، بل كان رحيما ودودا حتى مع الذين أساؤوا إليه بالقول أو بنوع من السلوك".
ووجّه عضو المجلس العلمي الأعلى رسالة إلى المسلمين المقيمين في بلاد الغرب، ناصحا إياهم بألا يكون تعاملهم مع الأغيار "رهين الأهواء والآراء التي لا يقول بها العلم الشرعي"، وزاد موضحا بالقول: "بعض الناس يتصورون أن العلاقة الوحيدة الممكنة هي علاقة القتال والصراع. أبدا، هذا ليس تصرفَ الرسولِ مع الأغيار".
وأردف أن الرسول كان يتصرف مع مخالفيه بطرائق عديدة، "فقد كان يصبر عليهم، وكان يتحالف معهم، ويقول أيّما حِلْف كان في الجاهلية إلا ويزيده الإسلام شدة"، مضيفا: "في عصرنا الحالي إذا أقيم حلف لمناصرة قضايا الضعفاء والفقراء أو حماية البيئة والمجال، وغيرها من الأحلاف، فنحن جزء منها ولا يمكن أن ننفصل عنها".
ونبّه بنحمزة إلى وجوب احترام المسلمين للمعاهدات مع الأغيار، باختلاف أصنافهم، داخل أوطانهم أو في بلاد المسلمين، قائلا: "علينا أن نحترم ما اتفقنا عليه ولا يجوز أن نمسّ به مطلقا، فمَن يهجم على سائح فإنه يخرج عن هدي الإسلام".
وفيما يمور العالم الإسلامي بغضب إزاء التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإعادة نشر صور مسيئة إلى الرسول، قال بنحمزة: "العالم ليس كله في وضعية حرب وأننا يجب أن نقاتل. العالَم موضوع دعوة، أي إنه يجب أن ندعو، ولكن بالطريقة الصحيحة المؤدية إلى الغاية المنشودة".
وأكد رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة أن الدعوة يجب أن تكون بالتالي هي أحسن، "فلا يمكن مطلقا أن تدعو الإنسان وأنت تُكْرهه وتُرغمه أو تضايقه وتخيفه، لأنه لن يستجيب".
وفي رد غير مباشر على الإساءة إلى الرسول في فرنسا، قال بنحمزة: "حرية التعبير شيء والسباب شيء آخر. فهل يجوز أن تسبّ شيئا آخر بداعي حرية التعبير"، داعيا المسلمين إلى الترفّع وإظهار الإسلام على حقيقته، مبرزا أن مفكرين وعلماء غير مسلمين "قالوا إن الناس لم يعهدوا في تاريخ البشرية أمّة متحضرة تُحسن التعامل مع الأغيار أكثر من المسلمين".
قد يههمك ايضا
علي جمعة يطالب المسلمين بالإكثار من الصلاة والسلام على النبي محمد
عمل احترافي لأهالي قرية محاصرة بحريق قرب محمية النبي متى في سوريا
أرسل تعليقك