نجيب ميقاتي ينجح في الإبقاء على ورقته الوزارية
آخر تحديث GMT11:51:09
 العرب اليوم -

نجيب ميقاتي ينجح في الإبقاء على ورقته الوزارية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نجيب ميقاتي ينجح في الإبقاء على ورقته الوزارية

رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي
بيروت - العرب اليوم

نجح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في الإبقاء على ورقته الوزارية مستورة إلى حين أعلنها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في خطابه «التحذيري» في 27 أيلول الماضي، كاشفاً بالفم الملآن أنّه يترك لـ«خصمه» الطرابلسي مقعداً وزارياً، سرعان ما تبيّن أنّه من نصيب عادل أفيوني.

لا يقلّ وقع الاسم، الآتي من دنيا المال والأعمال والمليارات، تأثيراً، عن وقع غياب خلدون الشريف عن الواجهة الوزارية الصيدلي الطرابلسي المدافع الشرس عن «الميقاتية السياسية»، أثار غيابه عن التشكيلة الحكومية سيلاً من التساؤلات، حول الأسباب التي قد تدفع ميقاتي إلى استبدال سياسي مخضرم، صار له من الخبرة في هذا المجال أكثر من عشرين عاماً، بوزير من التكنوقراط، لا يزال «متدرباً» في مدرسة السياسة اللبنانية، خصوصاً وأنّ ميقاتي يخوض معركة تثبيت الذات كشريك في الحكم، كقوة سياسية يعتد بها!

لا شك في أنّ بين «البروفيليين» فارق شاسع الشريف جسر تواصل بين أبناء طرابلس القديمة والحديثة، تسنده شبكة علاقات سياسية متنوعة. ويشهد له تاريخه أنّه صنيعة يديه، ولم يكن يوماً اسماً مُدرجاً على لوائح توظيفات المرجعيات الكبيرة. رأسماله خياره السياسي، وشفافيته. في إمكانه الوقوف إلى طاولة مجلس الوزراء ليعبّر خير تعبير عن رأي فريقه السياسي، دفاعاً أو هجوماً.

أما وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات، فمن طينة مختلفة سيرته الذاتية تطوف بالألقاب والخبرات المتخصصة في عالم النقد والمال، التي تجعل منه وزيراً «يبيّض وجه» أي فريق سياسي. لكن ميقاتي اختصر كل حضوره بوزير دولة من قماشة الاختصاصيين، فيما المفترض أنّه على مستوى قطب طرابلسي يسعى إلى تعزيز حضوره من خلال فرصة مشاركته القرار الوزاري.

تعود قصة المفاضلة بينهما إلى زمن التشاور بين الحريري وميقاتي حول الاسم الذي سيمثل الثاني في مجلس الوزراء. وللأمانة، كما تفيد المعلومات، طرح القطب الطرابلسي بداية اسم الشريف ليكون إلى طاولة الحريري، لكن الأخير رفع «البطاقة الحمراء» بحجة أنّ الشريف هو «رأس حربة» مواجهته في الفترة السابقة، ولن «يستسيغ» حضوره في جلسات الحكومة، والأخيرة لن تكون نزهات مسلية.

سرعان ما سحب ميقاتي اسم أفيوني من جيبه، ليلتقطه الحريري بسرعة البرق ويضمّه إلى تشكيلته. كيف لا، وهو يعتبر أنّ له في افيوني كما لميقاتي فيه. سبق وخَبره في كثير من المؤتمرات والندوات المالية، في بيروت ولندن وغيرهما من العواصم المالية، ويمكن بالتالي «احتضانه» على طاولة مجلس الوزراء.

ولعلّ لون الوزير غير الفاقع هو الذي يدفع ميقاتي إلى المسارعة في تطويقه بشكل إيجابي، من خلال استضافته في أحد مكاتبه في بيروت، ليكون تحت ناظريه، خصوصاً وأنّ «غريمه» البيروتي لن يألو جهداً لتقليص المسافات بين «بيت الوسط» ووزير الدولة الشاب و"القبض" على صوته في مجلس الوزراء.

عملياً، معذور ميقاتي، في الرضوخ لمشيئة «سيّد التأليف»، على رغم من خوضه معركة شرسة في مواجهته انتخابياً. غير أنّه خشي بعد الاستحقاق النيابي أن يكون «اتفاق الطائف» مُستهدفاً وتالياً موقع رئاسة الحكومة، فتجاوز كل الخصومة وقرّر التصدّي للهجومات والدفاع عن مقام رئاسة مجلس الوزراء. ولذا اختار مسار التقارب مع الحريري والوقوف تالياً على خطّ وسطي معه في اختيار الوزير.

لكن سياق التأليف يُثبت بما لا يقبل الشك، أنّ القطب الطرابلسي هو الوحيد بين القوى السياسية الذي لم يستخدم لغة «الفرض» على رئيس الحكومة في اختيار الأسماء، وإنما استظل منطق الدستور والصلاحيات المعطاة لرئيس الحكومة في هذا الشأن.

بهذا المعنى، يُفهم أنّ ميقاتي لم يقاتل في سبيل توزير خلدون الشريف، وبدا مستسلماً لرغبة رئيس الحكومة. كما أنّ الصيدلي الطرابلسي لم يُفاجأ بالتسمية، ورضي بما رسمته مراسيم الحكومة، ومقتنع أنّ ميقاتي قام بما يتوجب عليه.

ليست المرة الأولى التي تبلغ فيها ملعقة السلطة، حَلق الشريف. كانت النسبية في قانون الانتخابات، ممراً واسعاً إنّ لم نقل أكيداً لدخوله إلى مجلس النواب، لكن ميقاتي فضّل الإبقاء عليه على مقاعد الاحتياط.

ومع ذلك لا يتصرّف خلدون الشريف بمنطق التمرّد أو الانتفاض على خياره السياسي. هو باقٍ في موقعه، والعلاقة مع ميقاتي تحكمها مصلحة طرابلس والطرابلسيين. يلتقيان عند مصلحة المدينة وأهلها، وعلى وسطية صنعها ميقاتي وأحسن الشريف في التنظير لها. كما يجمعهما الانفتاح على كل الأطراف.

التعاون بينهما مستمر والتلاقي لا تحدّه الاستحقاقات. الصيدلي الطرابلسي باقٍ على المسرح السياسي. بالنسبة اليهم، «الظلم بالسياسة أو عدم الإنصاف سمة من سمات الحياة، ولا يكسر الظلم المثابرة والثبات ولو طال الزمن قليلًا».

قد يهمك أيضاً :

- جنبلاط يلتقي وزير الخارجية المصرية سامح شكري

- جلسه عمل بشأن إجراءات الوقاية من الأمراض المنقولة عبر المياه في سيدي بوزيد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب ميقاتي ينجح في الإبقاء على ورقته الوزارية نجيب ميقاتي ينجح في الإبقاء على ورقته الوزارية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab