القاهرة ـ العرب اليوم
في مفاجأة جديدة وغير متوقعة، أعلنت الفنانة فلة الجزائرية اعتزالها الغناء، على الهواء مباشرة، في لقاء تلفزيوني جمعها بقناة «النهار» الجزائرية كشفت خلاله العديد من التفاصيل التي دفعتها إلى اتخاذ هذا «القرار الصعب»، على حد تعبيرها.
وقالت الفنانة الجزائرية وهي تذرف الدموع: «اتخذتُ قراري اليوم وأنا في كامل وعيي. أتأسف جداً للجمهور الجزائري، لكنني قررت اعتزال الغناء بعد أن قمت بتحضير ألبوم جديد من أروع ما يكون في مدينة وهران، يضم أغاني من الطراز الرفيع بكلمات تليق بجزائرنا».
وحول «المصاعب والعقبات التي تخطّتها الفنانة بنجاح خلال مسيرتها الفنية الطويلة واستمراريتها وصولاً إلى قرار الاعتزال في وقت تحتاج فيه الجزائر إلى مطربين يرفعون اسمها في المحافل الدولية»، ردّت الفنانة باكية على سؤال المذيع: «تعبتُ كثيراً ولا يوجد لدينا مناخ مشجع. ولعل هذه الصرخة تكون بمثابة تغيير تستفيد منه الأجيال المقبلة»، وختمت قائلة: «سامحوني اتخذت قراري باعتزال الفن نهائياً، ومن المستحيل العودة عن هذا القرار»، وأضافت بالفرنسية ما مفاده «يجب أن يغيب الشخص ويتنحّى عندما تغيب المحبة».
وتزخر المسيرة الفنية لفلّة، ابنة أحد أعمدة الأغنية البدوية، عبدالحميد عبابسة، بالعديد من الأعمال الفنية التي تجسدت في ألبومات وأغانٍ طربية من التراث الجزائري والمغاربي، من بينها: تشكرات، أهل المغنى، ولا حتى ثانية، كي اليوم، تحدثت معاك يا قلبي، يزيد الشوق، إلى جانب ثنائيات جمعتها بفنانين عرب وجزائريين، أمثال وليد توفيق وزين شاكر وعادل العراقي وسمير تومي وشاب أنور، إلى جانب أغانٍ تكريمية لكل من وردة الجزائرية، جورج وسوف، إيديت بياف، والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي حققت بها الفنانة شهرة واسعة في الجزائر وفي العالم العربي بشكل عام.
ومن اللافت أن قرار الاعتزال المفاجئ للفنانة، سبقه قبل وقت قصير، تحية خاصة وجّهها وزير الثقافة الجزائري عزالدين مهيوبي للفنانة، وكانت بمثابة الاعتراف الصريح بموهبتها الفذة وحضورها المتميز في الوسط الفني العربي، وتزامنت مع حصولها على جائزة «العملاقة سعاد محمد» للدورة الثانية لمهرجان «قديم وجديد» الذي ينظمه سنوياً مكتب الأمم المتحدة للفنون لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا (يونارتس) في مصر، حيث اعتبر الوزير الجزائري حصولها على الجائزة، تأكيداً على موهبتها وثراء مسارها الفني وحضورها المميز في الوسط الإبداعي العربي، قائلاً إن هذه الجائزة تثمين لمكانة الفن الجزائري الثري والمتنوع الذي حقق انتشاراً واسعاً لدى الجمهور العربي، كما لفت إلى أن فلة عبابسة (المعروفة بفلة الجزائرية) تنتمي لعائلة معروفة بخدمتها للأغنية الجزائرية التراثية والمعاصرة وتطويرها للذوق الفني، كما تشكل صورة للنجاح الذي يمنح للأجيال الجديدة فرصة للاستفادة من هذه التجربة، والارتقاء بالفن الجزائري في الخارج.
أرسل تعليقك