مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف
آخر تحديث GMT07:33:22
 العرب اليوم -

مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف

ماهر عبدالمجيد
جدة ـ العرب اليوم

«أشعر بالراحة في العيش بين الثعابين والزواحف».. بهذه العبارة الصادمة بدأ ماهر عبدالمجيد المرقب الحديث عن هوايته الغريبة، لكنه بدا هادئاً، وسط حيواناته الخطرة، وسعيداً بتفرّده عن الناس، وبشغفه الذي رافقه منذ مطلع الشباب.

الشاب المواطن المرقب (35 عاماً)، لم يتردد في القول إن هوايته غير المألوفة بين الناس وضعته في مأزق اجتماعي مع أفراد أسرته وأصدقائه امتد لنحو 17 عاماً، ظل خلالها يعاني رفض المقربين منه لهوايته الوحيدة والفريدة، لكونها تتعلق بحيازة زواحف وحيوانات برية في منزله، يعتبرها «مظلومة وتستحق الرعاية»، بينما يراها الناس خطرة وشرسة، وبعضها مميت.

المرقب قال «تعلّقي بالزواحف والحيوانات، بشكل كبير، بدأ عام 2000، وكان عمري وقتها 18 عاماً، حيث كان لدي شغف كبير بمتابعة القنوات التي تقدم أفلاماً وبرامج وثائقية عن عالم الحيوان، فتولّد لديّ عشق لهذه الكائنات دفعني إلى القراءة بكثافة عنها، ثم بدأت رحلة البحث عن الزواحف في البرية واقتناء بعضها في المنزل، وكانت البداية بالعناكب والعقارب، ثم الثعابين والأصَلات، وهو ما صار موضع انتقاد كبير بين أفراد العائلة، نظراً لعدم ارتياحهم لوجود هذه الكائنات في البيت، فصرت في بعض الأحيان أصطحبها معي للمدرسة داخل الحقيبة».

ويضيف المرقب: «بعد انتهاء دراستي الثانوية سعيت لتحويل هوايتي إلى مجال للعمل، وهو ما قوبل برفض شديد من أسرتي وأصدقائي، لكنني لم أكترث بهذا الرفض، وقررت العمل في حديقة الحيوان بالعين لأعيش بين الزواحف والحيوانات التي أراها مظلومة دائماً من البشر، وهو ما وضعني أمام العديد من التحديات بسبب عملي وهوايتي، أهمها النظرة السلبية لدى الناس لوظيفتي التي اعتبروها متواضعة ولا يصح أن أعمل بها، وأحياناً كنت ألاحظ أن البعض يرفض حتى مصافحتي أو الأكل معي، لأنني أمسك الثعابين والعناكب والعقارب والزواحف، ولكنني أصررت على الاستمرار في ما أحب، واخترت العمل في حديقة الحيوان التي دخلتها هاوياً، ثم تحولت إلى محترف في التعامل مع الزواحف والحيوانات الشرسة، إذ أصبحت ملاحظ حيوانات أول بقسم الزواحف».

ويتابع المواطن الثلاثيني كاشفاً مزيداً من الأسرار المثيرة والصادمة «تعلمتُ خلال عملي في الحديقة الكثير من طرق التعامل مع الحيوانات والتفاهم معها، والإحساس بما لا تستطيع الكشف عنه، لأنها لا تتحدث، وكيفية معالجتها إذا مرضت، وما الطعام الذي تحتاجه في أوقات معينة، واختلطتُ مع حيوانات كثيرة، وباتت لي صداقات مع السحالي العملاقة والتماسيح، كما أحرص على العيش بجوار عدد من الأصَلات الكبيرة».

المرقب ظلَّ يؤكد أنه يتعامل مع الزواحف مثلما يتعامل مع البشر في الرعاية والاهتمام والألفة «لاسيما أن الحيوان لا يستطيع الكلام ولا يمكنه القول إنه مريض مثلاً، ومن ثم يجب أن نشعر به»، ويضيف واصفاً هوايته التي صارت حرفته أيضاً «أرى الحيوان بعين لا يملكها الإنسان غير المكترث، وأعتبر أن علم الزواحف بحر بلا شاطئ».

ويتابع: «مع خبرة السنين تعلمتُ التمييز بين جميع أنواع الثعابين، ومعرفة السامة من غير السامة، وكيفية التصرف معها، ومتى تكون جائعة، ومتى تكون على استعداد لمهاجمة آخرين، ومتى لا يمكنني الاقتراب من الثعابين، لاسيما في أوقات تغيير الجلد».

وعن المخاطر التي تعرّض لها جراء تعامله مع الزواحف، لاسيما الثعابين، قال المرقب: «تعرضتُ لهجوم من إحدى الأفاعي الصحراوية السامة مرة واحدة، وعلى الفور توجهتُ إلى المستشفى وأخبرتهم بنوع الأفعى وحصلت على الترياق، لكنني تعرضت لهجمات كثيرة من أصَلات كبيرة عضّتني، إلا أنني لم أتوجه إلى المستشفى، لأنني كنت أعلم أنها غير سامة».

وأعرب المرقب عن أمنيته في أن يحصل على فرصة لتحويل مهنته وهوايته وشغفه بالزواحف إلى دراسة أكاديمية، ليصبح متخصصاً في علم الزواحف، عبر الدراسة في أي من الجامعات العالمية المعنية بهذه العلوم.

ووجّه المرقب رسالة للشباب قائلاً: «على أيّ شاب لديه مهارة أو هواية معينة في أي مجال أن يتمسك بها ولا ينظر خلفه ولا يكترث بأي عقبات أو نظرة من يحيطون به، فالعمل ليس عيباً في أي مجال، وأنا أعتبر عملي مع الحيوانات كأي عمل آخر، ولا أجد عيباً في ذلك».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف مواطن سعودي نذر عمره لخدمة الثعابين وصداقة الزواحف



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تفجيرات إسرائيلية تستهدف مناطق متعددة في جنوب لبنان
 العرب اليوم - تفجيرات إسرائيلية تستهدف مناطق متعددة في جنوب لبنان

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab