أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الصحافة على تنوع قوالبها، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية، لاتزال تحتفظ بمكانتها عنصراً فاعلاً ومؤثراً في منظومة العمل الإعلامي، بما لها من قدرة على الرصد والمتابعة والتحليل وتسليط الضوء على مكامن القوة ونقاط الضعف، إن وجدت، في المجتمع وإيجاد حلقة وصل مهمة بين المسؤول والجمهور، لتظل الصحافة أحد عناصر الدعم الأساسية للشعوب في مسيرتها نحو المستقبل.
كما أكد سموه أن جائزة الصحافة العربية تحتفي بالتميز، وهو النهج الذي سارت عليه دولة الإمارات منذ تأسيسها، وأنها تعبّر عن مدى التقدير الذي توليه الدولة لقطاع إعلامي بالغ الأهمية، هو قطاع الصحافة، بما يتمتع به من عراقة وقدرة على التأثير، على الرغم من ظهور أشكال إعلامية جديدة.
جاء ذلك خلال لقاء سموه، أمس، في دبي، أعضاء مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، حيث أثنى سموه على الأداء الطيب للمجلس، الذي انعكس على المستوى الرفيع الذي وصلت إليه الجائزة في مواصلة لما قدمته المجالس السابقة من جهد تكامل في كل فصوله، لتتم ترجمته إلى ثقة كبيرة يضعها المجتمع الصحافي العربي في الجائزة كأهم محفل للاحتفاء بأصحاب الفكر الخلاق والإنتاج المبدع في مجال الصحافة العربية.
وأعرب سموه عن أمنياته لمجلس الإدارة، الذي يضم في عضويته نخبة من القامات الصحافية العربية والإماراتية، بالتوفيق في مهمته خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الأهداف الرئيسة التي تأسست عليها الجائزة، ومواصلة العمل على تعزيز المكانة الرفيعة التي وصلت إليها ضمن أهم منصات التكريم الصحافي على مستوى العالم، بفضل المنهج الدقيق الذي تم وضعه للجائزة، والأسلوب الاحترافي الذي تتم من خلاله عمليات التحكيم، وفق مجموعة من المعايير المهنية الدقيقة التي منحت الجائزة ثقة واحترام العاملين بميدان الصحافة في مختلف أنحاء المنطقة العربية، وكذلك المؤسسات الصحافية العربية العاملة من خارج المنطقة.
وبارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، للفائزين بفوزهم بالجائزة، وقال: «شهدتُ اليوم حفل تكريم الفائزين بجائزة الصحافة العربية في دورتها السابعة عشرة.. نبارك لكل الفائزين ونشكر القائمين على هذه الجائزة».
من جانبه، تقدم رئيس مجلس إدارة الجائزة، ضياء رشوان، بالنيابة عن جميع أعضاء المجلس، بكل الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، راعي جائزة الصحافة العربية، للعناية الكبيرة التي يوليها سموه للإعلام بصورة عامة والصحافة على وجه الخصوص، وهو الاهتمام الذي يترجمه العديد من الشواهد، من أبرزها جائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي اللذان يعدان اليوم من أهم وأبرز الفعاليات المعنية بالإعلام وتحفيزه وتطويره، عبر النقاش والتكريم والحفاوة بالمتميزين في مضماره من خلال قطاع مهم وهو قطاع الصحافة.
وأكد رشوان التزام المجلس بالحفاظ على المعايير المهنية الرفيعة، التي تتبعها الجائزة في اختيار وتكريم الكوادر الصحافية العربية المبدعة والمتميزة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، ومضاعفة العمل وفق رؤية صاحب السمو راعي الجائزة وصاحب فكرة تأسيسها، لتكون دائماً حافزاً للاجتهاد في الإبداع، ودافعاً للتنافس الشريف في رواق العمل الصحافي، وبما يعود بالخير في نهاية المطاف على القارئ والمتلقي بمنتج صحافي على درجة عالية من الامتياز والتفرد.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كرّم، أمس، الفائزين بـ«جائزة الصحافة العربية» لعام 2018، خلال الحفل الذي أقيم بمدينة جميرا في ختام الدورة الـ17 لـ«منتدى الإعلام العربي».
وكانت أعمال الدورة الـ17 لمنتدى الإعلام العربي، التي نظّمها نادي دبي للصحافة، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اختتمت في دبي، أمس، بعد يومين من الجلسات وورش العمل المكثفة، التي دارت حول مجموعة كبيرة من الموضوعات المتعلقة بتحليل المشهد الإعلامي، وعلاقة قطاع الإعلام بالمتغيرات الحاصلة في المنطقة، سواء من ناحية التأثير فيها أو التأثر بها، بمشاركة نحو 3000 من القيادات الإعلامية والخبراء والمختصين والمعنيين بالشأن الإعلامي في المنطقة.
وشهدت أروقة المنتدى حواراً موسعاً حول مدى إسهام الإعلام في تحديد مسار الأحداث في المنطقة العربية، وتباينت فيه الآراء بين متفائل بقدرة الإعلام على التصدي للتحديات الراهنة التي تمرّ بها دول المنطقة، والاضطلاع بدور إيجابي يسهم في تجاوزها إلى مرحلة جديدة تتدارك فيها شعوبها ما فاتها من فرص التطور خلال السنوات القليلة الماضية، ورأي آخر يرى أن التأثير الإيجابي للإعلام كان في أدنى مستوياته، ولم يأتِ على القدر المأمول منه في مواجهة تلك التحديات، وربما كان سبباً في تفاقمها.
وتم منح جوائز الصحافة العربية لـ14 فائزاً قدموا أعمالاً في الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الدورية المطبوعة والإلكترونية والمؤسسات الإعلامية، التي نالت الترشيح للفوز من بين ما نحو 6000 عمل غطت مختلف فنون ومجالات العمل الصحافي.
ومع بداية الحفل تم عرض فيلم «جائزة الصحافة العربية»، الذي رصد أهم الأحداث التي واكبتها الصحافة العربية خلال الفترة الماضية، وكان لها تأثير في المشهد الإعلامي العربي.
وتضمن حفل الجوائز قصيدة «القدس» من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أداها غناءً الفنان حسين الجسمي، كما تخلّل مراسم حفل توزيع جوائز الصحافة العربية قصيدة «أبي الأكبر»، من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي نَظَمَها تكريماً لذكرى مؤسس الاتحاد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأداها غناءً الفنان حسين الجسمي.
وسلّم سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ترافقه أمين عام جائزة الصحافة العربية، منى غانم المري، جائزة «العمود الصحافي» إلى الكاتب المصري، صلاح منتصر، وهو صاحب العمود اليومي الشهير في صحيفة الأهرام المصرية «مجرد رأي»، وله أكثر من 15 كتاباً، منها «حرب البترول الأولى» و«الصعود والسقوط» و«طيور الكعبة».
وخلال الحفل، قام رئيس مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، ضياء رشوان، بتسليم دروع الجائزة عن فئة «الصحافة العربية للشباب» للفائزين الثلاثة ضمن هذه الفئة، وهم: جهاد عباس من صحيفة الوطن المصرية، ودعاء الفولي من صحيفة مصراوي الإلكترونية، ومحمد الليثي من صحيفة الوطن المصرية.
وقدّم نائب رئيس مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، محمد يوسف، درع جائزة «الصحافة الاستقصائية» للصحافي سيد علي محافظة، من صحيفة البلاد البحرينية، عن عمل حمل عنوان «التوحش العمراني يضع البحرين على أعتاب كارثة بيئية».
وسلّم عضو مجلس إدارة الجائزة، جورج سمعان، درع جائزة «الصحافة السياسية» لفريق عمل صحيفة البيان الإماراتية، عن عمل حمل عنوان «حزم وأمل وخير».
وقدّم عضو مجلس إدارة الجائزة، عبدالناصر النجار، درع جائزة «الصحافة الثقافية» للصحافي محمد رياض من صحيفة الوطن المصرية، عن عمل حمل عنوان «أحمد عبيدة.. احتراق ونهوض طائر النار».
وسلّم عضو مجلس إدارة الجائزة، محمد الحمادي، درع جائزة «الصحافة الإنسانية» للصحافية أسماء شلبي من صحيفة اليوم السابع، عن عمل بعنوان «مآسي نساء في قرى الفيوم.. سخرة واغتصاب وزواج مبكر».
وقامت عضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، سوسن الشاعر، بتسليم درع جائزة «الحوار الصحافي» للصحافي شاكر نوري من صحيفة الشرق الأوسط، عن عمل بعنوان: «جمعة الماجد.. من صيّاد اللؤلؤ إلى صيّاد الكتب من أوائل رجال الأعمال في الإمارات الذين وضعوا المال في خدمة الكتاب».
وقدّم عضو مجلس إدارة الجائزة، الدكتور خالد المعينا، درع جائزة «الصحافة الرياضية» للصحافي مراد المصري من صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، عن عمل نشر تحت عنوان «أبطال بلا أوطان».
وقدّم عضو مجلس إدارة الجائزة، ياسر رزق، درع جائزة «أفضل صورة صحافية» للصحافي أحمد غرابلي من وكالة الصحافة الفرنسية.
كما قام عضو مجلس إدارة الجائزة، رائد برقاوي، بتسليم درع جائزة «الرسم الكاريكاتيري» للمصور ماهر رشوان من جريدة «الجريدة» الكويتية.
أرسل تعليقك