بيروت ـ فادي سماحة
تتلقى عائلة الرئيس السابق للمركز التربوي للبحوث والإنماء، الراحل الدكتور جورج جبرايل المرَ، العزاء في وفاته، الاثنين، في كنيسة مار ميخائيل في تغرين، في لبنان، من الساعة 11 صباحًا وحتى الـ6 مساءً، والثلاثاء المقبل في صالون كنيسة مار نقولا في الأشرفية في بيروت، من الساعة الـ11 صباحًا وحتى الـ6 مساءً.
وكتب المرَ في سيرته الذاتية، قائلًا: أنا جبلي المولد، جنوبي المعشر، لبناني الولاء، هذه الثوابت الثلاث تمثل شخصيتي التربوية، ولدت في بتغرين- في قضاء المتن العام ١٩٣٠، وتعلمت في مدرسة القرية وعند بلوغي العشرين من العمر، باشرت عملي كمعلم متمرّن في مدرسة دير ميماس الرسمية للصبيان في مرجعيون، وبقيت فيها 3 أعوام عدت بعدها إلى بلدتي في تغرين والتحقت بمدرستها الرسمية إثر شغور مركز معلم فيها.
وأضاف: إلا أن توقي للعلم وللتقدم جعلني اتطلع إلى التخصُص الجامعي في مجال التربية فتركت بلدتي العام ١٩٥٦ وقصدت العاصمة بيروت والتحقت بالجامعة الأميركية طالبًا التخصص في التربية، أمّا على صعيد الوظيفة فقد تم نقلي إلى مدرسة رأس بيروت الرسمية للصبيان بناءً على طلبي ولكي أتمكن من متابعة تحصيلي العلمي إلى جانب وظيفتي في التعليم، فكنت معلمًا وطالبًا في الوقت ذاته، واستمرً هذا الحال حتى العام ١٩٦٢؛ حيث تخرجت في الجامعة وحصلت على 3 شهادات تعليمية في التربية والآداب والإرشاد والتوجيه.
وأشارت المذكرات بقوله: مرّة أخرى وجدت نفسي طامحًا للمزيد من اكتساب المعرفة والعلم في المجال التربوي الذي امتهنته واحببته وبات يشكل جزءًا مني فقررت السفر إلى صورة داخل المختبر وكان ذلك العام ١٩٦٢ فالتحقت بجامعة ولاية ميشيغن في اختصاص الإدارة التربوية، وكذلك قمت بالتدريس فيها كأستاذ مساعد في كلية التربية التابعة لها.
وبالإضافة إلى عمله في الجامعة انخرط في الحياة التربوية والتعليمية وأصبح عضوًا في مجلس التعليم العالي الأميركي وعمل محرّرًا لنشرة تربوية كانت تصدر عن المجلس المذكور، إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم التربوية في حزيران/يونيو العام ١٩٦٦، وفي العام ذاته تزوج رفيقة دربه عايدة سكرية، التي كانت تعمل كمدرسة في التعليم الرسمي في لبنان.
وعاد إلى لبنان وانخرط سريعًا في الحركة التعليمية والتربوية، حيث عمل في أكثر من مؤسسة، التي أصبحت فيما بعد الجامعة اللبنانية فالتحق بالتدريس في كلية بيروت الجامعية للبنات وفي كلية التربية في الجامعة اللبنانية، ولم يترك التعليم الرسمي حيث عاد إلى وظيفته الأميركية كمعلم في مدرسة رأس بيروت الرسمية للصبيان، وكذلك قام بالتدريس في دار المعلمين والمعلمات في بئر حسن، وهذا ليس كل شيء فقد كان ناشطًا في مصلحة الشؤون الثقافية في وزارة التربية.
وألقى الكثير من المحاضرات في مدارس المقاصد في صيدا وفي ثانوية قصر الصنوبر، واستمرّت هذه المرحلة الزاخرة بالعمل في مؤسسات التعليم الجامعي وما قبله حتى العام ١٩٧٢ تاريخ إنشاء المركز التربوي للبحوث والإنماء، حيث انتقل للعمل فيه، بداية كعضو في مجلس الاختصاصيين ورئيسًا لمكتب الإعداد والتدريب فيه، ومن ثم رئيسًا للمركز التربوي للبحوث والانماء العام ١٩٧٦، وقد أمضى في هذا المركز 22 عامًا، عمل خلالها مع كل الزملاء والموظفين فيه في ظروف قاسية، لاسيما خلال فترات الحرب والانقسامات والتشرذم، حيث استطاعوا الحفاظ على هذا الصرح التربوي موحدًا منتجًا على الرغم من الصعاب، وفي العام ١٩٩٤ ومع بلوغه السن القانونية ترك عمله في المركز التربوي رئيسًا بالأصالة وانصرف للأبحاث والتعليم الجامعي.
أرسل تعليقك