عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في نـزهة الدلفين ليوسف المحيميد
آخر تحديث GMT18:27:13
 العرب اليوم -

عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في "نـزهة الدلفين" ليوسف المحيميد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في "نـزهة الدلفين" ليوسف المحيميد

الرياض ـ وكالات

تحفل رواية "نـزهة الدلفين" للكاتب السعودي يوسف المحيميد بكثير من الصور والتعبيرات الشعرية في السرد، فقد تلبَّس السرد هذه الحالة الشعرية لتلائم حالة البطل أو الشخصية الرئيسية، الشاعر خالد اللحياني، الذي يمر بقصة حب رومانتيكية، خلع عليها أبعادًا أسطورية، وجاراه الكاتب في تقديم قصته بطريقة سردية شعرية، تضافر في لغتها السرد والشعر، فزادتها الشعرية رونقًا، واكتـنـزت الدلالة في كثير من المواقف، تلك المواقف التي تظهر طموحات الروح وانهزامها، وتصور تحررها الكامل من الخوف، ومن كثير من الهموم، وهو ما يُعَدُّ معادلاً للواقع الهارب من الإنسان، أو الذي يقترب من الإنسان ويداعب طموحاته لكنه لا يمنح له نفسه بسهولة، فكانت قضية الحب الإنساني الكبير هي موضوع الرواية، حيث اجترَّت الشخصياتُ كثيرًا من الذكريات، وطافت في مجموعة من البلدان، واستدعت مجموعة من الأساطير، وتواريخ أسطورية من شعوب قديمة أو مُوغلة في القدم، حتى وصلت للأساطير المعاصرة والخرافات، التي صارت قصة حبه واحدة منها. ويلاحَظ أن الكاتب وضَعَ إشارة مرجعية قبل صفحات الرواية، ليمنح المرجعية للبعد الأسطوري للرواية، وخصوصًا أن هذا البعد قد توسع فيه، كما يؤكد لنا مرجعية الاستبشار بالدلفين، في التراث العربي، في كتاب من كتب العجائب والغرائب، ليوهم بأن هذه الإشارة المرجعية أساس لما سيتحدث عنه، وكأنه سيتحدث عن دولفين حقيقي واستبشار حقيقي. في هذه الإشارة المرجعية يذكر الكاتب: "الدلفين حيوان مبارك، إذا رآه أصحابُ المركب استبشروا، وذلك أنه إذا رأى غريقًا في البحر ساقه نحو الساحل، وربما دخل تحته وحمله، وربما جعل ذَنَبَه في يده ليمشي به إلى الساحل، وقيل: له جناحان طويلان، فإذا رأى المركب تسير بقلوعها رفع جناحيه تشبيهًا بالمركب وينادي، وإذا رأى الغريق قصده". (الإمام العالم زكريا القزويني: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات). في سرد أولى الحكايات يكشف الكاتب عن علاقة بين الرجل القصير والمرأة بطريقة غير مباشرة، فلم يصرح بها، فكان موقفًا كاشفًا منذ بداية الرواية، صاغه بطريقة فنية في صورة مشهد، حيث يسير الرجل الطويل في الأمام، وخلفه تمشي المرأة مع الرجل القصير الذي يشبك يديه في يدها، وحين ينظر الرجل الطويل إلى الخلف سرعان ما تنساب يداهما كأنهما لم يشبكاها. وهو موقف كاشف للعلاقة الحميمة المتبادلة بينهما، وكاشف- أيضًا- عن أنها كانت غير معلومة للطرف الثالث. وهي لا شك حركة ماكرة يقوم بها الرجل الموصوف بأنه (القصير)، مخفية عن عين هذا الرجل الذي يبدو من البداية أبله، وهو الموصوف بأنه (الطويل)، وقد استخدم الكاتب الوصفين بمرجعيتهما الشعبية التي ترى في القصير مكرًا ودهاءً وترى في الطويل غفلة تصل إلى حَدّ البله. ليس معنى ذلك أن هذا الموروث الشعبي سيثبت أمام الأحداث، بل ربما كان العكس هو الصحيح بعد ذلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في نـزهة الدلفين ليوسف المحيميد عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في نـزهة الدلفين ليوسف المحيميد



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab