شهد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس السبت في القاهرة توقيع عقد شراء مصر لسفينتي ميسترال فرنسيتين، وذلك في اطار جولة في الشرق الاوسط تستمر اربعة ايام يزور خلالها ايضا الاردن والسعودية لبحث العلاقات الثنائية والنزاعات الاقليمية.
واجتمع فالس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ثم شهدا معا توقيع عقد شراء السفينتين.
ووقع الاتفاقية عن الجانب المصري اللواء بحري أركان حرب احمد خالد رئيس أركان القوات البحرية ورئيس لجنة التعاقد، وعن الجانب الفرنسي ناتالي سميرنوف نائبة رئيس شركة دي سي ان اس.
واعلنت الرئاسة الفرنسية في 23 ايلول/سبتمبر الماضي ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره المصري اتفقا على هذه الصفقة خلال اتصال هاتفي.
وقال مصدر حكومي فرنسي ان السعودية ستشارك في تمويل شراء السفينتين. وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "التمويل السعودي سيكون كبيرا".
واكد فالس "عزم" فرنسا "على دعم الرئيس السيسي والحكومة المصرية في نيتها تامين استقرار البلاد وتطويرها وخصوصا تطويرها الديموقراطي".
واضاف ان "مصر شريك مركزي للتصدي لكل الازمات التي تؤثر في المنطقة: سوريا وعملية السلام بين اسرائيل وفلسطين والتوتر في ليبيا او اليمن"، مشددا على دعم باريس لمصر وللسيسي.
وتابع ان "فرنسا تؤمن بمصر (...) المنطقة والمتوسط واوروبا والعالم تاليا يحتاج الى مصر قوية ومستقرة"، لافتا الى ان "لدينا عدوا مشتركا هو داعش".
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مساء السبت في تصريحات صحافية ان قيمة الصفقة تبلغ 950 مليون يورو وانه سيتم تسليم السفنتين الى مصر في شباط/فبراير-آذار/مارس 2016.
واوضح مصدر دبلوماسي ان هذا المبلغ يشمل علاوة على ثمن سفينتي ميسترال، مختلف عقود التدريب والتاقلم مع السفينتين.
وفي الخامس من اب/اغسطس ابرمت باريس اتفاقا مع موسكو لالغاء صفقة تسليم السفينتين بسبب اتهام روسيا بالتورط في الازمة الاوكرانية، ودفع تعويضات تقارب مليار يورو. وبلغت قيمة هذه الصفقة 1,2 مليار يورو في 2011.
وقال الرئيس الفرنسي عند اعلان هذه الصفقة ان "الرئيس المصري اعرب عن قلقه لجهة حماية قناة السويس وقال لي كم هو مهم بالنسبة لأوروبا وللشرق الأوسط وللمبادلات التجارية ان تتولى سفن فرنسية في نهاية المطاف حماية قناة السويس".
ووفقا لموقع لاتريبون الفرنسي ستنشر مصر احدى السفينتين في البحر الاحمر بعد ان عمدت القاهرة الى توسيع قناة السويس الصيف الماضي، والاخرى في المتوسط في وقت يبقى الوضع في ليبيا مصدر قلق لمصر على حدودها.
ومع بيع القاهرة سفينتي ميسترال، حققت فرنسا نجاحا جديدا مع صفقة التسلح هذه بعد عقد اول مع مصر مطلع العام لشراء طائرات رافال. وبعد تسليم فرقاطة متعددة المهمات، ستسلم القاهرة 24 طائرة رافال بموجب عقد بقيمة 5,2 مليارات يورو.
وعلى غرار صفقة الرافال، تمت صفقة الميسترال بسرعة بين مصر وفرنسا.
وتتفاوض فرنسا مع مصر ايضا لبيعها سفينتين حربيتين من طراز غوويند وردتا في عقد وقع في ايار/مايو 2014 حول بيع اربع من هذه السفن.
والاتفاق حول ميسترال يدل على التقارب الكبير بين الرئيسين الفرنسي والمصري اللذين تبادلا زيارات عدة منذ عام. وكان الرئيس السيسي الذي تربطه ايضا علاقات مميزة بوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، زار باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
ومطلع آب/اغسطس حل هولاند "ضيف شرف" على نظيره المصري لحضور حفل تدشين توسيع قناة السويس.
اما السعودية التي ينتظر ان ينتقل اليها فالس مساء الاثنين، والدول الاخرى في الخليج فهي مهتمة بتجهيزات عسكرية فرنسية.
ويرافق وزير الدفاع جان ايف لودريان فالس في هذه الجولة التي تعد اطول جولاته الى الخارج منذ تسلم مهامه على رأس الحكومة الفرنسية في اذار/مارس 2014. كما سيكون في عداد الوفد ممثلو نحو عشرين شركة فرنسية.
وتهتم القاهرة ايضا بمواصلة توسيع مترو العاصمة المصرية وتجهيزه علما بان شركات فرنسية تتولى ذلك اصلا، وكذلك باقمار صناعية للاتصالات.
ويعتزم فالس ايضا ان يبحث في في جولته مختلف النزاعات الاقليمية مثل سوريا والتدخل الروسي في هذا البلد اضافة الى التوتر الشديد حاليا بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
الى ذلك، سيجري البحث في مسالة حقوق الانسان في القاهرة بحسب اوساط فالس التي تشدد مع ذلك على "التكتم" الذي ينوي رئيس الوزراء ابداءه حول الموضوع كضمان "للفعالية".
وتتهم المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الانسان الرئيس السيسي الذي عزل في 2013 الرئيس الاسبق محمد مرسي، بقمع انصاره واي شكل من اشكال المعارضة.
وقد قتل اكثر من 1400 متظاهر من انصار مرسي على يد الشرطيين والجنود، كما سجن اكثر من 15 الفا من انصار الرئيس المخلوع منذ 2013 وحكم على مئات بينهم مرسي نفسه بالاعدام في محاكمة جماعية سريعة انتقدتها الامم المتحدة بقوة.
وسيدعو فالس الذي سيستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز في السعودية الثلاثاء الى "بادرة عفو وانسانية ورحمة" تجاه الشاب الشيعي علي النمر الذي حكم عليه بالاعدام لمشاركته في تظاهرات في 2012 كما ذكرت اوساط رئيس الوزراء الفرنسي.
وستتناول جولة فالس ايضا مسائل الامن والدفاع ومكافحة الارهاب.
وينهي رئيس وزراء فرنسا جولته في السعودية حيث سيلقي كلمة امام المؤتمر الاقتصادي الفرنسي السعودي. وستتمثل فيه مئتا شركة فيما تتوقع اوساط فالس "اعلانات هامة" في هذه المناسبة بدون مزيد من التوضيحات.
وقبل السعودية يزور فالس الاردن. ففي اطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن نشرت فرنسا في الاردن طائرات حربية تشارك في ضرب تنظيم الدولة الاسلامية في العراق منذ عام وفي سوريا منذ بضعة اسابيع.
وسيتصدى رئيس الوزراء الفرنسي كذلك لمسالة اللاجئين وخصوصا في الاردن الذي يستضيف 650 الف لاجىء سوري، ولموضوع الاقليات الدينية. كما سيلتقي الاثنين لاجئين عراقيين مسيحيين في الاردن.
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك