الرياض – العرب اليوم
وصف مدير الأسطول الملكي الكابتن محمد بن نصار القحطاني، الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بـ"القمة الشامخة"، مشيرا إلى أنه كان مؤسسة خيرية شاملة تعددت فيها أعمال الخير.
وكشف القحطاني "أحد قادة طائرة الملك عبدالله" لـ"الوطن"، أن فقيد الأمة كان دائما فعالا للخير، مستذكرا بأنه عرض عليه حالة إنسانية لمواطن، إذ لم يكن حلها سهلا إلا لأبي متعب ، وهي مديونية كبيرة، فأمر بدفعها من علو 40 ألف قدم وهم عائدون من رحلة خارجية، وأضاف، ما إن وصلت الأرض بعد ساعات قليلة حتى أبلغني المواطن أنهم اتصلوا عليه وسددت ديونه، "جعلها الله في موازين حسناته".
ولفت القحطاني إلى أنه في أحيان كانت تتعرض الطائرة لأعطال فنية، ويتم إطلاعه - رحمه الله - على ما حدث، فيرد: "عسى خير"، كان دقيقا في مواعيد رحلاته، يعطيك الثقة والدعم والمحبة، صحيح لم يكن احتكاكنا به كثيرا، بحكم عملنا في كابينة القيادة، لكنه أحيانا كان يفاجئنا بصعوده إلى قمرة القيادة للسلام علينا.
وبين القحطاني أنه لم يتردد يوما في عرض أيِ موضوع إنساني طلب منه لتقديمه إلى الملك عبدالله - رحمه الله -، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بعلاج مريض أو نقل مصاب، فيما كانت إجابته هي التنفيذ في الحال، مشيرا إلى أن أسعد الأوقات كانت عندما يكون الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الطائرة الملكية، إذ دائما ما يُشعر الجميع أنهم أصحاب الدار.
وأضاف: "عندما كنت أتشرف بالسلام عليه داخل الطائرة يبادرني بالسؤال عن باقي الزملاء، ويسأل عن الأمطار في المملكة وفي بلاد المسلمين التي نمر فوقها".
وعن الرحلة الأخيرة التي تشرف فيها بمرافقة الراحل الكبير، قال القحطاني: "كانت في نهاية حج العام الماضي من جدة إلى الرياض، وبعد أن تمكنا من التحليق في وضع آمن، أعطيت إشارة فك الحزام سلمت القيادة للطيار المساعد ونزلت، إذ تشرفت بالسلام عليه، وما هي إلا لحظات حتى شهد ومن معه طائرات سلاح الجو الملكي السعودي ترافقنا يمنة ويسرة من الطائف وحتى ما قبل وصولنا الرياض في استعراض بهيج".
ودعا القحطاني الله - العلي القدير - أن يتغمد فقيد الأمة بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، مقدماً العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، داعيا المولى أن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
أرسل تعليقك