برلين ـ العرب اليوم
يرافق بعض المسافرين شعور بالغثيان والدوار أثناء السفر، لكن سرعان ما تنتهي الأعراض بمغادرة وسيلة المواصلات. وفيما توجد طرق مختلفة لعلاج هذه الظاهرة، ينصح الأطباء بعدم القراءة والنظر في اتجاه الطريق أثناء السفر.
"أشعر بالدوار وغثيان طفيف وصداع، ويزداد ذلك شيئا فشيئا حتى التقيؤ"، هكذا تصف مانويلا الأعراض التي تنتابها عندما ترافق زوجها في السيارة. وتفضل مانويلا قيادة السيارة بنفسها لتلافي هذه المشكلة، وخاصة أثناء السير على المنعطفات. فمانويلا تعاني من مشكلة دوار السفر.
ويُعرف الطبيب خليل عيّادة، أخصائي الأمراض الداخلية في برلين، سبب ظاهرة دوار السفر بأنها رد فعل من الجسم تجاه أحاسيس متضاربة. وتنتهي هذه الحالة بتوقف وسيلة النقل والوصول إلى المكان المقصود.
ويشير الطبيب عيّادة إلى أن 10 بالمائة فقط هي نسبة الأشخاص الذين لا يتأثرون بدوار السفر. إذ تصيب هذه الظاهرة أولئك الأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة تجاه تضارب المنبهات. فعندما ترى العين محيطا مستقرا يكون للأذن الداخلية رأي آخر.
فأثناء الجلوس بشكل هادئ في السيارة ترسل الأذن الوسطى، المسؤولة عن التوازن في الجسم، إشارة إلى المخ. وتختلف الإشارة التي ترسلها الأذن عن تلك التي ترسلها العين لدى النظر إلى الخارج. ما يصعّب على المخ التوفيق بين هذه الإشارات المختلفة. ويدفع المرء للشعور بالاضطراب، حسبما يؤكد الطبيب عيّادة، الذي يضيف "وهذا هو ما يحصل لدى السفر بالطائرة أو السفينة أيضاً".
وفي ألمانيا يلجأ الأطباء إلى مضادات الهيستامين لعلاج مشكلة دوار السفر. إذ يتوجب على المريض تناول هذه المضادات كأقراص أو علكة قبل السفر، وهو تماما ما تقوم به مانويلا قبل سفرها وتضيف "عادة ما تساعدني أقراص الهيستامين، إذ أتناولها بانتظام كل ثلاث أو أربع ساعات وقبل السفر بنصف ساعة".
وتتميز هذه المضادات بقدرتها على منع وصول معالجة المعلومات من الدماغ إلى مركز التقيؤ حسبما يشرح أخصائي طب الأسرة يورغ كوبر. وينصح الطبيب كوبر بعدم القيادة لدى تناول أقراص الهيستامين، مشيرا إلى أن لهذه المضادات آثار جانبية كالشعور بالنعاس وجفاف في الفم واضطرابات في الرؤية تؤثر على قدرات السائق.
لورا أيضا تعاني من مشكلة دوار السفر، ما دفعها لتناول أقراص الهيستامين. إذ ساعدتها في البداية كثيرا في التغلب على حالة الغثيان التي تنتابها أثناء رحلة سفرها، إلا أنها لم تعد تشعر بمفعولها مؤخرا. ما دفعها لإيجاد خطة جديدة تساعدها على السفر بالسيارة بدون التعرض لدوار السفر. وتشرح لورا هذه الخطة بقولها "القيادة ليلا لا تزعجني، إذ أنام ولا أشعر بالحركة. أرتب الأمور قبل السفر ويأخذ زوجي قسطا من الراحة قبل الانطلاق، وأنا أنام مرتاحة أثناء السفر".
علاج بدون آثار جانبية
ولمعالجة دوار السفر بعيدا عن الآثار الجانبية، ينصح كوبر باستعمال رباط اليد الضاغط. فمن خلال ضغطة خفيفة يتم تحفيز نقطة محددة في المعصم، ما يخفف الاضطراب أثناء السفر. ويؤكد الطبيب كوبر على أهمية الزنجبيل كوسيلة تقليدية ضد التقيؤ أيضا، مشيرا إلى ضرورة الابتعاد عن القراءة وتسليط النظر على نقطة محددة أثناء السفر. إذ تزيد المحفزات البصرية تهيج الدماغ.
ومن جهة أخرى ينصح الطبيب عيّادة أولئك الذين يعانون من دوار السفر بالابتعاد عن تناول الوجبات الدسمة، إضافة إلى تجنب تناول القهوة والكحول قبل السفر بست ساعات على الأقل. أما بالنسبة للأطفال فيؤكد على ضرورة التحدث معهم ومشاركتهم في الغناء، للتغلب على حالة الغثيان التي قد تنتابهم بسبب دوار السفر. خدمة DW
أرسل تعليقك