الرياض – العرب اليوم
أعلن أستاذ الأحياء الجزيئية للكائنات المعدية الدكتور أحمد علي صمان القحطاني، ضرورة إنشاء مركز متخصص بإدارة مستقلة يقوم على تنسيق الجهود و الاستعداد التام لمواجهة الأوبئة عن طريق البحوث العلمية، ومشيراً إلى ما يتردد عن مرض فيروس أبيولا.
وقال القحطاني إن توالي الأوبئة يتطلب من الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل وزارة الصحة والجامعات و المستشفيات والمراكز البحثية المتخصصة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم و التقنية أن تتوافر جهودهم في توفير الخبرات اللازمة لمواجهة الأوبئة، و التنسيق مع المنظمات العالمية بشكل مستمر و دائم، ولا يكون عمل هذه الجهات مجرد ردود أفعال بعد انتشار الوباء.
وأكد أهمية الاستعداد بالبحوث العلمية، التي تشمل الرصد و التوقع و البحث في العوامل المساعدة على انتشار الوباء، و إيجاد المختبرات المتخصصة في التشخيص السريع و اختراع العلاجات والأدوية المضادة والأمصال واللقاحات الواقية الفعالة وفهم الآلية المراضية بطريقة تجعل من السهولة السيطرة على الأوبئة.
ومشيراً إلى اكتشاف " أبيولا" عام 1976 في أفريقيا أوضح أن لهذا الفيروس عدة سلالات منها ما هو ممرض جدا و قاتل و منها ما هو أقل خطورة و هذه الاختلافات ناشئة عن الاختلافات الجينية.
وأضاف أن الدلائل العلمية تشير إلى أن انتشار الوباء بهذا الفيروس يبدأ بانتقال الفيروس من الحيوانات للإنسان ثم من الإنسان إلى آخرين عن طريق المخالطة القريبة أو بانتقال أو بالتلوث بالسوائل و الافرازات الجسمية للشخص المصاب مثل الدم و افرازات الفم و الانف و نقل الأعضاء و المني، و يمكن أن تحدث الإصابة في المستشفيات في حال عدم إتباع وسائل السلامة الطبية مثل تلوث ابر الوخز و الأجهزة الطبية التي تستخدم في رعاية المرضى.
ولفت د. القحطاني إلى أن تكمن خطورة المرض في أنه لا يحتاج إلى أعداد كبيرة من الفيروس لكي تصيب الإنسان. ووفق الدلائل العلمية أن 1 إلى 10 وحدات فيروسيه كافيه أن تصيب الإنسان و تظهر عليه آثار المرض.
واستطرد مضيفاً أن فيروس أبيولا يهاجم خلايا الدم المناعية ويسبب نشوء حاله من الضعف المناعي الشديد، و أعراض المرض الأولية مشابهه لنزلات البرد المعروفة من ارتفاع مفاجىء في الحرارة و صداع متبوع بآلام في البطن و إسهال شديد واستفراغ من الفم. بعد مرور 4-5 أيام تبدأ الأعراض الأكثر خطورة و هي مشاكل تخثر الدم و الإصابات البكتيرية المصاحبة ثم النزيف الدموي الداخلي والخارجي والقلب و الكلى يكون نتيجتها الوفاة، و عند النساء الحوامل ينتج عن الإصابة بهذا الفيروس إجهاض مباشر للأجنة مع نزيف دموي حاد.
وأعرب عن الأسف لأنه لا يوجد علاج للتخلص من فيروس أبيولا، وكذلك و لا توجد تطعيمات (لقاحات) للوقاية منه. وأشار إلى أن بعض شركات الأدوية كحالتها عند انتشار الأوبئة تعمل للاستفادة المادية القصوى من الوضع بإيجاد علاج أو تطعيم في وقت سريع . وفي ما يختص بأبيولا تم تجريب علاج جديد و هو عبارة عن مصل يحتوي على ثلاثة أنواع من الأجسام المضادة (الأجسام المضادة ليست هي المضادات الحيوية)، التي تم إنتاجها في المختبرات، واستخدمت مباشرة لعلاج اثنين من المرضى في الولايات المتحدة و لم تتضح فعالية هذا العلاج إلى الآن لأنه لم يتم تجريبه بشكل كاف حسب الطرق الإكلينيكية و الطبية المعروفة نظرا لضيق الوقت و شدة الإصابة.
وأوضح الدكتور أحمد القحطاني أن استخدام هذا العلاج بطريقة متعجلة أحدث اعتراضاً لدى كثير من المهتمين بأخلاقيات البحث العلمي واستخدام البشر كحيوانات تجارب و طالبوا بأن تكون هناك قوانين أشد وضوحا وصرامة في استخدام العلاجات التي لازالت تحت التجربة أثناء حدوث الأوبئة وعدم استغلال حاجة المرضى المصابين خصوصا في الدول الفقيرة، حسبما ذكرت صحيفة «الرياض» السعودية.
أرسل تعليقك